المدوّنة

العودة الى القائمة

مؤسسة الدوحة للأفلام في مؤتمر التفكير الرقمي 2011

07 يونيو 2011

بقلم ريم شدّاد، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

حضر فريق من قسميْ الاعلام الجديد والتواصل الاجتماعي بمؤسسة الدوحة للأفلام أحد أهم المؤتمرات العالمية الخاصة بالصناعة الرقمية في شهر مايو- مؤتمر التفكير الرقمي (تي دي سي). وقد أعطانا هذا المؤتمر في نسخته الثالثة، والذي تنظمه كودوركس في نيوكاسل، شرقي بريطانيا، والذي يحضره خبراء عالميون ومبتدئين على حد سواء، فرصة الانغماس في الأجواء الرائعة لعملية تبادل الأفكار.

وليس مؤسس المؤتمر هرب كيم بغريب على عائلة مؤسسة الدوحة للأفلام، حيث تعاون معها في تنظيم مؤتمر الدوحة تيداكس 2010. وصل فريقنا الصغير، الذي كان آخذاً بعين الاعتبار هذه العلاقة، إلى نيوكاسل، معلقاً آمالاً كبيرة على الايام الثلاثة القادمة. وقد فاقت لائحة المتحدثين كل التوقعات التي كانت لدينا حول تنوّع وثراء المؤتمر، حيث تعاقب كل من المبتدئين والمخضرمين على اعتلاء المنصة. وقد تنوعت خلفيات المتحدثين وما لديهم ليتحدثوا عنه، خصوصاً وأن العديد منهم أتى من عالم الميديا أو الاعلام وحتى من عالم كرة القدم (نرفع القبعة للمؤسس والمدير التنفيذي لـ هابي.ساينت السيد بوبي باترسون). وقد تنوعت النقاشات ما بين أحدث الاختراعات الابداعية كتصميم ألعاب الفيديو مع نانسي دووارت مؤسسة دووارت ديزاين في سيليكون فالي، واختبارات إلقاء الكلمات مع المخضرم في عالم البث جيم نايت.

كانت أجواء المؤتمر كهربائية. كانت الحماسة ما بين الحضور جلية وواضحة على وجوههم، وفي نقاشاتهم التي دفعت الجمهور للاشتراك معهم فيها، وفي نظرياتهم ومبادراتهم. أما مكان المؤتمر فكان فخماً إلى درجة كبيرة: قاعة متعددة المستويات في مركز ساج غايتسهاد الذي يطل على ميناء نيوكاسل. لكن الغريب، أن الواي فاي داخل القاعة كان محدوداً، لكن بدلاً من أن يشكل ذلك حاجزاً، فقد دفعنا إلى المزيد من التركيز لا سيما بعد أن قلّل احتمالات استخدامنا لهوتفنا والتفاعل على موقع تويتر.

The Sage Gateshead.

أما الحديث بالتفصيل عن كل المحاضرين في المؤتمر والمعلومات التي ساهموا بها فيه، فقد يتطلب حلقات أسبوعية في هذه المدونة. باستطاعتي القول إن ما تم تقديمه كان ثرياً وهاماً؛ لكن ما الذي أحضرناه معنا كحضور متميّز في المؤتمر؟ متميّز تسألون؟ حسناً، لم يكن سفرنا طويلاً إلى نيوكاسل كالفنان الرقمي الآتي من نيويورك جر ثورب، لكن لحسن الحظ لم تتأخر رحلتنا بسبب سحب الدخان التي نفثها بركان أيسلنده، كما حصل مع الاعلامي جيرد ليونارد. تميّزنا كان بكل بساطة لأننا كنا الحضور الوحيد من العالم العربي، وسط حدث غربي بحت.

وكان مفتاح استفادتنا من المؤتمر هو فهم بيئة عملنا على الانترنت. لا سيما أن الاعلام الجديد والتواصل الاجتماعي هما كيانان متميّزان بفضل طريقة استخدامهما في العالم العربي، لا سيما في دول الخليج. ويظهر ذلك في الثقافة والتقاليد وعناصر “الحياة الواقعية” التي تتشابك مع عالم الانترنت، حيث هناك بعض المعايير والتوقعات التي تتم المحافظة عليها. الأمر كله متعلق بالتأقلم. فلقد وفر لنا الانترنت سلاحاً ذو حدّين: نعمة عولمة الانترنت.

فعلى الانترنت، بإمكاننا تشكيل هويتنا بالطريقة التي نرغب بها. في هذا العالم، لا نعود محكومون بالعوامل الحسية التي تحدّ تفاعلاتنا اليومية. وكمقيمين في الخليج العربي، ليس بمقدورنا دائماً التفاعل وجهاً لوجه لمسبّبات مادية، كحرارة الصيف المرتفعة، أو حتى مسألة تكاليف السفر المرتفعة. لكن هذا لم يعد مشكلة لأنه بات بإمكاننا التواصل مع مناطق مختلفة في العالم في الوقت ذاته، إما عبر الرسائل النصية، أو الصوت أو الصورة أو الحركة واللمس، أو حتى الموجات العقلية (تصفيق حاد لـ تان لي أحد مؤسسي إيموتيف). بات بإمكاننا رسم خريطة حياتنا اليومية ومقارنتها مع خرائط أخرى، وقياس إنتاجيتنا والاطلاع على ملايين النشاطات التي تجري على الانترنت حول العالم، يومياً، دون الحاجة إلى ترك بيوتنا أو مكاتبنا.

بتنا معظمنا يعرف مدى قوة المواقع الاجتماعية، لا سيما في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة. الآن، وبغض النظر عن الموقع أو التقاليد، بإمكاننا تكييف تجربتنا على الانترنت مع أولوياتنا الشخصية أو الاجتماعية. لدينا قوة تبادل والتلاعب بالمعلومات مع الحذر الضروري لحماية راحتنا (شكر خاص للمحلل الثقافي توم سكوت وتجربة الخصوصية على موقع فايسبوك). هذا حتى يحل الرجال الآليون مكان أجهزة الكمبيوتر ويصبح لكل واحد منا مبرمجه الخاص، يحذرنا من أية تضاربات قد نواجهها على الانترنت (أنظر المتخصصة في علم الروبوت هاذر نايت وصديقها روبوت بال).

تجدر الاشارة إلى أن جزءاً من رسالة مؤسسة الدوحة للأفلام هو في إلقاء الضوء على جوهر العالم العربي – الوعود والامكانيات- إلى المنطقة والعالم. هناك عالم ضخم مكوّن من الفرص تحت أصابعنا، ويقوم كل ذلك على قاعدة إلقاء الضوء على أحدث الاكتشافات في العالم الرقمي. أما من خلال جمع أفضل ما في العالميْن، الرقمي والسينمائي، فيصبح بإمكاننا توصيل الصوت. يعود الأمر لنا، ولكم، لتحقيق ذلك؛ ونحن في مؤسسة الدوحة للأفلام سنكون بالتأكيد في مقدمة من يقومون بمشاريع مستوحاة من التفكير الرقمي، هنا في قطر.

للاطلاع على المحاضرين في مؤتمر التفكير الرقمي، الرجاء زيارة الموقع الرسمي بالاضافة إلى الناطق الرسمي للمؤتمر على موقع تويتر: @ThinkingDigital / @herbkim .

blog comments powered by Disqus