المدوّنة

العودة الى القائمة

ياش تشوبرا وإرثه السينمائي

22 أكتوبر 2012

كرّس ياش تشوبرا حياته للأفلام، فقدم دون كلل أفلاماً روائية رائعة كان لها أبعد الأثر على السينما الهندية وأظهرت لغته المختلفة للتعبير عن الحبّ. توفي الأسطورة تشوبرا في 21 اكتوبر 2012، مخلفاً إرثاً غنياً يمتد لأكثر من خمسة عقود من صناعة الأفلام والأسلوب السينمائي الذي تفرد به وطبع باسمه الخاص.

يملك تشوبرا في رصيده22 فيلماً، عالج من خلالها قضايا محلية وعالمية ألهمت الأجيال للتعرف على الأحوال الداخلية لبلده، غالباً ما دارت في جبال الألب السويسرية أو في مواقع التصوير المثالية في مختلف أنحاء أوروبا. وكان واحداً من أوائل المخرجين الذين أطلقوا السينما الهندية إلى العالم من خلال تصويره الأفلام في الخارج. آمن تشوبرا بأنه “نحتاج إلى أن يشاهد أفلامنا جمهور من غير الهنود. نحتاج أن نعرضها في أفضل صالات السينما حول العالم” (أسوشيتد برس) وهو تحد غالباً ما قبله الجمهور الدولي والمهرجانات السينمائية.

أسس تشوبرا شركة ياش راج فيلمز التي تعتبر واحدة من شركات الإنتاج الأكثر شهرة في بوليوود، واستخدمها لمواصلة إرثه الغني في صناعة الأفلام من خلال التعاون مع ابنه أديتيا تشوبرا ومختلف الفنانين الهنود والدوليين. حمل تشوبرا في أفلامه الأولى قيم الأسرة والتراث وأنتجت من قبل أخيه الأكبر بي آر تشوبرا، الذي يقول عنه ياش بأنه “الأب والمعلم والمرشد” والمسؤول عن نجاحه الكبير.

بالرغم من أن تشوبرا يعرف بملك الرومنسية التي تظهر بوضوح في أفلامه، لكنه أنتج أيضاً دراما إجتماعية مؤثرة وخاض في مختلف أنواع الأفلام والقضايا، كما يظهر في أفلامه “دهول كا بول” (1959)، “دارموبترا” (1961)، “وقت” (1965)، إتفاق (1969).

من الأفلام الروائية إلى موسيقى الأفلام والممثلين، حافظ تشوبرا على لمسته الإبداعية في كافة أعماله وتاكد دوماَ من عكس رؤيته على الشاشة بدقة ومثالية. مؤخراً، أخذ تشوبرا قسطاً وافراً من الراحة بين أفلامه مؤكداً على حاجته لأن يشعر بالالهام والتأثر ليخوض تجربة جديدة أو يقدم عملاً جديداً مميزاً. جعل تشوبرا من السينما عالماً أكبر من الحياة، وظهر هذا جلياً في شغفه بالمهنة واختياره الدقيق للممثلين ومواقع التصوير واللقطات. كان تشوبرا مسؤولاً بدرجة كبيرة عن إطلاق ورسم مسار المسيرة المهنية لشاه رو خان عندما أخرج أول أفلامه “دار” (1993). ويمكن أن يظهر هذا التعاون الفريد مع شاه رو خان في كافة أفلامه التالية من ضمنها “ديل تو باغال هاي” (1997)، “فير زارا” (2004)، وفيلم تشوبرا الأخير “جاب تاك هاي جان” (2012).

من المقرر أن يصدر فيلم “جاب تاك هاي جان” في نوفمبر، حيث يعتبر واحداً من آخر هدايا تشوبرا للسينما الهندية والجمهور الهندي. يشكل هذا العمل إضافة كبيرة لأعمال تشوبرا ويكرر شغفه بصناعة الأفلام التي آمن بها فعلاً. كتب ابنه أديتيا نص الفيلم من ضمنه الشعر العاطفي الذي يعلن نهاية الفيلم ومواصلة إرث والده بكلماته الخاصة. وبالرغم من خسارة تشوبرا الذي سيترك فراغاً واضحاً في السينما الهندية، فإن الأمل يبقى بأن يكمل أديتيا إرث والده الناصع الذي أحب السينما وحلم دائماً أن يصنع أفلاماً تلهم الجمهور في كافة انحاء العالم.

blog comments powered by Disqus