المدوّنة

العودة الى القائمة

دردشة سينمائية رقم 3 - رؤى مؤثرة

20 يوليو 2020

انضم إلينا في النسخة الثالثة من “دردشة سينمائية“ واستكشف عالم السينما الرائع بدون مغادرة منزلك، بكل ما فيه من أفلام حائزة على الجوائز وتحف سينمائية كلاسيكية وغيرها من الأعمال التي تستحق المشاهدة. شارك في دردشتنا السينمائية الجديدة لتوسّع آفاق تذوقك لفن السينما وتتواصل مع مجتمع عشاق السينما.

بشكل شهري، نختار فيلماً سينمائياً يطرح عدة تساؤلات وقضايا، ونرشحه لك لتشاهده قبل المشاركة في الدردشة، ثم نلتقي عبر الإنترنت لنناقش جميع جوانبه، من حيث القصة وتطور الشخصيات وتحليل المشاهد، بجانب موضوعات أوسع كتاريخ السينما ووسائل صناعة الأفلام.

في هذه النسخة من دردشة سينمائية، نقدّم لك سلسلة “رؤى مؤثرة“ وستتضمن نقاشاً عبر الإنترنت حول فيلم “سيمبين!“ والذي يرصد القصة المُلهمة لشخصية لُقبت بـ“أب السينما الإفريقية”.

للمشاركة، سجل عبر الرابط التالي مجانًا وشاهد الفيلم قبل الجلسة التي ستُعقد عبر زووم بتاريخ 17 أغسطس في السابعة مساءً. نتطلع لمشاركتك!

التسجيل


رؤى مؤثرة

كيف يمكن للسينما أن تُسهم في صناعة التغيير؟ تركز هذه الدردشة السينمائية على رؤية المخرج السنغالي عثمان سيمبين والذي لطالما آمن بالآفاق الواعدة والمؤثرة للسينما كأكثر أنواع الفنون وصولاً للمتلقي وكوسيلة مهمة لمناقشة أبرز القضايا التي يمر بها العالم.

بدءاً من الأفلام التي خلدت ذكرى الإبادة الجماعية في كمبوديا ومروراً بالأفلام التي يتم تصويرها برغم عدم الحصول على التصاريح اللازمة، ووصولاً للأعمال التي تستخدم شتى الوسائل البصرية كدمى الصلصال والأفلام التي يتم إنجازها بأقل الإمكانيات وأبسط الإمكانيات، فإن جميع هذه الأفلام قد نجحت في التأثير على الجمهور وتوسيع مداركهم بشأن آفاق السينما وقدرتها المؤثرة.

وعلى الرغم من تنوع ظروف هذه الأعمال واختلاف أشكال القمع الذي واجهه صناعها، إلا أن كل منها يحتوي على رؤى تدعو للمقاومة والتغريد خارج السرب ويتجاوز تأثيرها مجرد رصد لحدث أو لحظة فارقة شهدها التاريخ.

“سيمبين!” لسامبا جادجيجو وجيسون سيلفرمان (2015)

في عام 1952، بدأ عثمان سيمبين، عامل الميناء السنغالي والشاب الذي هجر المدرسة بعد الصف الخامس، بتصوّر حلم كان يبدو مستحيلاً: أن يصبح راوٍ لقصص معبرة عن أفريقيا الجديدة.
يرصد الفيلم الوثائقي الطويل “سيمبين!“، الذي تم تصويره بجودة صورة فائقة، القصة الحقيقية لعثمان سيمبين المُلقب بـ“أب السينما الإفريقية” وهي قصة أغرب من الخيال عن كاتب روائي وصانع أفلام قاوم أصعب وأقسى الظروف وخاض معركة امتدت 50 عاماً ليتمكن من تقديم القصص الإفريقية للجمهور الإفريقي.
يرسم الفيلم ملامح سيمبين بعيون من عاصروه وتحديداً زميله المؤرخ سامبا جادجيجو، باستخدام مواد أرشيفية نادرة وأكثر من 100 ساعة من المواد واللقطات الحصرية.

