الصحافة

العودة الى القائمة

صنّاع الأفلام العرب القائمون على الأفلام الروائية الطويلة المُشاركة في قمرة: الملتقى ساهم في توسيع مداركنا في وقت عانى العالم فيه من الإغلاق العام

18 مارس 2021

Download PDF

404 kB

تحميل البي دي أف

  • صنّاع الأفلام الطويلة المدعومة من مؤسسة الدوحة للأفلام يشاركون تجاربهم التعاونية خلال فترة الجائحة والدور الحيوي الذي لعبه قمرة في رحلتهم الإبداعية

الدوحة، قطر – 18 مارس 2021: في عام حمل في طيّاته عدّة تحديات لصناع الأفلام الشباب في العالم العربي، خاصةً في ظل جائحة كورونا، لم يكن من السهل عليهم مواصلة رحلتهم السينمائية. وفي لبنان تحديداً، لم تكن ظروف الجائحة هي وحدها التي وقفت عائقاً أمامهم، فقد امتلأت الشوارع بالمتظاهرين وهزّ انفجار المرفأ العاصمة بيروت بأكملها.

لم تكن الظروف مواتية أمام العديد من صناع الأفلام الراغبين بتحويل طموحاتهم إلى مشاريع سينمائية طويلة ترى النور، لكنهم لجأوا إلى جلسات التوجيه والإرشاد التي وفّرتها لهم مؤسسة الدوحة للأفلام كمنصة تجمعهم تحت مظلتها وتلهمهم بالسعي نحو أهدافهم والاقتراب من تحقيقها.

كان هذا أبرز ما عبّر عنه صناع الأفلام الشباب المشاركين بمشاريعهم الطويلة في قمرة، الملتقى السنوي الذي تعقده مؤسسة الدوحة للأفلام لدعم المواهب السينمائية العربية. وعن الدور المحوري الذي لعبه قمرة في دعم رحلة صنّاع الأفلام الإبداعية، قالت المخرجة اللبنانية الشابة منية عقل: “ساعدنا قمرة على توسيع مداركنا في وقت كان العالم يعاني فيه من الإغلاق العام، مانحاً إيّانا – كصناع أفلام – فرصة الحصول على سياق نواصل من خلاله إنجاز ما نصبو إليه، وهو ما أدى إلى تعميق علاقاتنا بمن حولنا وغرس فينا الرغبة في حماية بعضنا البعض ورسم أبعاداً جديدة ومختلفة لتواصلنا مع الآخرين”.

تدور أحداث الفيلم الذي تسعى منية لإنجازه – وهو بعنوان “كوستا برافا لبنان” (لبنان، فرنسا، إسبانيا، السويد، الدنمارك، النرويج، قطر \ باللغة العربية \ 2022) حول عائلة مُحبة للحياة تقرر الهرب من التلوّث الذي سمم جسد بيروت. وعن تجربتها في المشاركة في قمرة 2021 بنسخة قيد التحضير من الفيلم، قالت منية: “أشعر في قمرة وكأنني أتعلّم من جديد، وقد تحمست بشكل خاص للندوات السينمائية التي يشارك فيها خبراء قمرة، وأراها تجربة رقمية إيجابية بالنسبة لي، خُطط لها بشكل مثمر لتحقيق الفائدة والنفع”.

أما إيلي داغر، والذي فاز فيلمه القصير “موج 98” بالسعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير بمهرجان كان السينمائي، فيشارك في قمرة 2021 بفيلمه الطويل “البحر أمامكم” (لبنان، فرنسا، بلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكية، قطر\باللغة العربية\2021)، وتدور أحداثه في إطار درامي نفسي عن امرأة شابة تعود إلى وطنها بعد غياب طويل وتجد نفسها في حالة تكيّف مع حياتها السابقة بكل ما فيها من غرابة وألفة.

وعن تجربة عمله على إنجاز الفيلم في ظل ظروف الجائحة، أشار إيلي: “أضرّت جائحة كورونا بعالم السينما بصورة ملحوظة وملموسة، وأضافت عوائق جديدة بجانب ما كنا نواجهه من تحديات قبل الجائحة، لكن قمرة ساعدنا على الخروج بأفلامنا إلى النور، والوصول إلى إجابات كانت تشغلنا بشأن مبيعات وتسويق وتوزيع الأفلام”. وأكد إيلي أن تصوير الفيلم شكّل تحدياً لوجستياً كبيراً خاصةً في ظل اندلاع المظاهرات في الشوارع وانفجار مرفأ بيروت وهو ما دفعه إلى إيقاف المشروع لبعض الوقت للتأمل في تلك الحادثة التي هزّت العالم وكان لها وقعها وقواسمها المشتركة مع القصة التي يسردها فيلمه.

