الصحافة

العودة الى القائمة

بريجيت لاكومب وياسمين حمدان تتحدثان عن أهمية الإصرار والشغف خلال جلسات قمرة الحواريّة

17 مارس 2021

Download PDF

420 kB

تحميل البي دي أف

  • كاتبة الأغاني والمطربة الرائدة ياسين حمدان والمصوّرة العالمية بريجيت لاكومب تشاركان خبراتهما المهنيّة ورؤاهما الشخصيّة حول إسهاماتهما في المشهد الإبداعي

الدوحة، قطر، 17 مارس 2021: شهدت جلسات قمرة الحوارية – والتي أقيمت ضمن فعاليات قمرة، الملتقى السنوي الذي تقيمه مؤسسة الدوحة للأفلام لاحتضان المواهب السينمائية العربية – مشاركة شخصيتين ملهمتين لهما إسهامات كبيرة في المشهد الإبداعي وهما: كاتبة الأغاني والمطربة الرائدة ياسمين حمدان والمصورة العالمية بريجيت لاكومب. وعلى الرغم من اختلاف مجالات عمل كلّ منهما، فقد اجتمعت الفنانتان على رسالة واحدة أرادتا إيصالها لصناع الأفلام الواعدين، وتتمثّل في أهمية التحلّي بالإصرار وضرورة السعي على درب الشغف بغض النظر عنّ مؤهّلاتهم الأكاديمية في المجال أو التخصص الذي اختاروه.

وتناولت الجلسات التي فاضت بالإلهام المشوار الإبداعي للفنانتين حيث مرّت حمدان مع الحضور بمختلف محطاتها المهنيّة وأعمالها الغنائية، فيما تحدّثت لاكومب عن الصور الأخّاذة التي وثّقت معالم ووجوه مجموعة من أبرز وأكبر أيقونات هوليوود.

وقد تطرّقت حمدان أيضاً إلى مصدر إلهامها قائلة بأنها تستمد روح إلهامها من التحديّات التي تواجهها لبنان وأضافت: “مهما طالت بك سنوات غربتك، فلن تستطيع أن تنسى أنك أتيت من هذه الأرض، حاملاً معك دائماً أفراحها وأتراحها.” وأشارت ياسمين أن ما تبحث عنه كفنانة هو “ماذا وكيف تتعامل مع اليأس الذي قد يصيبك عندما تنظر إلى الوضع الراهن. والعبرة هو أن تجد فيه منبعاً للإبداع، ولكن لا مفرّ أيضاً من الاعتراف بالواقع وآلامه البليغة، كما عليك أن تحاول أن تصيغ كل ما تواجهه من أحداث ومشاعر وأن تجد طريقة لاقتناصها وتحويلها إلى شيءٍ يمنحك السعادة والسكينة.”

وعن عملها مع فنانين محترفين والذي منح مشوارها الإبداعي صبغة تعاونية مميزة، قالت حمدان: “ستتطوّر كلما تعمل أكثر. وستلمس ذلك في اهتماماتك ونفسيتك ورغباتك… عليك أن تتجنّب التكرار، وألا تستنسخ نفس الأغاني في كل مرة. ربما نستطيع تشبيه ذلك برقصة التانجو. فأنت تتجاوب استجابة مختلفة للأمور التي تواجهها في حياتك، وعندما تتعاون مع أناس آخرين فأنت تضيف طاقتهم وحماسهم إلى رصيدك.” وقد أكدت حمدان أن رؤية الآخرين وهم يعملون ويلحنون ويغنّون موسيقاهم هي تجربة ملهمة تغذي ذائقتها الإبداعية.