يتتبع هذا الفيلم – الذي ينتمي لنوعية أفلام الملاحم الواقعية التي تتفوّق فصولها على الروايات الخيالية – قصة ذلك الرجل العادي والذي حوّل نفسه إلى متحدث باسم الفئات المهمشة إذ لم يعرف الخوف يوماً طريقاً لقلبه وجعلته شجاعته بطلاً في عيون الملايين. وبعد أن تعرض لسقطة مدوية في مرحلة مهمة من حياته، هل يتمكن سيمبين من النهوض من جديد ومواصلة مسيرته؟

يُعد سامبا جادجيجو، مخرج الفيلم الوثائقي “صناعة الموولاد“، الخبير الأبرز في العالم فيما يخص حياة وأعمال عثمان سيمبين، وهو مؤلف سيرة سيمبين الرسمية. ولد وتربى في السنغال وهو حالياً أستاذ الدراسات الإفريقية واللغة الفرنسية في كلية ماونت هوليوك.

جيسون سيلفرمان هو منتج حائز على الجوائز ومدير مهرجانات سينمائية له باع طويل في عالم السينما. أنتج عدة فعاليات ضخمة لصالح متحف سميثسونيان، ومركز لينزيك للفنون ومهرجان ترايبيكا ومؤسسة لانان. ويترأس حالياً مكتبة السينما بمركز الفنون المعاصرة في سانتا في، وكان قد شغل منصب المدير الفني لمهرجان تاوس للصورة المُتكلمة.

شاهد “سيمبين!” على المنصات التالية:
● أمازون برايم
● آيتيونز (المتجر الأمريكي)
● فيميو (حسب الطلب):
https://vimeo.com/ondemand/sembene/188005452


“ما الذي حدث يا سيدة سيمون” لليز غاربوس (2015)

على خشبة المسرح، عُرفت نينا سيمون بقدرتها الفائقة على التعبير الموسيقي الأخاذ الذي أذهب الجمهور وصنع لها قاعدة جماهيرية كبيرة. ولكن في أعقاب حقبة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الستينيات والتي شهدت الكثير من العنف، لم تتمكن سيمون من الموازنة بين هويتها وطموحاتها الفنية وبين إخلاصها للحركة الحقوقية الدائرة.

استُخلص هذا الفيلم من ساعات من المواد الأرشيفية المُسجلة على الشرائط، ليسرد قصة فنانة رائعة لم تعرف الأنا بداخلها أي حدود ولم تعترف بأي عوائق وسط ظروف قاسية أحاطت بها. وفي عزّ شهرتها ومجدها، اعتزلت سيمون الفن وغادرت بلادها وانتقلت إلى ليبيريا، تاركةً وراءها مشواراً مهنياً حافلاً وأسرة وبلد وقاعدة جماهيرية ضخمة. ويظل التساؤل الأهم الذي تفرضه قصة حياتها وتحديداً هذه المرحلة المفصلية: “كيف يمكن للمشاهير أن يتعثروا ويحافظوا على كرامتهم في نفس الوقت وبرغم كل شيء؟”

ليز غاربوس مخرجة رُشحت لجائزتيّ أوسكار وفازت بجائزتيّ إيمي فضلاً عن فوزها بجائزة بيبودي وترشيحها لجائزة غرامي وجائزة نقابة المخرجين الأمريكية، وتُعد إحدى أبرز صناع الأفلام الوثائقية الأمريكيين ومن أكثرهم حصداً للإشادة النقدية والفنية.

رُشح فيلمها “ما الذي حدث يا سيدة سيمون” – من إنتاج نتفليكس – لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي لعام 2016 وفاز بجائزة بيبودي ورُشح لـ6 جوائز إيمي من بينها جائزة أفضل مخرج، وقد فاز بجائزة الإيمي لأفضل عمل وثائقي أو غير روائي. يُبحر الفيلم في قصة حياة نينا سيمون، ويستعين بأكثر من 100 ساعة من الشرائط الصوتية التي لم تُسمع من قبل واللقطات النادرة من حفلاتها بجانب اللقاءات الأرشيفية.

يمكنك مشاهدة “ما الذي حدث يا سيدة سيمون” على المنصات التالية:
● نتفليكس


“الصورة المفقودة” لريثي بان (2014)

شارك هذا الفيلم في قمرة وعُرض في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي 2013 حيث فاز بالجائزة الكبرى، ويستخدم وسيلة في غاية الابتكار لوصف الأهوال التي قاساها السجناء في حقبة الخمير الحُمر، حيث لجأ المخرج ريثي بان إلى الاستعانة بالتماثيل المصغرة والمعبرة عن هؤلاء السجناء والضحايا في العديد من مشاهد الفيلم. وبجانب هذه التماثيل المصنوعة بدقة مُتناهية، يستخدم الفيلم المشاهد الأرشيفية المأخوذة من أفلام العصر الذهبي للسينما الكمبودية ولقطات وثائقية للعاصمة الكمبودية بعد إخلائها ومشاهد للسُخرة التي عانى منها الكثيرين في معسكرات العمل الإجباري.

