المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: فرانك روز (الجزأ الأول)

18 سبتمبر 2012

فرانك روز هو كاتب ومحاضر حول تأثير التكنولوجيا على مجال الترفيه، والإعلان والمجتمع. وحسب تعبيره، هو خبير في الرقمية وعلوم الانسان. ألّف كتاب “فن الاحتجاب: كيف يعيد الجيل الرقمي صنع هوليوود وماديسون أفنيو والطريقة التي نروي بها القصص“، كما يكتب منذ فترة طويلة في مجلة وايرد. 

وبما أننا نحاول استكشاف تأثير التكنولوجيا الرقمية على السينما، ننشر الجزء الأول من مقابلة مع هذا الخبير الذي يعيش في نيويورك.

مؤسسة الدوحة للأفلام: عما يتحدث كتابك ولماذا هو من الضروري أن يقرأه صناع الأفلام؟
روز: الكتاب يتكلم عن الانترنت وتأثيره على طريقة رواية القصص. كل الوسائل الاعلامية كالتلفزيون والسينما والصحف، بدأت بتقليد الوسيلة التي سبقتها في الظهور. البرامج التلفزيونية الأولى، كانت أشبه بالبث الاذاعي مرفقاً بصور. أيضاً الأفلام الأولى صُورت كأنها مسرحيات. وقد مضت بضع مئات من السنين بعد ظهور الصحافة المكتوبة حتى ظهرت الرواية بشكلها المعروف. فالروايات التي كان أبطالها أناس عاديين، وليس ملوكاً وآلهة ولا أبطال خارقين، كانت شكلاً جديداً لهذا سميت “نوفلز” بالانكليزية.
 
وبعد ٢٥ عاماً على اختراع الكاميرا، بدأ استخدام كل الأدوات التي نعتبرها اليوم تحصيلاً حاصلاً في صناعة الأفلام. هذه الأدوات تعتبر قواعد اللغة السينمائية، وقد تم اختراعها الواحدة تلو الأخرى لأنه وقبل أن يصبح لدينا كاميرات الفيديو، كان من المستحيل تخيل وجود شيء مماثل. والأمر ذاته ينطبق على الانترنت. بعد عقدين على ولادة الشبكة، بدأنا الآن نفهم كيف يجب أن تكون طريقة الرواية الرقمية لقصص.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إذاً كيف يعيد الجيل الرقمي صناعة هوليوود من جديد؟
روز: سأبدأ بمثال صغير. منذ سنوات التقيت بشاب كان يعمل مساعداً في شركة إنتاج بهوليوود. وقد حاز تون على شهادة جامعية في السينما وقد أرسل لي أطروحته عبر الاي ميل. الأطروحة تقليدية جداً، غير أن مقدمتها كانت بشكل مقطع فيديو. لكن بالنسبة له المزج بين الفيديو والمادة المطبوعة أمر طبيعي. هذا لأن الانترنت يلخص كلةالوسائل الاعلامية. إنه يدعبارة عن مواد مطبوعة أو فيديو أو غرافيكس أو صوت وأي شيء آخر قد يخطر لك. 
ويمكن أن يكون كل ذلك في آن. اليوم لدينا مخرجين سينمائيين ومنتجين تلفزيونيين ومطوري ألعاب فيديو وهلم جرا. لكن أظن أن الأيام التي سيكون بوسعنا أن نجد خلالها أشخاصاً يعملون في وسيلة واحدة، معدودة. 

مؤسسة الدوحة للأفلام: وكيف ستتأثر السينما العالمية؟
روز: أعتقد أن التأثير سيطال السينما العالمية قبل هوليوود، لأن الاستديوهات السينمائية هي شركات كبرى اعتادت على العمل بالطريقة ذاتها. طرأت عليها تغييرات بالطبع، كمسجلات الفيديو كاسيت التي ولدت ما نسميه صناعة الفيديو المنزلية. وانظر ماذا حصل- بدأت الاستديوهات برفع دعاوى على الشركات المصنعة لهذه الاجهزة، مدعية ان جهاز في سي آر يشجع القرصنة. 

ما حصل لاحقاً هو أن أئرطة الفيديو أطاحت بفكرة أن شبابيك التذاكر هي مصدر الربح الوحيد للأفلام. ان هوليوود تركز كثيراً على موضوع القرصنة كي تتمكن من تخيل المستقبل. من السهل على العاملين في الاستديوهات رؤية ما سيخسروه. لكن يتطلب الأمر مجهوداً أكبر منهم لرؤية ما سيربحوه. هناك أشخاص كثيرون في هوليوود يتطلعون لاستغلال ما يقدمه لهم الانترنت- مثل جايمس كامرون وغيليرمو دل تورو. لكن هؤلاء هم الكتاب والمخرجين والمنتجين أي الأشخاص الذين يعملون في المجال الابداعي وليس الاداري. 

بشكل عام، ارى أن صناع الأفلام المستقلة أقل انخراطاً في الوضع السينمائي الحالي من هوليوود. لقد شاركت هذا العام في بجنة تحكيم صندوق التمويل الاعلامي الجديد في معهد ترايبكا السينمائي، وقد طالعتنا عروض مذهلة من صناع أفلام وثائقية في أميركا وأوروبا والشرق الاوسط- لا سيما من أشخاص يريدون أن يعيدو التفكير في ماهية الفيلم السينمائي. 
.
مؤسسة الدوحة للأفلام: تبدو إيجابياً فيما يخص تأثير الانترنت على الأفلام. لماذا؟ وهل هناك تأثيرات سلبية؟
روز: بشكل عام انا إيجابي، لأني أرى المستقبل واعداً- كم مرة تتاح أمامك الفرصة لإعادة اختراع وسيلة إعلامية؟ لكني لا أظن أن التغيير سيكون سهلاً. لقد سهلت التكنولوجيا الرقمية صناعة الأفلام من ناحية الكلفة والمؤهلات الضرورية- لكنها تقلل من أهمية الأساس الاقتصادي للصناعة الاعلامية، ومن الواضح أنه لن يكون انتقالاً سلساً.  أعتقد بأنه لو أراد الناس شيئاً سيجدون طريقةً ليجعلوا كلفته متدنية. لكن ليس واضحاً دائماً كيف سيحدث ذلك.
 

blog comments powered by Disqus