المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: نايلة الخاجة

26 يوليو 2011

. تخرّجت نايلة من كلية دبي للطالبات وحازت على شهادة في الاعلام الجماهيري عام 1999. في هذه الفترة قدمت برنامجاً سياحياً ناجحاً على شبكة الاذاعة العربية. غير أن نايلة سرعان ما أدركت أن شغفها الحقيقي هو السينما، فتخرجت عام 2005 حائزة على شهادة في دراسات الصورة والاخراج السينمائي من جامعة رايرسون في كنده.

وبعد عودتها إلى دبي، سعت لإيجاد الموارد اللازمة لإخراج وإنتاج فيلمها الوثائقي الأول “كشف النقاب عن دبي” عام 2004. وكان عرض الفيلم الأول في مهرجان دبي السينمائي.
عام 2006، أنتنجت وأخرجت فيلم “عربانة“، الذي يتناول قضية إهمال الأطفال. وقد وصف منتج سلسلة أفلام “ذا كرو“، أدوارد آر، وكل من الفيلميْن “وول ستريت” و“أميركان سايكو” هذا الفيلم بـ “الرائع والمحزن”.

‘عربانة’ وجد أيضاً عرضه الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وفازت نايلة بجائزة أفضل مخرجة إماراتية في المهرجان عام 2007. في هذا العام، وقعت على شراكة مع مهرجان دبي السينمائي الدولي لإطلاق نادٍ غير ربحي اسمه “نادي المشهد“، حيث تتم دعوة مخرجين عالميين لعرض أفلامهم المستقلة في الامارات العربية المتحدة. وفي هذا النادي أكثر من 3500 عضو مسجّل.

في العام 2008، تناولت موضوع المواعدة السرية ما بين المراهقات الاماراتيات في فيلم “مرة” الذي تم تصويره بأسلوب حرب العصابات.

كما فاز النص السينمائي “ملل” الذي كتبته بجائزة أفضل نص سينمائي بمهرجان الخليج السينمائي الدولي عام 2010، بعد فترة وجيزة من إعلانه الفيلم الاماراتي-الهندي الأول الذي يتم تصويره في كيرلا. وبعد فترة قصيرة، فاز هذا الفيلم بالمركز الأول في مسابقة المهر الاماراتي التي ينظمها مهرجان دبي السينمائي.

تتولى نايلة حالياً رئاسة مجلس إدارة شركة دي سفن السينمائية ودي سفن المحدودة، وهي شركة تسويق وتصميم إعلاني، متخصصة في مجال التنظيم الشامل للحملات الاعلانية وخدمات العلامات التجارية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنتِ المخرجة والمنتجة الاماراتية الأولى في الامارات العربية، وتحظين بالكثير من الاهتمام الاعلامي. أخبرينا رأيك بهذه الوقائع.
نايلة: حدث الأمر بكل بساطة. حين تكونين الرائدة في أي مجال، في الطيران، أو الاخراج السينمائي أو الطب، تكونين محط اهتمام إعلامي. في حالتي أنا، حصل ذلك لأني امرأة. هناك نية متزايدة لتمكين المرأة في الشرق الأوسط تحديداً، حيث أنه يتم لفت نظر العديد من الدول إلى أن المرأة لديها لا تحظى بالكثير. إن نسبة النساء الأميات أقل من الرجال، لذلك تحظى النساء بالكثير من الاهتمام حين ينجزن تلك الأعمال السينمائية، لا سيما أن السينما مجال حسّاس بالنسبة إلى المرأة. ويعتبرها البعض من المحرمات، لذلك لا نجد الكثير من النساء في هذا المجال. لكن ما يعنيه ذلك حقيقةً بالنسبة لي، هو حجم أكبر من المسؤولية الملقاة على عاتقي، وضرورة توخي الجدية البالغة. بإمكاننا استغلال هذا الاهتمام لإنتاج أفلام رائعة يمكن أن تحدث تأثيراً على مجتمعنا ومجتمعات أخرى أيضاً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: نعلم أن هذا السؤال طُرح عليكِ مرات عديدة، لكن مسيرتك حافلة ونود أن نتعرّف على الصعوبات الأساسية التي واجهتكِ كامرأة تعمل في صناعة الأفلام؟
نايلة: في الحقيقة لا أعتقد أني واجهتُ الكثير من الصعوبات كوني امرأة. أظن أن كوني مرأةً عاد علي بالفائدة، لأن ذلك يُشعر البعض بالشفقة تجاهكِ، وهذا شنيع، لكنكِ تتمكنين من الحصول على بعض الخدمات والدعم بسبب ذلك. وهذا كله بفضل مسألة تمكين المرأة التي يتم تداولها بشكل كبير. بطريقة ما، سارت الأمور في صالحي وصالح عملي في السينما، هذه نعمة!

