المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: ذي أكسبرمنت (الاختبار) (2010)

11 أغسطس 2011

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: ذي أكسبريمنت (الاختبار)
العام: 2010
إخراج: بول سكورينغ
بطولة: أدريان برودي، كام جيغاندت
النوع: إثارة، دراما

تشارك مجموعة مؤلفة من 26 رجلاً في اختبار نفسي لمدة أسبوعيْن، بعد أن وُعدوا بتقاضي 1000 دولار أميركي يومياً طيلة مدة الاختبار. وهذا الاختبار يجري في سجن وهمي، حيث يتم تقسيم المجموعة إلى سجناء وحرّاس. وعلى هؤلاء الحراس تطبيق خمس قواعد رئيسية. في حال تم خرق أي واحدة منها، يتوقف الاختبار ولا يتقاضى أحد أي أجر. ويُظهر الاختبار، بمساعدة كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان، بعض المشاكل السلوكية المقلقة منذ اليوم الأول، بالاضافة إلى البعض الآخر الذين يأخذون أدوارهم بجدية بالغة، فيتحوّل هذا البحث بأكمله إلى كابوس حقيقي.

يلتقي ترافيس (أدريان برودي) رجل يمارس التأمل، عاجز عن أذية ذبابة، بـ باي (ماغي غرايس) التي تبدو أنها ستكون حب حياته. أما باي فتقرّر الذهاب في رحلة تنوّر روحانية إلى الهند، غير أن ترافيس عاجز عن تحمّل تكاليف هذه الرحلة. وبعد أن يقرأ إعلاناً في جريدة عن اختبار، وبسبب حاجته الماسة للمال، يتقدم ترافيس للمشاركة فيه، ليتمكن من دفع تكاليف عطلة برفقة فتاة أحلامه.

وفي هذا الاختبار، يتم فرز ترافيس في فئة السجناء. تندثر طبيعته المسالمة، ويصبح متمرداً، وأكثر من يتعرّض للتعذيب على يد الحراس، الذين ارتدوا البذلات الزرقاء، وأظهروا سلوكاً مرضيّاً وسادياً.

وتجدر الاشارة إلى أن هذا الفيلم هو نسخة جديدة عن الفيلم الذي صدر عام 2001 ‘داس أكسبريمنت’, ويكتسب أهمية لأنه مقتبس عن أحداث حقيقية. ففي العام 1971، قرّر عالم نفساني اسمه زيمباردو تطبيق استراتيجية مماثلة على طلاب جامعيين، بما عرف اختبار سجن ستانفورد من أجل “دراسة الآثار النفسية على الانسان بعد أن يصبح سجيناً أو حارس سجن”. وقد تحوّل هذا الاختبار إلى دراسة غير أخلاقية، ومربكة وسادية للشخصيات. علماً أن كل الذين تم اختيارهم للخضوع لهذا الاختبار كانوا مستقرين نفسياً. شاهدوا بعض المشاهد عن اختبار ‘ستافورد الحقيقي’ .

غير أن هذا أحداث الفيلم لا تتطور بطريقة ناضجة نتوقعها من هذا النوع من أفلام الاثارة والنفسية المعقدة. فالتحليل أحادي الجانب يكشف لنا مبكراً جداً عن التحولات في شخصيات السجناء والحرّاس، في ظلّ غياب أية ممهدات منطقية. لكن خارج هذا السجن الوهمي، ما الذي نعرفه حقيقةً عن العالم النفساني الذي يجري هذا الاختبار، وردود أفعاله أثناء مشاهدته لهؤلاء الأشخاص وهم على وشك أن يقتلوا بعضهم البعض، وكم شخصاً وراء هذا الاختبار؟ كما لم يتم الافصاح عن دور المصورين خلف الكاميرات، لا سيما أن دورهم أساسي في التقاط التصرفات المرضيّة التي تجرف كل من العالم النفساني وعناصر اختباره.

لكن قصة هذا الفيلم، هي دون شك من النوع الذي يثير في داخلنا التساؤلات، حول حقيقة حراس السجون، والأخلاقيات والعدالة. إنه يكشف الطرق العديدة التي يتبعها البشر في تحويل القوانين إلى صالحهم، بينما يحاولون استغلال السلطة الموكلة إليهم كلما سنحت لهم الفرصة. فنخرج باستنتاج أن السلطة والسجن ليسا أمران يمكن إيعازهما لأي إنسان كان.

ويلعب أدريان برودي دور المتمرد ببراعة، لكن الأبرز هو فورست ويتايكر في دور الرجل المتديّن والروحاني الذي يتحوّل إلى حارس سادي ومضطرب ذهنياً. فهو يخلق فينا الرغبة بقتله. فهل نحن جزء من هذه التجربة أيضاً؟ تمنيت لو أنه تم تطوير أداء الشخصيات بشكل أكبر، لا سيما في هذا الاختبار الفريد من نوعه لشخصيات البشر.

لكن المشاهد سوف يتعلق دون شك بالأحداث المثيرة في هذا الفيلم. احرصوا على مشاهدته في أقرب فرصة، لأن عرضه سيستمر أسبوعاً آخر فقط. وأخبرونا أي نوع من الحراس أو السجناء قد تكونون!

video#1

blog comments powered by Disqus