الصحافة

العودة الى القائمة

قصص درامية حول اكتشاف الأمل وسط الصراعات تلهم حكام مهرجان أجيال السينمائي العاشر

06 أكتوبر 2022 — المهرجان السينمائي

Download PDF

249 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 6 اكتوبر 2022: طرح حكّام مهرجان أجيال السينمائي العاشر أسئلة عميقة حول أسباب اندلاع الحروب والنزاعات ومدى تأثيرها على الصغار والأطفال، حيث شاركوا في نقاشات هادفة حول عبثية الحروب التي يقوم بها الكبار، بينما يدفع الصغار الثمن الأكبر ويُحرموا من طفولتهم ويعانون من فقدان أحبائهم بالإضافة إلى ظروف العيش في مخيمات اللاجئين.

وجاءت هذه الأسئلة حول الحروب والنزاعات في المنطقة على خلفية عرض فيلم “دنيا وأميرة حلب“ (كندا، فرنسا / 2022) للمخرجة ماريا ظريف وأندريه قاضي. يدور فيلم الرسوم المتحركة حول الفتاة دنيا صاحبة الستة أعوام، والتي يتعرض والدها الصحفي للاعتقال من قبل رجال بزيّ رسمي لتنقلب حياتها رأساً على عقب.
تقرّر الأسرة الفرار بحثًا عن منزل جديد مع بدء القصف وتساقط القنابل في المناطق المحيطة، حاملين معهم مقتنيات قليلة والقليل من السّحر في متناول اليد. ويتم الاستعانة بالرّحلات الخياليّة ذات الشكل الطّفوليّ لتخفيف أثر الأحداث الصّادمة التي تعيشها دنيا، وذلك بفضل بذور «براقي » السّحرية.

في الإجابة على أسئلة صعبة من الحكّام الصّغار (محاق من عمر 8 إلى 12 عاماً)، أظهرت المخرجة ماريا فهماً دقيقاً لحساسيتهم، وقالت: “تقع الحروب لأن البشر أحياناً عنيدون جداً ويرفضون فهم أن العيش بسلام والتناغم أكثر أهمية من أن تكون على صواب أو على خطأ”.

في سؤالها للصغار عما إذا كانوا يتصالحون مع أشقائهم بعد شجار ما وحصولها على رد جماعي بـ “نعم” من الجمهور، أضافت: “البشر يحملون هذه الشجارات إلى الشارع، وعندما يحدث قتالاً بين مجموعات كبيرة من الناس، يخلقون فوضى كبيرة ويرفضون المصالحات”.

في المقابل، أشارت المخرجة ماريا إلى أن فيلمها يحمل من المأساة بقدر ما يحمل من أمل وسعادة رأتها على وجوه الأطفال السوريين الذين فقدوا كل شيء، لأنهم يجدون السعادة في أبسط الأشياء. “على الرغم من أنهم فقدوا منازلهم وأحبائهم، والعيش في مخيمات اللجوء، أرى في نفوسهم قوة كبيرة. لقد ألهمني ذلك على صناعة فيلم لهم وابتكار شخصية تعكس شخصياتهم بحق، وهي دنياـ حتى عندما تكون الحياة صعبة”.

وعبرت المخرجة ماريا عن تأثرها بحكم صغير قال بأنه تعلم الكثير عن الثقافة السورية بعد مشاهدته الفيلم، وأوضحت بأنّ العنصر الأهم في الفيلم كان تركيزها على ضمان توثيق جذور وطنها. “عندما تقع الحرب، نبدأ بخسارة بعض الأشياء. لكن ثقافتنا حول إعداد الطعام والموسيقى والرقص، هي ما نحافظ عليه معنا لأن القنابل لا تستطيع أن تسلب ذلك منا. في الحقيقة، خلال رحلة دنيا إلى أراض بعيدة، كل ما حملته معها هو فقط قيمها الثقافية”.

تعيش المخرجة ماريا الآن في كندا وأشارت إلى العديد من عناصر الفيلم تشبه حياتها الخاصة. “إنها التجربة الحقيقية لمئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين عاشوا تجارب صادمة في السنوات الإحدى عشرة الماضية. جمعت أكبر عدد من القصص لابتكار شخصية دنيا. أردت تقديم شخصية عن فتاة سورية تحل العالم وتحاول بأن تكون سعيدة على الرغم من الصعاب التي تواجهها، وأريد أن أقول للعالم بأنها وكذلك الأطفال السوريين أبطال حقيقيون”.

شاهد الحكام في فئة هلال من عمر 13 إلى 17 عاماً فيلم “ملكة الكوميديا“ (السويد / 2021) للمخرجة سانا لينكن، ويدور حول ساشا وهي فتاة تبلغ من العمر ١٣عامًا، تحلم بأن تصبح فنّانة ستاند أب كوميدي. وعلى الرّغم من إصرارها على عيش حياة الكوميديا، إلا أنّها تكتم دموعًا تحاول الهرب من عينيها، رافضة الاستسلام للأحزان التي تحاصرها بعد وفاة والدتها في أحداث مأساويّة. لذلك حرصت على كتابة قائمة سرّية لتتمكّن من تخطي الأحزان ومواصلة الحياة، مثل: قصّ شعرها، والتّوقف عن قراءة الكتب، ومقاومة حبّها للكلاب اللّطيفة! والأهم من ذلك كله وعلى رأس قائمتها؛ أن تصبح ملكة الكوميديا. وتجد متنفسًا إبداعيًا لحزنها وغضبها في صورة الكوميديا، وهو منفذ يسمح لها بالتّصالح مع خسارتها، وإعادة بناء علاقة مع والدها، في هذه الدراما المؤثّرة عن النّضج والفقد.

ولفت الحكام إلى أنّ الفيلم تناول موضوعاً محزناً تم التعامل معه بحذر وعناية. ألهمت النقاشات الكثير من الحكام ليشاركوا قصصهم الخاصة وكيف تأقلموا مع الحزن والخسارة في الحياة. وشرح خبراء في مؤسسة الدوحة للأفلام لهم عن التنوع في السينما الاسكندنافية التي تعالج مواضيع قوية وحثوا الشباب على مشاهدة الدراما ومشاركة قلقهم مع الآخرين بحرية بدلاً عن كبتها.

يعرض مهرجان أجيال السينمائي على مدار ثمانية أيام برنامجاً من الأفلام المميزة من حول العالم بمشاركة أكثر من 613 حكم من 50 بلداً. يشارك الحكام أيضاً في جلسات أجيال الحوارية ولقاءات أجيال وكذلك في مناقشات حول السينما ونقد للأفلام التي يشاهدونها.

تحظى الدورة العاشرة من مهرجان أجيال السينمائي 2022 بدعم العديد من الشركاء والرعاة هم “الحي الثقافي كتارا” بصفة الشريك الثقافي، والشركاء المساهمين كلّ من “الدرويش القابضة“، مزود الإلكترونيات الرسمي “فناك” و “سوني” “ وفيفتي ون إيست“، “كيومنكيشن” شريك التواصل الاجتماعي، وأصدقاء المهرجان “ألكالايف” راعي المياه الرسمي، “جيفوني” و “متاحف قطر” و “فيرتيوسيتي”.