المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: محمد حسن أحمد

27 يونيو 2012

محمد حسن أحمد هو أحد كتّاب الامارات الصاعدين. خبرته التي بات عمرها 10 سنوات، تجعل منه مساهماً قوياً في تطوير الصناعة السينمائية في بلده.

مؤخراً، حوّل محمد انتباهه من كتابة الأفلام القصيرة إلى الطويلة، فألف نص الفيلم الاماراتي الدرامي الذي أنتج عام 2011 “ظل البحر“، من إخراج نواف الجناحي. كتب برامج تلفزيونية وعمل مع مخرجين من الدول المجاورة، كالكويت والبحرين.

عمل محمد أيضاً على الفيلم الصامت سبيل والذي أخرجه خالد المحمود وكان الفيلم الخليجي الوحيد الذي يعرض في مهرجان برلين 2011.

للترجمة العربية اضغط على

Sea Shadow - Trailer

إعلان فيلم ظل البحر

مؤسسة الدوحة للأفلام: لماذا بدأت مشوارك الفني بكتابة النصوص السينمائية علماً أن معظم الناس يتجهون إلى الإخراج أو التمثيل؟
محمد: حين كنت صغيراً، كنت أتأمل في كل شيء؛ العباءات السوداء التي كانت تعلقها أمي في حوش البيت, وشجرة اللوز في بيت الجدة وصوت الأذان كل ذلك كان يعتمل في داخلي ويخلق أحاسيس جميلة لم أكن بقادرٍ على التعبير عنها.

حين كبرت تعرفت على فن الكتابة، فقررت أن أستخدمها للتعبير عما بداخلي. ثم أدركت ب
أن الكتابة هي ملاذي الوحيد، والممتع هو بقائي في كتابة السيناريو دون اللجوء إلى الإخراج. عدد كتّاب السيناريو لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة في الخليج. للأسف الجميع يريد العمل في الاخراج.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أصبحت من معالم كتابة النصوص في الخليج, خصوصاً الأفلام القصيرة، كيف كانت تجربتك في الفيلم الطويل “ظل البحر” للمخرج نواف الجناحي؟
محمد: أظن أن السينما التي أمارسها سواء كانت دقيقة أو ساعتين تتشابه جداً بالنسبة لي ولا تحتاج سوى لقرار قبل الكتابة.

“ظل البحر” تجربة أعتز فيها كونها التجربة الأولى التي تدخل صالات السينما في الخليج…أعمل دائما مع مخرجين قريبين من القلب والعقل معاً, ولدي مشكلة في التعامل مع مخرج لا أعرف كيف يأكل وينام وماذا يحب. يجب أن أعرف هذه التفاصيل الصغيرة عن المخرج، قبل أن أهديه تفاصيل حكايتي ليشعر بها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لماذا برأيك النقص الكبير في كتّاب السيناريو في المنطقة؟
محمد: الكتابة تصنف في خانة الهواية مقطوعة اليد في الخليج لأنها لا تشكل شكلاً إجتماعياً أو وظيفياً تستطيع أن تعيش منه. وكي تستوعبها عليك أن تؤمن وتفهم وتقرر.

في الفيلم القصير هناك تجاوز لأن المخرج يستطيع أن يكتب فيلمه لكن تبقى الحاجة إلى كاتب سيناريو متمرّس. هذه إحدى الأسباب الرئيسية للنقص في إنتاج الأفلام الطويلة. لذا علينا أن نتوسّع ونبحث عن مواهب ومبدعين في الكتابة لنأخذ بيدهم إلى السينما.

وقد قمت مؤخراً بتوثيق أعمالي في كتاب بعنوان “الضوء الصامت” وسيكون في المكتبات قريباً. يتضمن الكتاب سيناريوهات أفلامي الأولى مع دي في دي يوثّق تجربتي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إلى أي مدى يجب على الكاتب أن يعمل بشكل وثيق مع الآخرين أثناء تصوير الأفلام؟
محمد: شخصياً أؤمن جداً بورش العمل. لأن الكتابة الأولى للسيناريو هي كتابة –عذراء- لا يمكن ان تذهب بها إلى التصوير مباشرة. يجب أن يدخل العمل في مرحلة القراءة والملاحظات والكتابة من جديد. تلك الملاحظات تساعدنا على التوصل لكتابة النسخة النهائية للفيلم.

أحب أن أكون قريباً من المخرج إلى أن يدخل موقع التصوير ويقول: أكشن! هناك فقط لا أتدخل، بل أبقى وحيداً أتفرّج. أقترب من الشخصيات بصمت، لكن تبقى الجلسات مستمرة بعد التصوير. هكذا هي طريقتي مع الجميع.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما نصيحتك لمن يستهويهم عالم الكتابة؟
محمد: عليهم أن يخلعوا أحذيتهم كما لو أنهم ذاهبون للصلاة. الكتابة عالم جميل جداً؛ إنه ممتع وحقيقي جداً ومخلص جداً لكنه يحتاج إلى التضحية والقناعة.

النصيحة الأهم بالنسبة لي هي في مشاهدة الأفلام من كل العالم ولا أقصد هنا أفلام هوليوود، على الشخص أن ينصت للصوت الداخلي أثناء الكتابة، حتى يقدم الواقع بفن، وأن يقرأ ويفهم ويستوعب. يجب ألا يكتب فيلمه الأول ويطلق على نفسه لقب سيناريست، ليترك اللقلب يأتيه لوحده مع كل فيلم. يجب أن يجد المخرج الحقيقي كما الكتابة الحقيقية. نحن بحاجة إلى أن نبحث عن المواهب والمبدعين لأنهم موجودون لكننا لا نعرفهم ولا يعرفون الطريق إلى السينما.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو النص السينمائي الأفضل برأيك؟
محمد: أفلام كثيرة قدمت نفسها لتبقى بداخلي، أذكر منها الفيلم الروسي العودة. أراه دائما العمل المكتمل والحقيقي في كل عناصره السينمائية.

blog comments powered by Disqus