المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: الهوبيت: رحلة غير متوقعة

13 ديسمبر 2012

بقلم ألكسندر وود

تتناهى إلى أسماعنا أصواتٌ مألوفة تردّد صداهاالتلال والوديان الساحقة في “الأرض الوسطى“، بعد ظهور قوى الظلام والنور لمواجهة مجموعة المقاتلين الشجعان. ينضم بيلبو باغينز، هوبيت من شاير، إلى مجموعة مؤلفة من 13 من المحاربين الأقزام، ينطلقون في رحلة لاستعادة أرضهم والكنز المدفون فيها. يأخذنا الفيلم على غرار رحلة غاندالف (إيان ماكلن) وأيضاً بيلبو (مارتن فريمن) والأقزام، إلى تلك المساحات الرعوية والموحشة، سارداً وقائع أسطورة آسرة أكثر من يدركها ويقدّرها هم عشّاق ثلاثية سيد الخواتم. قصة الفيلم تبدأ قبل 60 عاماً من “سيد الخواتم“، فتعرّفنا على تاريخ الشخصيات، والمناطق والأسلحة التي لن يستوعبها إلا مشاهد قرأ الأعمال الأدبية القيّمة للكاتب جاي أر. أر تولكين.

لا بد من الاعتراف أن الفيلم مذهل من الناحية البصريّة، حيث يتمكّن من اصطحاب المشاهد إلى عالم سحري معالمه فائقة الجمال، ومليء بالصعاب. وتساهم المشاهد المصوّرة بواسطة “الكرين” في نقل صورة مذهلة لهذا العالم، والاضاءة على موقع الشخصيات فيه، أو بالأحرى تحجيمهم، ليبدوا مجموعةً صغيرة في وسط هذا العالم الخارق الواسع. ويتمكن التصوير الكلي للمساحات التي تعتمل فيها أحداث الفيلم على إبراز مدى وحدة الرحلة التي تقوم بها الشخصيات، بينما يعود بنا الفيلم إلى ريف نيوزيلانده ليأخذنا تحديداً إلى “الأرض الوسطى” المكان الأسطوري الذي تعيش فيه مخلوقات الهوبيت.

يعرف كل من شاهد أفلام “سيد الخواتم” أهمية المحيط الذي تجري فيه الأحداث، من أجل إضفاء مصداقية على قصة تجري أحداثها في قديم العصور. ولولا مشاهد العالم الحقيقي كما كان في الماضي، لكانت ضاعت هذه المصداقية. ومن الأسباب التي تجعل هذا الفيلم مذهل من الناحية البصرية، هي تلك المشاهد الحقيقية، غير المفبركة بواسطة تقنيات الكومبيوتر- إنما هي تبدو مألوفة جداً للمشاهد. ثم تسمح الصور المفبركة تقنياً للكاميرا بأن تلتقط مشاهد مستحيلة في الواقع. هذا التبادل في توظيف هذين العنصرين، يخلق نوعاً من التوازن بين الحقيقة والخيال.

وعلى مدى 169 دقيقة، يقدم لنا الفيلم الأحداث بالتدريج، آخذاً المشاهد إلى أمكنة ساحرة لا تعد ولا تحصى. يتنقل دون هوادة بين الماضي والحاضر، موفراً لمحة عن الثقافة الغنية وتاريخ معارك الأقزام. بعد أكثر من عقد من الزمن على صدور أول فيلم في سلسلة “سيد الخواتم“، تدب حياة جديدة في المواقع التي تقطعها الشخصيات في طريقها إلى أنحاء شاير المألوفة وقلعة ريفاندل. أما بيلبو باغينز فهو اللص المحترف في مجموعته، وبما أنه لم يسرق شيئاً في حياته، يجد نفسه يسير نحو المجهول. بقيادة الساحر غاندالف، يسير في هذه الرحلة تدفعه رغبته في إنقاذ حياة وأرض الآخرين. هذا الطريق يقوده أيضاً إلى اكتشاف سحر وان رينغ وهو شيء محوري في ثلاثية أفلام “سيد الخواتم”.

وتأخذ أغنية الحوريات التي سمعناها في فيلم “سيد الخواتم” المشاهد إلى جذور سلسلة “سيد الخواتم”. أحياناً ترفع المعنويات وأحياناً أخرى تغرق في نغمات تتحول بحد ذاتها إلى شخصيات، مبرزةً الشر والجمال الخلاب. ولا بد من الاشارة إلى أن الفيلم إضافة جيدة على هذه السلسلة، غير أن تقسيم رواية “الهوبيت” التي اقتبس عنها الفيلم أحداثه، إلى ثلاثة أجزاء طويلة، قد يضرّ بالقصة نوعاً ما. فقد يؤدي ذلك إلى تشويه وتيرة نوعية القصة، على أمل أن يكون المخرج بيتر جاكسون على قدر هذه المسؤولية. كجزء أول ضمن ثلاثية ناجحة، سيعيش المشاهد أجواءً ساحرة في الأرض الوسطى، تدفعه دون شك للعودة ومشاهدة الأجزاء الأخرى حين صدورها.

شاهدوا صور وبوستيرات الفيلم هنا.

للترجمة العربية اضغط على

The Hobbit: An Unexpected Journey - Trailer

إعلان فيلم "الهوبيت: رحلة غير متوقعة"

blog comments powered by Disqus