نقد سينمائي: كوميك كون: الحلقة الرابعة - أمل معجب
04 ديسمبر 2011

بقلم ريم شداد، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام
الفيلم:كوميك كون: الحلقة الرابعة – أمل معجب
العام: 2011
إخراج: مورغن سبورلك
بطولة: هولي كونراد، تشاك روزانسكي، جايمس دارلينغ، سي يونغ كانغ، سكيب هارفي، إيريك هنسن
النوع: خيال علمي، فانتازيا، مجلات هزلية.
حين شاهدت إعلان الفيلم الوثائقي “كوميك كون: الحلقة الرابعة – أمل معجب“، كانت الفكرة التي تراءت مباشرةً إلى ذهني هي أنه “للمهووسين. ولم أكن على خطأ.
لقد تتبعت أعمال سبورلك في الماضي، بدءاً من الفيلم الذي أثار جدلاً “سوبر سايز مي” (حجمي الكبير)، الذي جعلني أتخلى عن تناول الأطعمة السريعة منذ بلغت سن الرشد وحتى الآن. بالاضافة إلى المسلسل التلفزيوني الناجح “30 دايز” (30 يوماً)، الذي كان أيضاً شاهداً على الأسلوب المثير الذي بات مرتبطاً بسبورلك. بأية حال، وكما يعلم كل المعجبين بالشخصيات الالكترونية، فإن استخدام تعبير ‘كوميك كون’ كعنوان لفيلم، هو ما أثارني في البداية. لذلك، تخيلوا فرحتي، حين سمعت بأن ‘كوميك كون’ سيعرض في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2011. بالاضافة إلى جلسة أسئلة وأجوبة ستقام مع الرجل الذي عرّض نفسه لزيادة في الكوليسترول لمدة ثلاثين يوماً، باسم الفن. كانت تلك لحظة رائعة لكل المهوسين الذي يقيمون في قطر.
وكما هي الحال في كل عروض الأفلام الروائية أو الوثائقية، من المفيد تهيئة الأجواء في صالة السينما. ومع النقاش المثير الذي تناول التوقعات حول الفيلم، والهتافات الحماسية في الصالة، لم يكن على سبورلك حتى أن يحاول إغراء جمهوره. ففي صالة مليئة بمعجبي ستار ترك، والأصدقاء المتحمسين والراغبين بالتحول إلى صيادي زومبي، صاح شخص متحمس من الجمهور: “فلتكن القوة معك!” للمخرج الضخم. لقد كان يحضر نفسه للخروج؛ فقد حان وقت عرض الفيلم.
وفي هذا الفيلم، يتناول سبورلك قصة كوميك كون- أضخم مؤتمر عن الكتب الهزلية على كوكبنا الأرض – من خلال أعين مختلف المعجبين الذي يجتمعون في هذا الاحتفال السنوي بالسينما وألعاب الفيديو وبالطبع المجلات الهزلية. وفيما نحن نتابع هؤلاء المعجبين، نلتقي بفناني رسوم متحركة هواة، ومصممي أزياء، وبائعي مجلات هزلية يمارسون هذه المهنة منذ الأزل، لديهم أهدافاً مختلفة، لكن توحدهم أفكارهم الابداعية، وحبهم لعالم الفانتازيا هذا.
لا يحاول فيلم كوميك كون تبديد أو قلب التسميات التي ربطها المجتمع بهذه الثقافة الفريدة. بل بالعكس، إنه يتبنى تلك الصور النمطية، مقدماً نماذج محببة وملتوية. فنرى كميات سرية من دمى الروبوطات غالية الثمن، ومشاهد رومانسية وسط جحافل محاربي حرب النجوم. وكأن الفيلم يصرخ “هذه هي ثقافة المهووسين“، ثم يلجأ بعدها لتبرير السبب الذي يدعو كل شخص بالوقوع في غرام شخصياته ذات الآذان الحادة.
ويتناول أحد أجزاء الفيلم النجمة المتألقة هولي كونراد، التي يشكل زيّها الخلاب متعة بصرية لكل من مشاهدي الفيلم والمعجبين الذين حضروا المؤتمر شخصياً. إن كونراد هي أبرز مثال على زوار كوميك كون المخلصين. هذه الفتاة التي أمضت سنوات وهي تعمل بكد، في ورشة تصميم أقامتها في مرآبها، لديها حلم كبير. إنها تكرس نفسها تماماً لتحقيق حلمها بأن تصبح محترفة في مجالها، وتتسنى لنا نحن أن نشهد كيف يساعدها كوميك كون على تحقيق ذلك.
وقد فاجأت كونراد الجمهور في مهرجان الدوحة ترايبكا 2011، حين مشت على المسرح بثوبها الحربي المصنوع من الجلد واللاتكس، على وقع التصفيق الحاد ونظرات الاعجاب.
وبالاضافة إلى كل القصص الرائعة عن معجبي كوميك كون في الفيلم، كان ظهور أسياد هذا العالم أو من وضعوا أساسات هذه الثقافة. وقد نجح كوميك كون في إسعاد جمهور الدوحة إلى حد البكاء؛ أبرز تلك اللحظات كانت حين ظهر رئيس مجلة مارفل الهزلية، وملك المجلات الهزلية كوزموس وأفنجر، ستان لي على الشاشة. روى لي بعض القصص المضحكة عن عشقه لكوميك كون، وهذا العالم الذي يصبح كل شيء فيه ممكناً، إلى جانب المنتج المنفذ جوس ويدن، الرجل المضحك الأسطورة كيفين سميث، ومخرج أفلام الفانتازيا الأسطوري غيليرمو دل تورو. وقد ظهروا جميعهم تباعاً في الفيلم المسلي الذي تبلغ مدته 88 دقيقة.
لذا، إن كنتم تملكون أفلام سيد الخواتم في مكان ما في الخزانة، أو محمصة خبز في سلسلة مخبأة تحت أوسدتكم أو في علبة الجواهر، أو شخصية تشوباكا في درج مكتبكم، فستستمتعون بهذا الفيلم. حان وقت إخراج المهووس الذي يختبئ بداخلكم، لأن هذا الوثائقي يثبت بأننا رائعين على عكس ما يظن البعض.