المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: لايف إن آي داي (الحياة في يوم)

29 سبتمبر 2012

بقلم أنيلا صفدار

الفيلم: الحياة في يوم
العام: 2011
إخراج: كيفين ماكدونالد
مدة العرض: 95 دقيقة
النوع: وثائقي

فيلم “الحياة في يوم” هو صورة مصغّرة عن التعاون الجماعي السينمائي.

في أحد أيام صيف العام 2010، أطلق المخرج كيفين ماكدونالد (آخر ملوك اسكوتلنده، و“النسر”) حملة دعائية. وعبر التلفزيون والانترنت، قام برفقة المنتج المنفذ ريدلي سكوت (بلايد رانر، وبروميثيوس) بدعوة الناس من كل مكان في العالم، ممكن يمتلكون كاميرات، إلى تصوير حياتهم في يوم واحد والاجابة على أسئلة بسيطة: ما الذي تخافه؟ ماذا يوجد في جيبك؟ ما الذي تحبه؟

نرى هذا اليوم، أي 24 يوليو 2010، بمشاهد متكررة لمنبهات، وراديوهات سيارات، وأشخاص يتحدثون مباشرةً إلى الكاميرا.

وقد قال ماكدونالد إنه قام بـ26 مقابلة عبر الساتلايت في يوم واحد. وقد توجه سكوت لصانعي الأفلام في فيديو نشره على موقع يوتيوب- الموقع ذاته الذي قبل لاحقاً أكثر من 80 ألف مشاركة. حيث قال: “ليس هناك من عذر، تمتلكون كاميرا رقمية، لذا اخرجوا وصوروا فيلمكم”.

Executive Producer Ridley Scott calls on audiences to participate on YouTube

وتدفقت المقاطع من كل أنحاء العالم. وحرصاً على اكتمال نصاب الأمور، قام ماكدونالد بشراء كاميرات رقمية بقيمة 40 ألف جنيه استرليني (236،135 ر.ق)، ومنحها للمنظمات غير الحكومية وطلب منها أن توكّل مصوريها في الدول البعيدة بالمهمة ذاتها.

تطلب العمل بهذا الفيلم فريقاً متعدد اللغات من المنتجين، وسبعة أسابيع لمشاهدة 4500 ساعة من المشاهد المشاركة.

كانت النتيجة 95 دقيقة من مشاهد من العالم وشعوبه، بدرجات متفاوتة من النوعية، ترافقها موسيقى شاعرية تروي قصة الفيلم بنغماتها. هذه الموسيقى من عزف المؤلف البريطاني هاري غريغسون ويليامز (ذا بوروورز، فون بوث)، والعازف الالكتروني ماثيو هربرت ومغنية البوب إيلي غولدينغ. ومن أميركا إلى اليابان، والامارات العربية المتحدة والبورتغال، لم يبق سوى قسم صغير جداً من الكرة الأرضية لم تتم تغطيته.

نرى في هذا الفيلم أشخاصاً وحيونات أثناء الولادة، والاستيقاظ، والأكل والصلاة والنوم وأثناء قيامهم أيضاً بنشاطات روتينية أخرى، تمت منتجتها لتبدو بمظهر خاطف للأنفاس. يتكرر ظهور بعض الشخصيات.

العدد الأكبر من المشاهد السعيدة، تجعل الأحداث المأساوية أكثر جذباً. فمثلاً مشهد قتل خروف بشكل وحشي مشهد صعب لكن مؤثر. وأيضاً مشهد والد صيني مع ابنه وهما يودعان للمرة الأخيرة الأم المتوفاة، هو مؤثر جداً.

“الحياة في يوم” هو تصوير حديث لما كان يعتبر في الثمانينات أسلوباً جمالياً جديداً. ففيلم كويانيسكاتسي لكل من المخرج غودفري ريجيو، والمؤلف فيليب غلاس والمصور رون فريكي، الذي شهد عرضه الأول عام 1982، هو فيلم وثائقي بيئي كان مصاحباً بموسيقى اشتهرت لدرجة أنها أخذت المؤلف غلاس في جولة عالمية. وبعد عشر سنوات، عمل فريكي مجدداً كمصور في فيلم بركة وهو عبارة عن مشاهد مصورة حول أحداث طبيعية وإنسانية.

أما فيلم اليوتيوب التجريبي الذي استوحى فكرته من تلك الأفلام السابقة، فهو يشبه كبسولة الزمن، للجماهير المستقبلية، كي ترى كم كان الانترنت أداة لحمة في العام 2010. وهو يعبّر أيضاً عن سهولة التصوير في عصر يعتمد ويستمتع بالتكنولوجيا الرقمية. وبدرجة أقل هو فيلم حول شكل حياة آلاف الأشخاص في 24 يوليو 2010. وبفضل الاعجاب الواسع الذي حظي به، وأوجه الشبه مع برامج الواقع التلفزيونية، واستعانته بأشخاص عاديين كصانعي أفلام، قد يتطلع البعض بشوق كبير لجزء ثانِ.

للترجمة العربية اضغط على

Life in a Day - Trailer

إعلان فيلم الحياة في يوم

blog comments powered by Disqus