وعلى مدار الجلسة، استرجعت ياسمين بعضاً من الذكريات من بداية مسيرتها الفنية حيث وصفت نفسها بأنها كانت “هشةً جداً” عندما بدأت في عالم الموسيقى، قائلةً: “كانت ثقتي بذاتي مهزوزة جداً لأنني لم أخضع لأي تدريب بالمفهوم الأكاديمي أو التقليدي. كنت أعرف أنني أريد فعل شيء ما، ولكن لم أعرف ما هو وكيف أستطيع إنجازه، ولكنني تميّزت بإرادة صلبة. لقد ترعرعنا في ظل بيئة لم نجد فيها أي فرصة لتقديم أنفسنا أو فهم مجال الموسيقى. ولكن [تعلّم كل ما تعلمته في عالم الموسيقى] كان أمراً ممتعاً بحق، وأراها تجربة حقيقية بكل ما للكلمة من معنى.”

أما جلسة بريجيت لاكومب، فقد كانت بمثابة رحلة في محطات تاريخ السينما المختلفة ناقشت فيها “فن التصوير المتفرّد” مع مديرة الجلسة إي نينا روث، حيث تحدّثت بريجيت عن بداياتها في عالم السينما كمصوّرة فوتوغرافية: “لقد كنت طالبة سيئة وكنت دائماً ما أُطرد من المدرسة. كنت أحاول بكل صدق أن أبدأ حياتي ولكن لم يكن عندي أي فكرة من أين أبدأ وكيف أبدً. ولكن سرعان ما أصبح التصوير الفوتوغرافي هو كل حياتي. لقد منح حياتي المعنى، وصار هو شغلي الشاغل.”

وقد استعرضت بريجيت تفاصيل لقائها ببعض من أساطير التمثيل والإخراج، وكيف سنحت لها الفرصة بأن تحقق ما تصبو إليه بكونها جزءاً مهماً من فريق عمل العديد من الأسماء اللامعة ومنهم المخرج مارتن سكورسيزي، كما ناقشت أيضاً أساليب وأنماط عملها المختلفة والتي اكتسبتها من خلال عملها مع قامات فنية كبرى منها فيدريكو فيليني وستيفن سبيلبيرغ، وعن هذه التجارب قالت: “تشعر مع فيليني بأنك تعمل مع مدرسة فنية إيطالية عريقة، وكأن كل تفصيلة صغيرة تشاهدها جزءُ من مسرحية مذهلة، وبعد هذه التجربة التي لا تُنسى، انتقلت إلى هوليوود، وهما بالفعل عالمان مختلفان.”

وقد تطرّقت بريجيت لعملها مع بعض من أبرز العلماء في العالم: “أعتبر تجربة تصوير أولئك الذين لا يهتمون بالتصوير ولا يسعون للتجمّل أمام الكاميرا من أروع وأهم التجارب.” وأضافت أنها كانت تشعر بالضيق في البداية عندما ترى نسخاً مقصوصة ومعدّلة من صورها وقد أصبحت ملصقات دعائية، وعن ذلك قالت: “الواقع يحتّم عليك تتقبّل ذلك وأن تمضي في طريقك. ما يهمّ هو أن اللحظات التي تعيشها والصور التي تلتقطها موجودة وباقية.”

أما عن مشروعها مع مؤسسة الدوحة للأفلام الذي أثمر صوراً ضخمة لمواهب العربية وُضعت على اللوحات الإعلانية في مختلف أرجاء الدوحة، فقد وصفت بريجيت هذه التجربة بأنها تجربة استثنائية وأضافت: “أن ترى كل ذلك في الليلة الافتتاحية للمهرجان وأن تقود سيارتك في الشوارع وأنت ترى هذه الصور الفوتوغرافية العملاقة وهي معروضة في تتابع أخاذ أمام ناظريك، فإنها تجربة سارة ومذهلة.”

يمكن للجمهور المشاركة في فعاليات قمرة عبر الإنترنت من خلال شراء بطاقة قمرة التي تتيح لهم فرصة حضور عروض أفلام قمرة وجلساته الحوارية. ويمكن للمواطنين والمقيمين في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمنح أولوية قبول الطلبات لمن قدّمها أولاً. يصل سعر بطاقة قمرة إلى 500 ريال قطري، بينما يمكن للطلاب وحاملي بطاقتك إلى الثقافة من هيئة متاحف قطر شراء بطاقة قمرة بسعر مخفض يبلغ 350 ريال قطري.