خبير قمرة السينمائي أصغر فرهادي يتحدث في ندوته الدراسية عن التقنيات المسرحية التي ساهمت في تميز أفلامه
07 مارس 2017

الدوحة، قطر، 7 مارس 2017: قدّم صانع الأفلام الإيراني الفائز بجائزتي أوسكار والخبير السينمئاي في قمرة أصغر فرهادي ندوته الدراسية ضمن فعاليات النسخة الثالثة من قمرة التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام. وتعتر الندوة الأولى لفرهادي بعد فوزه بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي مؤخراً. حضر الندوة حشد من صناع الأفلام وممثلي الصناعة والضيوف، حيث شارك فرهادي رؤيته الخاصة حول التقنيات التي استخدمها مستعيناً بخلفيته في العمل المسرحي ما مكنه من صناع أفلام تعكس هموم وواقع الحياة اليومية.
ويعتبر فرهادي من المخرجين البارزين في المنطقة حيث فاز بجائزتي أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلميه “انفصال” (2012) ومؤخراً فيلم “البائع” (2017) الذي حظي بدعم مؤسسة الدوحة للأفلام، بالإضافة إلى حصده العديد من الجوائز العالمية.
وأوضح فرهادي كيفية اختيار مواضيع أفلامه ومصدر الإلهام لتلك الأفلام وتطرق إلى أهمية استخدام الموسيقى والإيقاعات للحوارات والمونتاج وكشف عن رؤيته الثاقبة للاهتمام بالتفاصيل التي تمكنه من تقديم سرد قصصي مميز. وعبّر خبير قمرة السينمائي عن عنايته بالواقع وناقش كيف يمكن لوضعية الكاميرا تفسير المشهد تماماً وتحديد تفسير المشاهدين لهذه المشاهد.
وحول دور المخرج ومسؤوليته في سرد كامل القصة، قال “إذا كانت الكاميرا تتبع ممثل دون غيره، فأنت هنا تكرس وجهة نظر منحازة. نحن نعطي المشاهد كل المعلومات ونترك لهم الحكم بأنفسهم”. وتابع مؤكداً على فكرته بأن الشخصيات لا تحدد مسار القصة بل الفكرة الأولية أو السيناريو الذي يرسم منحى الفيلم.
وأبرز فرهادي ريقته الفريدة في العمل قائلاً :“إن عملية الكتابة تنقسم إلى قسمين: الوعي واللاوعي. وأحد أفكار الوعي هي بمثابة كلمة السرّ التي تفك رموز اللاوعي. الفكرة الأولى تطلق الشرارة لتلك الأفكار المتناثرة في مؤخرة ذهنك.”
ترتكز أفلام فرهادي على الأداء الطبيعي للمثلين. وتتطور شخصياته مع مسار الأحداث ومع التفاعل مع الممثلين الآخرين الذي عندما يجتمعون للتدريبات الأولية يطورون بطريقة ما قصة أخرى بديلة عن ماضيهم وعلاقتهم ببعضهم.
وقبل تصوير أي لقطة، يؤدي الممثلون لقطات من ماضيهم الخاص، من الوقت الذي درسوا فيه مع بعضهم البعض أو عندما عرفوا بعضهم منذ أيام الطفولة. يقول فرهادي إن هذه التفاصيل تساعد الممثلين على تعزيز علاقتهم ببعضهم، سواء من الطريقة الذين ينظرون فيها إلى بعضهم البعض أو إلى النبرات في الحوارات ليساعدوا الجمهور في الإحساس بالتواصل والشعور بأن ما يجري قصة واقعية بالفعل.
في فيلمه الأخير “البائع” عاد فرهادي إلى جذوره الأصلية المرتبطة بالمسرح وإلى تلك مسرحية “موت بائع” للرائي أرثر ميلر والتي تسرد قصة زوجين يمثلان معاً في المسرحية. اختار فرهادي مشاهد محددة من مسرحية ميلر ليظهر التطور العاطفي لكل شخصية بعد قتل الزوجة في شقتها. فابتكار هذه المسرحة داخل تلك المسرحية، تبرز احداثاُ أكثر واقعية للجمهور وتدفعهم إلى السؤال ما إذا كانوا يشاهدون فيلماً أو حقيقية واقعية.
وقد عرض فيلم فرهادي الروائي الطويل “عن إيلي” (إيران / 2009) ضمن عروض خبراء قمرة السينمائية حيث يظهر تداخل العلاقات بين الأشخاص وهي الميزة التي تطبع أعمال فرهادي بشكل عام.
تستضيف قمرة صناع الأفلام والمنتجين وخبراء الصناعة العاملين في قطاع السينما حيث يشاركون في جلسات نقاشية تهدف لمشاركة المعارف والآراء وتقديم الدروس للمواهب التي تعمل على 34 مشروع فيلم من 25 دولة. وتوزع الأفلام المشاركة على 18 فيلماً روائياً طويلاً و 7 أفلام وثائقية طويلة و 9 أفلام قصيرة حيت تحظى بالتوجيه والإرشاد لغاية 8 مارس في سوق واقف ومتحف الفن الإسلامي.