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي جذبكِ لدخول مجال صناعة الأفلام؟ هل تفضلين الانتاج أو الاخراج أكثر؟
نايلة: هذا سؤال بقيمة مليون دولار، ولست متأكدة من أني قادرة الآن على الاجابة، ربما بعد عشر سنوات أستطيع ذلك! لا زلت في مرحلة اكتشاف الذات لأني استمتعت بالاخراج والانتاج كثيراً على حد سواء. في داخلي إنسانة مقاولة؛ فأنا أحب إتمام الصفقات، وعرض المشاريع، والتسويق للأفلام. كما أني أستمتع بالجانب الابداعي للاخراج والعمل مع الممثلين. توجهتُ إلى هذا المجال لأن السينما هي الوسيلة الوحيدة التي يجتمع فيها طابع الابداع والتجارة مع بعضهما البعض. بإمكانك أن تكوني كاتبة، أو مصممة أزياء، أو موسيقية، أو رسامة أو ممثلة. غير أن السينما فيها تلك الصيغة التي تجمع كل هذه الفنون تحت راية واحدة. ولذلك، هذا هو السبب وراء ديناميكيتها وطاقتها، باعتقادي، وأنا بطبيعتي نشيطة، لذلك نتفق كثيراً سوياً! كما أني أحب تأثير السينما في العالم، إني أستمتع بالعمل فيها بكل بساطة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من بين أعمالك، ما هو الفيلم الأقرب إلى قلبكِ ولماذا؟
نايلة: أول فيلم يخطر لي هو “عربانة” لأنه الفيلم الأول لي والأول الذي صورته بكاميرا 35 مم، الأمر الذي يعتبر رفاهية لمخرج مستقل. لقد سنحت لي فرصة العمل مع أشخاص بارعين قدّموا لي الدعم اللازم مثل كوداك، لكن ما يعنيني حقاً في الفيلم هو القصة. قصة هذا الفيلم شخصية جداً، ولها مغزى، لكنها في الوقت ذاته قصة عامة. فاستغلال الأطفال يحدث في كل مكان من العالم، ولقد تمكنت من التقاط تلك اللحظات لدقائق معدودة، لكن تأثيرها كان قوياً في أماكن عديدة كمنظمة اليونيسف التي تبنّت الفيلم في حملة توعوية للأطفال، وكان ذلك مدعاة فخر لنا جميعاً. أعتقد أن مشروعي التالي، الذي لا أستطيع الكلام عنه الآن، سيكون فيلمي المفضّل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: بعد الاهتمام الذي صبّه الاعلام على مسيرتك الفنية، هل تريْن مزيداً من النساء يسرن على طريق اكتساب الجرأة للسير على خطاكِ؟
نايلة: بكل تأكيد! أتلقى الكثير من الرسائل الالكترونية من طالبات في المدارس الثانوية، وفيها تسألنني كيف وأين تبدأن. حالياً، عدد النساء العاملات في هذا المجال قليل. لكن بالتأكيد أعتقد أني مثال مؤثر على الجيل الأصغر، حيث آمل أنه بات لديهم شخصية يتمثّلون بها. من الرائع أن نعلم أنه بإمكاننا أن نلهم الآخرين!

مؤسسة الدوحة للأفلام: لقد أبرمتِ شراكة مع مهرجان دبي السينمائي الدولي لإطلاق نادٍ غير ربحي “نادي المشهد“، الذي يعرض الأفلام الهندية في الامارات. كيف نشأت هذه المبادرة؟ وما هو الجدوى من النادي السينمائي برأيكِ؟
نايلة: النادي السينمائي هو للتواصل الاجتماعي، حيث يجتمع مل محبي السينما في مكان واحد. إنه برنامج شهري يهدف إلى التوعية السينمائية. فهو يعرّف السينما، وفلسفة السينما والأفلام المستقلة التي لا نراها في دور السينما التجارية. قد نحتفل مثلاً بمخرج مكسيكي أو إسباني أو مغربي وندعوه إلى جلسة نقاشية. وبهذه الطريقة، يتمكن الناس من مشاهدة أفلام رائعة من جميع أنحاء العالم والتعرّف على حضارات جديدة. هناك حاجة كبيرة لمبادرات مماثلة، والمسرح يكون دائماً ممتلئاً. ومع أن هذا النادي لا يدرّ الأرباح، لكن ليس هذا الهدف وراء تأسيسه بأية حال، فالفكرة هي نشر الوعي وزيادة تقدير الناس للسينما المستقلة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تعتقدين أن السينما تساهم في تطوير المجتمعات؟ وهل تسعين لتحقيق هذا الهدف؟
نايلة: بكل تأكيد! إنه دور أساسي؛ أفضل مثال على ذلك هو كيف تمكّنت هوليوود من التأثير على ملايين الناس حول العالم، لأنها عملاق تسويقي ضخم. وعبر هوليوود، نتعلم كيف نكون عصريين ونأكل الماكدونالدز؛ إنها ثقافة كاملة، أسلوب حياة شامل. إن تأثير السينما لا ينتهي. فباستطاعتها تغيير طريقة تفكيرنا تجاه بعض الأمور، ربما فيلم واحد لن يتمكن من كل ذلك، لكن العديد من الأفلام باستطاعتها تغيير صورة نمطية سلبية غير دقيقة مثلاً. نعم، إن لغة السينما قوية جداً ويجب أن نهتم بها كثيراً وأن نقرّب الناس إليها من خلال الحوار.

