الصحافة

العودة الى القائمة

خبير قمرة ريثي بان: وثقوا التراث حتى لا تخسروا التاريخ

06 مارس 2017

Download PDF

928 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 6 مارس 2017: وجّه صانع الأفلام الكمبودي وخبير قمرة السينمائي ريثي بان نصيحة لصناع الأفلام الواعدين من قطر داعياً إياهم إلى توثيق تاريخ بلدهم وتحدث إلى الحاضرين في ندوته الدراسية في قمرة قائلاً :“لقد تغيرت قطر كثيراً خلال الأعوام العشرين الماضية. إنها تتطور بسرعة. لكن إذا لم توثقوا قصصكم أي الماضي والتراث، ستجدون أنفسكم بلا تاريخ.”

ويعدّ ريثي بان من أهم وأشهر صناع الأفلام الوثائقية على المستوى العالمي حيث رشّح فيلمه الوثائقي “الصورة المفقودة” (كمبوديا، فرنسا / 2013) لجئزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، تقديراً لتوثيق تلك الحقبة من تاريخ بلده حيث عاني الناس من حكم الخمير الحمر.

وحمل بان الحاضرين في رحلة إلى تاريخه السينمائي وبحث في ندوته العديد من أعماله من ضمنها “شعب الأرز” (1994)، الخمير الحمر آلة الموت (2004)، “داتش: الجحيم الكبير” (2012). وأدار الندوة ريتشارد بينه مدير البرمجة السابق لجمعية أفلام مركز لينكن ومدير مهرجان نيويورك السينمائي.

يعتبر بان أن كل فيلم من أفلامه انعكاساً لحياته وروحه. لكن بالنسبة له كصانع أفلام فهو يسعى إلى توثيق الشر الذي قام به الإنسان، ويؤمن بأن “السينما لا يمكن أن تشفي العذابات. السينما لا يمكن أن تغير الحياة أو العالم بل تعطيك إمكانية تغيير شيء ما.”

أطلق بان مركز بوفانا في فنوم بنه للمساعدة في إعادة بناء الصناعة السينمائية الكمبودية. ويعمل الآن مع عدد من الكمبوديين الشباب على فيلم “أولاً قتلوا والدي” وهو الفيلم الأخير الذي اقتبسته أنجلينا جولي من ذاكرة لونغ أونغ بالتعاون مع بوفانا للإنتاج.

وقال بان “لا أطلب من طلابي صناعة أفلام عن المذابج والجرائم. نحن ندربهم ونمنحهم إمكانية صناعة أفلام وصور وأصوات. هذا جزء من مهمتنا لتوثيق تاريخ وطننا وهو متعلق بهذه المنطقة أيضاً، لأن توثيق الذاكرة مهمة للغاية. لذلك استخدم الوسائل الرقمية للتعبير عن شعوركم وإحساساكم”.

تتركز مقاربة ونهج بان في التصوير على عدم تركيز الكاميرا على الأشياء. ولهذا فإنه خلال صناعة فيلم “S21” والذي يضم واحداً من أقوى تتابعات اللقطة الواحدة للمجرم يصف فيها أفعاله داخل السجن، يرفض بان نقل الكاميرا إلى قلب الزنزانة.

يضيف بان : “الكاميرا تقف عند الباب، إذا دخلت يمكن أن ندوس على أجساد السجناء هناك. وقد ظهر خلال التصوير خمسة صقور لا ندري من أين أتوا، إنه لغز وجزء صادق وحقيقي من صناعة الأفلام الوثائقية”.

يتحدث بان عن الأفلام الروائية مؤكداً أن صناعة الوثائقي أصعب من صناعة الروائي. “في الوثائقي هناك الكثير من المحظورات والاعتبارات المعنية والأخلاقية. ولكن بالنسبة لي، الفيلم الوثائقي مهم لأنه الطريقة التي أظهر فيها للناس بأنهم لا يستطيعون تدميري. أنا هنا، وقادر على صناعة الشعر، وصناعة أكثر من فيلم خيالي”.

وتوجه بان لصناع الأفلام قائلاً :“صناعة الأفلام ليست سهلة. لا يجب أن تضحوا بأنفسكم من أجل الأفلام. الحياة أغلى من الأفلام. ولكن إذا سألتم العديد من الأسئلة خلال صناعةالأفلام سوف تتعبون. توجهوا فقط لصناعة الفيلم واصنعوه بشكل جيد”.

وحمل بان الجمهور إلى تلك الحقبة حين غادر إلى فرنسا وحصل على كاميرا كهدية وصور بواسطتها فيلمه الأول. “لقد جعل الفيلم الناس يضحكون وأدركت حينها بأنها وسيلة مؤثرة وفعالة”. تعلم بان فن السينما من الكاميرا تماماً كما لو درس السينما في مدرسة، وكذلك ساعدته مشاهدة الأفلام.

وقد أهدى بان فيلمه الأول “شعب الأرز” إلى جديه، ويتميز بإحساسه الروحي العالي حيث يقول بان في هذا الصدد “كل شيء لديه روح، حتى البيت والمطبخ”.

ويشدد بان على ضرورة ترك الأطفال يعبرون عن شعورهم بانفسهم وهو ما شكل أسس فلسفته السينمائية، فبرأيه “أنت لا تصنع فيلم عن الناس، بل مع الناس”.