المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: آن ماري جاسر

19 مارس 2012

آن ماري جاسر هي مخرجة وكاتبة سينمائية معروفة في الأردن. عُرض فيلمان من أفلامها في مهرجان كان السينمائي. ترشح فيلمها الروائي الأول “ملح هذا البحر” إلى جائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.

عاشت جاسر في السعودية حتى سن السادسة عشر، ودرست في أميركا. بدأت العمل في المسرح، فكتبت وأخرجت المسرحيات. كما دخلت مجال السينما بعد عملها في مجال المونتاج والتصوير. عملت جاسر أيضاً في المجال السينمائي في لوس أنجلوس قبل أن تدرس في جامعة كولومبيا في نيويورك. شاركت في تأسيس فلسطين فيلمز، شركة إنتاج مستقلة محورها العالم العربي. جاسر هي أيضاً كاتبة وشاعرة. نشرت قصائدها وقصصها في مجلات “مزنا” “شعر المرأة العربية: مجموعات مختارة معاصرة” ومجموعة “شعراء لفلسطين”.

تعيش حالياً في عمّان، وهي حالياً في مرحلة ما بعد الانتاج لفيلمها “عندما رأيتك”.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ترشح فيلمك الروائي الأول “ملح هذا البحر” لجائزة أوسكار، كما أنه الفيلم الروائي الأول الذي تخرجه امرأة فلسطينية. ويروي الفيلم قصة امرأة من بروكلين تسافر إلى الضفة الغربية وإسرائيل لاسترجاع جذورها. هل كنت تحاولين اكتشاف جذورك أيضاً؟
جاسر: استمتعت كثيراً أثناء كتابة شخصية ثريا، والبحث الذي قمت به لهذه الغاية. إنها امرأة شغوفة ولديها الكثير من الأخطاء. لست متأكدة من أنها كانت تحاول اكتشاف جذورها، لأنها بالنسبة لي تعرف جيداً من هي وأصلها. لكن رحلتها كانت للبحث أكثر عن طريقة للتعاطي مع الغضب الذي تشعر به في داخلها. أعتقد أن الكثير من الناس سيجدون أنهم يشبهونها. أما بالنسبة لي شخصياً، فقد نشأت وأنا أعرف أصولي، لكني مررت بمرحلة معاكسة تماماً، في بداية عشرينياتي، حيث حاولت الهروب من كل ذلك والاختفاء. لكن تلك ليست قصة هذا الفيلم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف نجحت في إنتاج فيلمك الأخير “عندما رأيتك“؟ ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
جاسر: تمكنت من تمويل فيلم “عندما رأيتك” بمساعدة صناديق التمويل السينمائية والمؤسسات، والمنح والرعاة، والمستثمرين. إنه فيلم ذو ميزانية منخفضة، وتم تصويره بأقل من نصف الميزانية التي كان يحتاجها. كما أن تصوير الفيلم في الأردن كان بالغ الصعوبة، ومن نواحٍ عديدة كان أصعب من التصوير في فلسطين. توفر المال للتصوير، لكن حين انتهينا، كان علينا الانتظار بضعة شهور لبدء المونتاج لأنه كان ينقصنا تمويل مرحلة ما بعد الانتاج. تبرّع لنا صديقان في عمّان بجهازي كمبيوتر، فبدأنا العمل على المونتاج.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف كانت تجربة إعداد الفيلم القصير “حنين” مع شريكك؟
جاسر: نحن شريكان في الحياة وفي العمل أيضاً وغالباً ما نتعاون سينمائياً. حنين فيلم قصير رائع. لقد كان الفيلم الأول الذي يخرجه شريكي أسامة، لذلك تبادلنا الأماكن لفترة بسيطة. وبما أن أسامة منتج موهوب، شكّل الأمر تحدياً بالنسبة لي أيضاً. كان فريقنا مؤلفاً من العديد من الأصدقاء المقرّبين والمميزين الذي اجتمعوا لإنجاز هذا الفيلم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: عام 2011، اختارك المخرج الصيني المعروف جانغ ييمو لتكوني أو متدربة تحت رعايته، كجزء من مبادرة رولكس للفنون. كم كان ذلك قيّماً بالنسبة لك؟
جاسر: اختياري كان من أروع التجارب في حياتي. هذا الرجل نابغة. كما أنه كريم وحنون، وأنا أقدر كثيراً الوقت الذي قضيته معه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: فيلمك القصير “كأننا عشرون مستحيل” هو الفيلم الفلسطيني القصير الأول الذي يدخل في مسابقة مهرجان كان. فاز بأكثر من 15 جائزة في مهرجانات حول العالم. أخبرينا المزيد عنه، والصعوبات التي تمكنت من تذليلها أثناء إنجازه؟
جاسر: مرت عشر سنوات منذ إعدادي هذا الفيلم، ولا زالت صعوبات إنتاج فيلم مستقل هي ذاتها. الحصول على التمويل، إبتكار طرق ذكية للعمل في ظل تضييقات الاحتلال العسكري. هذا بالاضافة إلى الرقابة والتوزيع. لقد كان هذا الفيلم نتاج عمل سنوات في المجال السينمائي. لقد كنت أحاول أن أتعرف على نوع السينما الذي لم أكن مهتمة به. إنه الفيلم القصير الأول الذي أشعرني بأني كنت أبحث عن ميولي السينمائية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من الذي يلهمك؟
جاسر: الشعر وشعبي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف ترين مستقبل السينما العربية حالياً؟
جاسر: أعتقد أن الفنانين سيستمرون دوناً في عملهم، وسيزيدون إصراراً حين تواجههم الصعوبات. ولد الفلسطينيون في خضم الانتفاضة. هذا كل ما عرفناه طيلة حياتنا. أعتقد أن الوضع مختلف في كل دولة عربية، من تونس إلى مصر وسوريا. كل شعب يحارب السلطة على طريقته. لكن الشيء الواحد الأكيد، لن نبقى على صمتنا، وستنجح المقاومة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو المشروع الذي تعملين عليه حالياً؟ ومتى نتوقع مشاهدته؟
جاسر: فيلمي الروائي الجديد “عندما رأيتك“، قصة تدور أحداثها عام 1967. نأمل أن يصدر في الصيف. أنا حالياً في أثينا، أعمل في مرحلة ما بعد إنتاجه. لقد فاز بتمويل مرحلة ما بعد الانتاج من مهرجان ثيسالونيكي السينمائي الدولي، لذلك بات بمقدورنا إكماله. أنا ممتنة جداً لكرم دولة اليونان. إنه أمر مؤثر جداً كما أنه مضحك أن هذا البلد مفلسٌ تماماً لكنه تمكن من مساعدة فيلم يكافح كفيلمنا.

blog comments powered by Disqus