أما المخرج كارلو فرانسيسكو مناتد، مخرج فيلم “سواء كان الطقس جيداً” (الفلبين، فرنسا، سنغافورة، ألمانيا، إندونيسيا، قطر \ بلغة الواراي \ 2021)، فقد أكد أن قمرة قدّم له الكثير من العون والدعم، مضيفاً: “انبهرت بالفرص التي قدّمها لنا قمرة لتعريفنا بخبراء صناعة السينما وتعزيز تواصلنا المباشر معهم وهو ما سينعكس إيجاباً على مشروعي السينمائي على المدى البعيد”. وتدور أحداث الفيلم حول ميغل الذي يستيقظ في قلب هيجان إعصار هايان الذي دمر مدينة تاكلوبان الساحليّة في الفلبين خلال نوفمبر 2013.

وقد اتفق المخرج التنزاني إميل شيفجي مع ما قاله كارلو بشأن إسهامات قمرة في دعم صناع الأفلام، مضيفاً: “أبدع فريق قمرة في تنظيم فعاليات هذه الدورة عبر الإنترنت، وقد سمعت عن الكثير من قصص النجاح التي أثمرت عنها الدورات السابقة”. تدور أحداث فيلم “وطيس الحرب” (تنزانيا، جنوب أفريقيا، ألمانيا، قطر \ 2021) حول رابطة قويّة تنشأ بين عروس هنديّة-زنجباريّة هربت من حياتها وشاب اشتراكي في رحاب أزقة المستعمرة البريطانيّة زنجبار خلال الخمسينيات.

وفي مشروع يضفي مزيداً من التنوّع على الأعمال الطويلة التي دعمتها قمرة، يأتي فيلم “اللؤلؤة” (قطر \ باللغة العربية) ليقدّم قصة مراهق قطري مهووس بالتكنولوجيا يعيش في عزلة عن عائلته، ويسافر في أحد الأيام بالزمن إلى الماضي، إلى عالم لم تكن فيه التكنولوجيا موجودة. وعن العمل، تقول مخرجته نور النصر: “لطالما كنت شغوفة بصناعة الأفلام وفي هذا العمل، أقدّم قصة ساعدتني على ملامسة جذوري، فقد خضت نقاشاً مع والدتي اكتشفت من خلاله أن والدها كان قبطاناً لسفينة من سفن البحث عن اللؤلؤ وتساءلت عما يمكن أن يحدث إذا التقى به إخوتي الصغار”.

أما المخرج التونسي يوسف شيبي، مخرج فيلم “أشكال” (تونس، قطر، فرنسا\باللغة العربية) – والذي تدور أحداثه في حدائق قرطاج في تونس، وهو أحد الأحياء الجديدة حيث تلاصق الأبنية الحديثة مواقع البناء المهجورة وأراضي الخراب – فقد أكد أن هذا الفيلم الاستقصائي مُستمد من أحداث واقعية، فقد صاغ مشاهده بعدما شهد بنفسه مدينة حديثة تمر بمراحل من التطوير الذي توقف فجأة ومعه توقفت عمليات البناء فظلت المدينة معلّقة بين بقايا المباني الجديدة التي لم تكتمل وملامح الماضي التي لم تنحسر.

وقد تحدث المخرج اللبناني ميدو طه عن فيلمه “طريق دمشق” (لبنان، فرنسا، قطر \ باللغة العربية) وهو مستوحى من روايته وتدور أحداثه حول شرطيّة طموحة توكل إليها مهمة التحقيق في جريمة قتل، ولكن التحقيق يؤلّب مدينتها عليها. وعن العمل قال ميدو: “يجسد الفيلم واقع المعاناة الطويلة التي لطالما تجرّعها اللبنانيون، إذ لا يُتخذ أي قرار إلا ويحوم حوله شبح السياسة ليخترق كافة زوايا حياتنا، مُحيلاً إياها إلى قنبلة موقوتة على وشك الانفجار”.

وعن فيلمه “حنظلة…صبي بلا وجه” والمستمد من تجاربه الحياتية، قال المخرج اللبناني محمود قعبور: “حنظلة هو الشخصية الأشهر في عالمنا العربي، ذلك اللاجئ الفلسطيني الذي لازال ظهره مداراً إلينا. حرصت على رصد ظهوره في العديد من بقاع العالم. لازال في العاشرة من عُمره ولازالت معاناته كما هي، ولأنني كنت لاجئاً أيضاً في عمره، فإنني أتصور أنه كان من الممكن أن نصبح أصدقاء إذا ما التقينا في نفس المخيم”.

يمكن للجمهور المشاركة في فعاليات قمرة عبر الإنترنت من خلال شراء بطاقة قمرة التي تتيح لهم فرصة حضور عروض أفلام قمرة وجلساته الحوارية. ويمكن للمواطنين والمقيمين في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمنح أولوية قبول الطلبات لمن قدّمها أولاً. يصل سعر بطاقة قمرة إلى 500 ريال قطري، بينما يمكن للطلاب وحاملي بطاقتك إلى الثقافة من هيئة متاحف قطر شراء بطاقة قمرة بسعر مخفض يبلغ 350 ريال قطري.