المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: "باك تو ذا سكوير" (العودة إلى الميدان) (2012)

26 فبراير 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: “باك تو ذا سكوير” (العودة إلى الميدان)
العام: 2012
إخراج: بيتر لوم
بطولة: والي حسني، محمد سيد، لميس رجب، سلوى حسيني، مارك نبيل
مدة العرض: 83 دقيقة.

فيلم “باك تو ذا سكوير” هو وثائقي يروي قصة خمسة أشخاص، بعد عام من اندلاع أحداث ميدان التحرير التاريخية، وسقوط حسني مبارك. في هذه الفترة التي تلت حكم مبارك، تم اعتقال آلاف المحتجّين دون أية أسباب، ولا يزال الشعب يعاني من الحكم العسكري بممارساته الظالمة ضد المواطنين.

حين يركب والي، مراهق أمّي، حصانه إلى ميدان التحرير، بطلب من سياسيين مؤيدين لمبارك، لا يدرك أن هذه الخطوة الساذجة سوف تكلفه حياته. تكون النتيجة جروح وكدمات تجبر الوالد على بيع عنزته لدفع تكاليف علاج ابنه، كما يخسر حصانه، بينما تكافح العائلة على العيش بأقل من 2 دولار يومياً.

من جهة أخرى، نرى محمد، وهو محكوم سابق تم الافراج عنه خلال الثورة من أجل التصدّي للمحتجين. وحين يرفض محاربة شعبه، يقوم أفراد تابعين لحكم مبارك السابق بتعذيبه. أما المدوّن مايكل نبيل، فيحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات “لإهانته الجيش الحاكم” و“نشر معلومات خاطئة”.

تقرر فتاتان، لميس وسلوى، كسر الصمت والسباحة بعكس تيار الذلّ المستمر. تلجأ لميس إلى جمعيات حقوق الانسان لتحرير زوجها الذي تم القبض عليه، بينما تم الاعتداء عليها جسدياً. أما سلوى فتريد محاكمة الجيش لتلويثه سمعتها أمام كل قريتها المحافظة. اعتدى عليها الجيش، عذّبها وأجبرها على الخضوع لفحص عذرية. وقد أثّر ذلك على عائلتها التي لم يعد مرحباً بها في المجتمع بسبب ذلك.

فيلم “العودة إلى الميدان” يمثّل منصة تعبير لخمس شخصيات مثيرة للاهتمام، يمثلون الصراعات اليومية التي يخوضها المصريون. ولقد كان المخرج بيتر لوم، الحائز على شهادة دكتوراه في الفلسفة السياسية من جامعة هارفرد، تخلّى عن مهنة أكاديمية واعدة، وتحوّل إلى حياة السينما الوثائقية، متخصصاً في القضايا الانسانية. اشتهر بفيلمه الثالث “رسائل إلى الرئيس“، والذي تناول فيه نظام الرئيس الايراني أحمدي نجاد.

وفي فيلم “العودة إلى الميدان“، يعرض رؤية جديدة ومختلفة عن الفترة التي تلت الثورة. الفيلم بسيط ومباشر، يقدم كل القصص بطريقة منفصلة، معتمداً على شخصيات مميزة لرواية ما يجري في مصر حالياً.

تبدأ أحداث الفيلم في أجواء من الشعور بالحرية والسعادة، في فجر الثورة. لكن مع مضي الوقت، ترافق كل قصة من القصص الخمس، حقائق مرة ومشاعر خوف، تتكشف للمحتجين. هذا الفيلم يحيي أيضاً الشجعان الذي تجرّؤوا على تحدّي الظلم. وعلى طريقهم، يكتشفون ما الذي يريدونه حقاً من وطنهم. “العودة إلى الميدان” هو دعوة لليقظة لجميع من يظنون أن الثورة انتهت في مصر. فهذه ليست سوى بداية معركة طويلة ومنهكة.

blog comments powered by Disqus