المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: صحوة كوكب القرود (2011)

15 سبتمبر 2011

الفيلم: صحوة كوكب القرود
العام: 2011
إخراج: روبرت وايات
بطولة: جايمس فرانكو وأندي سركيس وفريدا بينتو
النوع: أكشن، دراما، خيال علمي

يقترب عالم الوراثة ويل رودمن (جايمس فرانكو) من اكتشاف علاج لمرض الألزهايمر الذي يعاني منه والده تشارلز (جون ليثغو). تتم تجربة العلاج على القرود في المختبر الذي يعمل فيه. يظهر العلاج نجاحه في مضاعفة القدرات العقلية وزيادة مستوى الذكاء الذهني، ما أدّى إلى ولادة مخلوقات جديدة مستعدة لخوض ثورة.

وفيما كان ويل يسعى لإقناع المستثمرين بتمويل اكتشافه الخارق، يفاجأ الجميع بتصرف غريب يقوم به قرد المختبر، حيث يقتحم هائجاً قاعة العرض، مسبباً الرعب في قلوب المستثمرين، فيطلق عليه النار.

في البداية فُسّر هذا التصرف على أنه من الأعراض الجانبية السلبية للعلاج، لكنه لم يكن سوى شعور غريزي لقردة حامل تحاول حماية طفلها.

بعد موت القردة الأم، يقوم ويل ووالده برعاية القرد الوليد، لكن سرعان ما يلاحظان تصرفات غريبة تفوق سلوك أي قرد آخر لم يتعد عمره الثلاثة أيام. يظهر القرد قدرة على التعلم بسرعة هائلة. يطلق عليه اسم قيصر، ويضعه ويل الذي يترك الشركة وينقل مختبره إلى بيته، تحت المراقبة المستمرة.

مع مرور الوقت، يصبح قيصر فردأ من أفراد العائلة، يتحلّى بطبيعة محببة ووفية فضلاً عن ذكاء خارق يمكّنه من التعبير عن نفسه من خلال لغة الإشارة التي تعلمها، كما يبدي قدرة على تعلم مهارات جديدة كركوب الدراجة أو أمور راقبها من خلال مشاهدة الأطفال وهم يلعبون، من نافذة غرفته. لكن العالم الخارجي ليس رحيماً. في يوم من الأيام يحاول القرد حماية أحد الاطفال المرضى من جاره المؤذي، إلا أن السلطات تقرر نقله إلى مأوى خاص باعتباره يشكّل تهديداً على سلامة المجتمع. إلاّ أن هذا المكان كان أشبه بسجن للتعذيب.

وبما أنه الأذكى بين السجناء، وبعد مشاهدة الفظائع التي ترتكب بحق المساجين زملائه، أصبح قيصر قائد فصيلته ضد ظلم البشر.

لم أشاهد تقنية رسومات حاسوبية تساعد على تطوير أداء الشخصيات بهذا الشكل، منذ وقعت عيني على غولوم الأسطوري في فيلم سيد الخواتم، الذي أدى دوره الممثل النجم ولاعب دور قيصر أيضاً، أندي سركيس. لقد كانت تعابير قيصر وباقي القرود مذهلة، وصادقة، عبّرت عن شعورهم القوي بالتفوّق على أبناء فصيلتهم، دون فقدان طبيعتهم الحيوانية. وعلى الرغم من أنهم تفوقوا أيضاً على الانسان في جوانب عديدة، لكنهم احتفظوا بغريزتهم الحيوانية. لم يكن عليهم التكلّم كي نفهم، فكل شيء يُفهم من نظراتهم وحركاتهم. لقد تمكنوا من سرقة الأضواء وسرقة قلوبنا، لدرجة نفذ معها التعاطف لدينا تجاه أي شخصية أخرى.

ليس بوسعي ألا أعبّر عن إعجابي واحترامي لدور التكنولوجيا في هذا الفيلم. ولهذا سأنتظر بفارغ الصبر الفيلم كي يصدر على نسخ الدي في دي، كي أتمكن من مشاهدة مرحلة الاعداد والتصوير لهذا العمل المذهل.
بعيداً عن جايمس فرانكو وجون ليثغو، غطى حضور القرود على باقي شخصيات الفيلم. إلى حد ما نشعر بضعف هذه الشخصيات ودوافعها. لكن اللوم لا يقع على أدائهم كممثلين، فلقد كان الهدف من حضورهم مجرّد تسريع الأحداث، بدلاً من أن يكون جزءاً لا يتجزأ منها.

أما مشاهد المعارك فهي ملحمية! والأفضل من ذلك أنها لا تشعرنا بكم من المبالغة وليست مشاهد سريعة غير مفهومة، ليس الهدف منها سوى إثارة الاعجاب بدلاً من خدمة مضمون الفيلم.
في هذه الحرب بين فصيلتيْن، تبدو المؤثرات الخاصة بغاية الطبيعية والواقعية، وهذا يا أصدقائي نجاح باهر!

أتوقع أن يصنع قيصر التاريخ، وسنرغب بالتأكيد أن نراه مزيداً. هذا الفيلم الذي تلا كوكب القرود عام 1968 للمخرج فرانكلين سكافنر، يؤكد لنا أننا قد نشهدأجزاء أخرى مدهشة قادمة.

لقد تعلّقت بالمشاهدة منذ أن رأيت إعلان الفيلم، ولم أشعر بأي نوع من أنواع خيبات الأمل حين شاهدته في السينما. إنه فيلم رائع يناسب جميع أفراد العائلة، حيث القرود هي من يعلم البشر دروساً أخلاقية.

للترجمة العربية اضغط على

Rise of the Planet of the Apes - Trailer

إعلان فيلم صحوة كوكب القرود

blog comments powered by Disqus