المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: ميلانكوليا (2011)

12 يونيو 2011

بقلم جايمس روسن، الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: ميلانكوليا
العام: 2011
إخراج: لارس فون ترييه
بطولة: كيرستن دانست، شارلوت غاينسبورغ، كيفر ساذرلاند، ألكسندر سكارسغارد
النوع: دراما، خيال علمي

حين اشتهر بالمخرج الراديكالي في فيلمه ‘دوغ 95 كولكتيف’، أصبح اسم لارس فون ترييه بسرعة مرتبطاً بالأسلوب السينمائي الاستفزازي. وسواء هي سجالات العداء الواضح لأميركا في فيلم ‘دوغفيل’ و‘ماندرلاي’ أو مشاهد العنف الجسدي في فيلم ‘أنتيكرايست’ التي ينجزها فون ترييه، فعادةً ما يتبعها جدل واسع. مما لا يثير الدهشة، كان هناك عدد قليل من الأفلام المشاركة في مهرجان كان والتي كان ينتظرها الجميع أكثر من فيلم ‘ميلانكوليا’: آخر أعمال فتى السينما الأوروبية الطائش.

المشهد الأول يبدأ مع جاستين (كيرستن دانست) ومايكل (ألكسندر سكارسغارد) وهما يصلان متأخريْن إلى عرسيْهما، على وقع توتّر شقيقة جاستين العصبية ومنسّقة الأعراس كلير (شارلوت غاينسبورغ). وبينما تنغمس عائلة جاستين المفككة في أجواء الاحتفال، تنسحب العروس إلى غرفتها يملؤها اكتئاب فظيع. وحين تقتنع بضرورة الانضمام مجدداً إلى المعازيم، تجد أن الحفل انتقل إلى الخارج، ليكتشف الجميع ضوءاً غريباً يرسل أنواره عليهم. فلقد تم اكتشاف كوكب جديد في نظامنا الشمسي، وعلى الرغم من تطمينات بانعدام خطورته، يبدو أن التصادم مع الأرض بات محتماً.

ويبدو أن فوت ترييه استوحى مرة أخرى من أعمال صانع الأفلام الروسي الكبير أندريه تاركوفسكي. وعلى الرغم من محاولات جاستين لأن تبدو سعيدة أمام أصدقائها وعائلتها، تبدو التعاسة وقد أصبحت قدرها المحتوم الذي يتآكلها ويغلفها، تماماً كما سيتآكل الكوكب المكتشف حديثاً كوكبنا الأرض.

هناك العديد من العناصر التي تجعل فيلم ‘ميلانكوليا’ مميزاً، لكن الأكثر تميّزاً هو كل ما يحتويه من مرئيات. مشاهد عاصفة البرد الشديدة، حركات الكواكب، بالاضافة إلى المشاهد البطيئة لكيرستين دانست وهي ترمي البرق من أصابعها، هي كلها مشاهد بصرية فائقة الروعة. وبينما اختلف النقاد على القيمة الدرامية في الفيلم، أتفقوا بالاجماع على قميته الجمالية. ويجدر القول إن فيلم ‘ميلانكوليا’ الذي تؤدي فيه كل من كيرستين دانست (فازت بجائزة أفضل ممثلة في كان) وشارلوت غاينسبورغ تمثيلاً رائعاً، تصحبه موسيقى تصويرية رائعة من تأليف كريستشين ايدنس أندرسن، هو عمل سينمائي رائع، وممتع جداً.

ولِم لا يكون ممتعاً؟ إنه فيلم يتحدث عن الشعور باليأس وكيف يؤثر على الذين يعانون منه، وعلى الناس من حولهم. وأشير إلى أن ذلك نابع عن تجربة شخصية لفون ترييه (الذي غالباً ما يعاني من فترات من الشعور باليأس)، لذا يبدو طبعه وكأنه يسيّر الدراما والشخصيات.إنه يطرح أسئلة عميقة حول الطريقة التي نرى بها العالم، والطرق التقليدية للوصول إلى السعادة وكيف ننظر إلى الموت. هل اختبرتم كل ذلك في عمل هوليوودي تقليدي سابق، له نهاية واضحة وجيدة؟ بالطبع لا. ولكنه عمل يسبب شعوراً بعدم الارتياح، غير أنه يثير في داخلكم الكثير من الأسئلة، الأمر الذي هو برأيي الخاص ذو قيمة كبرى.

للترجمة العربية اضغط على

Melancholia - Trailer

إعلان فيلم ميلانكوليا

blog comments powered by Disqus