المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: المواطن

16 أكتوبر 2012

بقلم ريم صالح من أبو ظبي

الفيلم: ذا سيتيزن (المواطن)
العام:2012
إخراج: سامي قاضي
بطولة: خالد النبوي، أغنيس بروكنر ورضوان مانجي
مدة العرض: 92 دقيقة

لطالما كان الممثل المخضرم خالد النبوي نجماً مصرياً رائداً في تمثيل أدوار سينمائية بين مصر وهوليوود (مملكة الجنة، وفير غايم). منذ اكتشفه المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم “المهاجر“، طمح أن يسطع نجمه في العالم، وأكبر دليل على ذلك هو فيلم “المواطن”.

وفيه يلعب النبوي دور ابراهيم، لبناني فاز بالسحب على البطاقة الأميركية الخضراء، ويصل إلى نيويورك قبل يوم واحد من مأساة 11 سبتمبر. خاض كل ذلك بحثاً عن الحلم الـأميركي الذي يراوده منذ الطفولة. حين يصل إلى المطار، لا يجد قريبه بانتظاره فيضطر إلى النزول في فندق رخيص، غير قادر على الاتصال بقريبه.
في الغرفة المقابلة، تحاول دايان (أغنيس بروكنر) الهرب من حبيبها وسوء معاملته، فتختبئ بالصدفة في غرفة ابراهيم. وسرعان ما يحتويها بكل أخلاقيات وشهامة العرب، مما يثير إعجاب الفتاة، فتنشأ بينهما صداقة عميقة، وتصبح دليله السياحي في هذه المدينة الكبيرة، كما تساعده في البحث عن عمل، بينما تتعلم كيفية إعداد البابا غنوج. ثم تتوالى سلسلة من الأحداث المأساوية على المهاجر البريء، الذي لا يتوقف عن الاعتقاد، على الرغم من كل المشاكل، أن أميركا هي المكان الذي ينتمي إليه.

من الواضح أن الفيلم هو محاولة لإرضاء هوليوود، من خلال الترويج بطريقة مباشرة جداً طريقة الحياة الأميركية. كما يصوّر الثقافة العربية والاسلامية على أنها تحتوي منظومة أخلاقية لا تخدم سوى المجتمع الأميركي. ويبدو ابراهيم بمظهره الملائكي أو الطوباوي، بصورة المواطن الأميركي المثالي، وكأن كيانه هو عبارة عن اعتذار يسعى لمحو الأفكار الخاطئة التي تملكها الثقافتان عن بعضهما البعض. وكما جاء في الفيلم، أميركا هي أفضل مكان لتحقيق أي حلم. بكلمات أخرى، الفيلم أميركي أكثر من الأميركيين أنفسهم.

عند تصوير العرب في الأفلام، عادةً ما تفشل هوليوود في ابتكار شخصية دقيقة. إنهم يركزون على الشكل وينسون مسألة اللغة واللهجة. كم مرة رأينا مغربياً يتحدث باللهجة المصرية، والعكس صحيح؟
المفاجىء أن اللبناني ابراهيم (الذي يلعب دوره ممثل مصري) لم ينجح في إتقان اللهجة، وحتى التفاصيل الثقافية كانت عامة وغير دقيقة ولا تمت للخصوصية اللبنانية بصلة. يحضر معه ابراهيم حلوى لبنانية، وهو أمر يقوم به الكثيرون، ولكن ليست تلك المشهورة والتي يمكن العثور عليها بسهولة في المطارات. نجد أيضاً الصورة النمطية للعربي المسلم في شخصية ابراهيم، لكن ليس صورة الارهابي. وهكذا، إن كانت منطقة الشرق الأوسط غير مألوفة لديك، فستعتقد أن لبنان هو بلد إسلامي متشدد ومحافظ.

يمكن اعتبار هذا الفيلم جواز السفر الذي يعتمد عليه النبوي لشق طريقه في هوليوود. للأسف، إنه ليس أفضل أدواره التي قدمها، لا سيما مع علمنا مسبقاً أنه قادر على تقديم المزيد، في ظل إخراج جيد. ليس هناك من عناصر تدعمه في النص ليبني شخصيته. السيناريو يشبه أكثر درساً أخلاقياً طويلاً أو كتيباً عنوانه “كيف تكون مواطناً أميركياً صالحاً”.

تلقى الفيلم الذي عرض في مهرجان أبو ظبي السينمائي تعليقات متضاربة. إذا تمكنت من مشاهدة الفيلم، نتمنى أن تشاركنا رأيك به.

للترجمة العربية اضغط على

The Citizen - Trailer

إعلان فيلم الموطن

blog comments powered by Disqus