المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: بولفار لندن (2010)

18 أغسطس 2011

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: بولفار لندن
العام:2010
إخراج: ويليام موناهان
بطولة: كولين فارل، كيرا نايتلي، راي وينستون
النوع: دراما، جريمة، رومانسية

بعد فوزه بجائزة أوسكار عن النص الرائع لفيلم “ذا ديبارتد” (المغادرون) الذي أخرجه مارتين سكورسيزي، يبدأ موناهان مغامرة جديدة مع “بولفار لندن“، تجربته الاخراجية الأولى، حيث يلقي الضوء على زوايا لندن المظلمة والمخيفة.

بعد عقوبة في السجن دامت ثلاث سنوات، ارتأى ميتشل بالنظر إلى حياته السابقة أن يبقى بعيداً عن المشاكل. تتوفر له وظيفة حارس شخصي للممثلة المشهورة شارلوت (كيرا نايتلي) التي تعيش مع حارس بوهيمي وممثل سابق اسمه جوردن (دايفيد ثوليس). يقع ميتشل في غرامها، وحينها يكتشف عالماً من الأخطار يتهدّد كليهما. أما الصعوبة الأبرز فهي هوس المصورين بحياة شارلوت الشخصية، لا سيما مع إدراكه أن لن يفعل سوى صب الزيت على النار في حال علمت صحف الفضائح بعلاقتهما.أما شارلوت فهي حزينة ووحيدة، فاقدة للشعور بالأمان وراحة البال. يدخل ميتشل إلى حيانها في اللحظة التي تكون فيها بأمس الحاجة إليه.

وبينما تتطوّر هذه العلاقة، يجد ميتشل نفسه مرغماً على الانجرار إلى أكثر الأماكن إثارة للرعب في لندن. يبدأ كل شيء مع المقتل الوحشي لأعز أصدقائه، فيقرّر الانتقام له. وهناك غانت (راي وينستون) الشخصية الأكثر إثارة للرعب في لندن، الذي يريد أن يعمل ميتشل لحسابه بسبب سمعته. لكن الرفض يعني حرباً مفتوحة، وعداوة لا تعرف سوى لغة السلاح وإراقة الدماء البريئة. غرانت هذا، يعلم جيداً نقاط ضعف ميتشل: حبه للممثلة وأخته. وهناك حل وحيد أمام ميتشل لوضع حد لكل المشاكل، وهو أن يشهر مسدسه في وجوه الذين يحاولون منعه من العيش بسلام.

في هذا الفيلم، ستجتاحنا الرغبة بأن نصرخ بقوة: “أتركون وشأنه!”. هذه الرغبة الصادقة في ميتشل بالانسحاب من حياة الجريمة، يقرّب المشاهد من شخصيته الواثقة. إنه يبدو رجل عصابات بامتياز، لكن من النوع الذي يليق به كثيراً ارتداء بذلة والذهاب إلى عشاء فاخر، ومن النوع الذي يبدو وسيماً حتى مع أنف ينزف دماً. لقد برع كولن فارل بتمثيل هذا الدور الذي جمع فيه النوايا والعواطف النبيلة على وجه رجل عصابة.

بالاضافة إلى المعركة التي يخوضها بطلنا رغماً عنه، يحمل هذا الفيلم رموزاً سطحية لكن قوية تشرح بعض القضايا العنصرية والأصولية في لندن التي تتعدد فيها الثقافات. في خلفية أحد المشاهد، نرى امرأة محجبة، يليه مشهد تمر فيه راهبتان ترتديان ثياباً محتشمة شبيهة. في هذه البيئة التي تختلط فيها الثقافات، تندلع كل هذه الفوضى.

إنه من نوع الأفلام التي تروي قصص الجريمة بأسلوب مميّز. يعرض الآن في الدوحة! لا تدعوه يفوتكم.

للترجمة العربية اضغط على

London Boulevard - Trailer

إعلان فيلم بولفار لندن

blog comments powered by Disqus