مؤسسة الدوحة للأفلام: في ضوء تنظيم العديد من المهرجانات السينمائية التي تدعم صناع الأفلام في المنطقة، وازدياد الاهتمام العالمي بمشهد السينما المحلية، كيف ترين مستقبل السينما العربية؟
نايلة: أعتقد أننا نعيش العصر الذهبي للسينما العربية، حيث باتت أروع الأفلام تأتي من العالم العربي. لقد ساعدت المثابرة، لأن الناس محبطون، مما يجعلنا نحصل على خلاصات إبداعية، وحمى سينمائية تنتشر في العالم العربي، حيث لدينا الكثير من الفنانين البارعين الذي يظهرون على الساحة. كما أني لاحظت أن نظام الاستديوهات بات يضعف مما يعني أن الاهتمام يتزايد بالأفلام المستقلة، وأظن أننا نسير في الطريق الصحيح. وسنرى العديد من الأسماء التي سيلمع نجمها في المنطقة، والتي ستضاهي سكورسيزي بعد 10 أو 20 عاماً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي القصص التي تريدين روايتها؟
نايلة: أريد رواية القصص التي تؤثر في قلوب الناس وأرواحهم. أريد رواية قصص شعبي، والمكان الذي أتيت منه بروحية عالمية، كي يتمكن أي شخص يرى الفيلم من التآلف مع القصة، وتعلم شيء جديد، والاستمتاع بلحظة من الجماليات البصرية. وقد تكون تلمس جانباً آخر من الانسانية من وجهة نظر مختلفة، لا سيما وأنها من تأليف امرأة عربية. أظن أن قصصنا مثيرة للاهتمام.

أما من حيث الجانب التجاري، فأنا أنجذب للأفلام النفسية والمثيرة السوداء. وسيكون لهذيْن النوعيْن السينمائييْن مكاناً كبيراً في أفلامي الروائية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو الفيلم أو المخرح الذي يؤثر عليكِ أكثر من غيره ولماذا؟
نايلة: أحب الكثير من المخرجين لكن أقول إن المفضل عندي هو ستانلي كوبريك. أحترمه كثيراً، فهو مهووس بحرفته، حيث كان يمضي سنوات تلو السنوات وهو يعمل على تطوير فيلم واحد لأنه يحب الكمال. وهذا يدل على أن عمله نابع من قلبه وروحه، لدرجة تتحول معها إلى أفلام كلاسيكية! إنه فريد من نوعه برأيي، وأنا أتعلم الكثير منه. كما أني أحب كلينت إيستوود. أظن أنه صانع أفلام رائع ويمتلك خبرة كبيرة. إنه يتبع الأسلوب البسيط وأعتقد أني أتبع هذا المدرسة أيضاً، حيث تدع الممثلين يقومون بكل العمل ولا تعتمد على الكاميرا. أنا لا أحب استخدام المؤثرات الخاصة، أنا أحب رواية القصص الجيدة، وهذا أمر صعب جداً، ويشكّل تحدياً كبيراً بالنسبة لي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تودين قوله للنساء اللواتي يرغبن بالسير على خطاكِ في المنطقة؟
نايلة: تخلصن من الخوف، لأن التخوّف من إغضاب مجتمعاتكن أو عوائلكن سيمنعكن من العمل في السينما. الايمان بالنفس ضرورة، كذلك خوض المعركة ومواجهة كل شياطينكن. من السهل القول “ماذا لو..لا أقدر..أو لا أملك هذا“، من السهل الخروج بأعذار. لكن ما يجب فعله هو التمسك بحلّ ما والسعي إلى تحقيقه. هذا يتطلب القليل من الشجاعة، لذلك يجب أن تتحلين بشغف السينما، وألا تنظرن إلى الوراء. إما الالتزام بذلك بدرجة 100% وإما لا شيء!

للترجمة العربية اضغط على

Nayla Al Khaja

blog comments powered by Disqus