وعلى الرغم من أنها قد تبدو مجرد تماثيل، إلا أن هذه النسخ المصغرة تنجح وبشكل ملفت في الاستحواذ على مشاعر المشاهدين والتعبير بدقة عن الجرائم الوحشية التي تعرض لها الضحايا في تلك الحقبة المُرّة في تاريخ كمبوديا، ليُحيي بذلك ذكرى الذين اختفوا ورحلوا، مانحاً إياهم صورة يمكن تذكرها، حتى وإن ظلت بلا صوت.

ريثي بان مخرج وكاتب ومنتج كمبودي فرنسي، ولد في كمبوديا ودرس السينما في معهد التعليم السينمائي العالي في فرنسا. أخرج العديد من الأفلام التي حصدت إشادة عالمية واسعة ومنها “شعب الأرز” والذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 1994، و“أرض الأرواح الهائمة” (2000) والذي حصد العديد من الجوائز ومن بينها جائزة روبرت وفرانسيس فلاهيرتي بمهرجان ياماغاتا الدولي للأفلام الوثائقي و“S21: آلة الخمير الحمر للقتل” (2004) والذي حصد العديد من الجوائز حول العالم، من بينها جائزة ألبرت لوندرز و“الورق لا يمكنه تغليف الجمر” (2007) و“جدار البحر” (2008) و“داتش: الحجيم الكبير” (2012). وفي عام 2013، أخرج فيلم “الصورة المفقودة” والذي رُشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي،

وفاز بالجائزة الكبرى في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان. أخرج ريثي بان بعدها فيلم “فرنسا بلدنا الأم” (2014)، و“منفى” (2015) الذي عُرض بمهرجان كان 2016، و“قبور بلا أسماء” والذي عُرض بمهرجانات فينيسيا وتيليورايد وتورونتو 2018. أما آخر أفلامه “مُشع” (2020) فقد فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان برلين في عرضه العالمي الأول. وقد كان ريثي بان من مؤسسي لجنة كمبوديا للسينما وهي مؤسسة تطويرية وتنموية تتضمن مختبر CFC السينمائي وهو برنامج تدريبي مخصص للكمبوديين الراغبين في الانطلاق بمشوارهم المهني في عالم السينما.

يمكنك مشاهدة “الصورة المفقودة” على المنصات التالية:
● أمازون برايم
● آيتيونز


“تاكسي طهران” لجعفر بناهي (2015)

عُرض هذا العمل بمهرجان أجيال السينمائي وضمن المسابقة الرسمية بمهرجان برلين السينمائي في دورته الخامسة والستين ويظهر فيه المخرج جعفر بناهي بشخصيته الحقيقية كسائق لسيارة أجرة تنقل الركاب لوجهاتهم، في فيلم لا ينتمي بشكل صريح للوثائقي أو الروائي.

وبمرور الأحداث، تتحّول سيارة الأجرة لغرفة اعتراف، يفصح من خلالها الركاب -ومن بينهم لص وآخر تخصص في قرصنة الأفلام وسيدتان تحملان وعاءً بداخله سمكة ذهبية وتقعان تحت ضغط زمني كبير – عما يمرّون به من مشاكل وطموحات، وينجح جعفر في تقديمها بشكل يمزج بين الدرامي والكوميدي ليرسم ملامح طهران المعاصرة بشكل رائع وأخّاذ.

ولد جعفر بناهي في ميانة، غيران، وهو مخرج وكاتب ومنتج حائز على الجوائز، ومن بينها الكاميرا الذهبية بمهرجان كان السينمائي (عن فيلمه “البالون الأبيض، 1977)، والفهد الذهبي بمهرجان لوكارنو (عن فيلمه “المرآة“، 2000)، وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان (عن فيلمه “ذهب قرمزي“، 2003) وجائزتيّ دب فضي بمهرجان برلين السينمائي (أفضل مخرج عن فيلم “أوفسايد“، 2012 وأفضل نص عن “الستارة المغلقة“، 2013).

يمكنك مشاهدة “تاكسي طهران” على المنصات التالية:
● أمازون برايم
● أبل تي في (متجريّ الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية)


نتمنى أن تستمع بسلسلة “رؤى مؤثرة“ ونتطلع لمشاركتك في الجلسة التي ستقام عبر الإنترنت في 17 أغسطس.

فريق مؤسسة الدوحة للأفلام

blog comments powered by Disqus