خبيرة قمرة لوكريسيا مارتل تحث صناع الأفلام الشباب على تطوير مفاهيم جديدة عن الواقع
08 مارس 2017

الدوحة، قطر، 8 مارس 2017: قدمت صانعة الأفلام الأرجنتينية لوكريسيا مارتل ندونتها الدراسية اليوم ضمن ندوات خبراء قمرة السينمائيين ودعت من خلالها صناع الأفلام الواعدين إلى الحذر من القواسم الجوهرية المشتركة التي تسيطر على مفهومنا عن الواقع وتحدي هذه المفاهيم من خلال اعتماد وسائل جديدة للتفكير وطرح الأفكار.
وجاءت ندوة مارتل في ختام ندوات قمرة الدراسية، وتميزت بالتفاعلية والتحفيز على التفكير حيث قدمت للجمهور تمارين بسيطة باستخدام الرسم واللغة والأفلام لإيضاح فكرتها التي تقول أنه “على الرغم من أن البشر مختلفون عن بعضهم في العديد من القضايا سواء البلد التي ينتون إليها أو الثقافة والخلفيات الاجتماعية، لكنهم يظهرون مفاهيم مشتركة عن الواقع.”
وتعتبر هذه المشتركات عن الواقع من الأمور التي تحدّ من تأثير السينما، وركزت مارتل في ذلك على أنها تدفعنا لنقدم المعلومات بطرق معينة “فتحد من آفاقنا تماماً كأننا في سجن. في المقابل أشارت مارتل “أن هناك أدوات ووسائل لفتح الأبواب لهذه السجون، والسينما إحدى أهم هذه الأدوات”.
السينمائية الأرجنتينية المعروفة بفنها التعبيري في الأفلام والتي تتمتع بخبرة وخلفية في الاتصال البصري، حملت الحضور في رحلة لفهم كيفية برمجة الواقع في نفوسنا من خلال تجاربنا ورحلاتنا التعليمية والاتصال البصري في العالم.
وناقشت مارتل فكرة “الفوالق التي ندرك من خلالها الواقع ليست كما تبدو“، وهو ما ظهر جلياً من خلال فيديو صنعه أحد الهواة في الصحراء القطرية حول فيلم ريتشارد سيرا “شرق-غرب/غرب-شرق” الذي يدور عن الهياكل الحديدية.
وفي تحليل لتفسير المشاهدين، قلبت مارتل الصورة رأساً على عقب ليقدم الفيلم بواقعية جديدة. “فبدت السماء الزرقاء الآن بحراً، ومشهد الصحراء ظهر وكأنه شاطىء، من خلال اعتماد أصوات جديدة للموج ومحركات اليخوت، تم تقديم حركة جديدة حيث يسافر المشاهدون في الاتجاه المعاكس” ليتكون لديهم مفهوماً جديداً كلياً عن الواقع.
وشرحت مارتل أهمية الصوت في الفيلم من خلال تحذير المشاهدين وشدهم إلى التوقف عن المشاهدة، بينما يواصل الصوت طبع التجربة السينمائية ما يخلق تفاعلاً أعمق عند الحضور. تقول مارتل “الصوت هو الشيء الحسي الوحيد الذي يؤثر بالمشاهدين، على الرغم من حقيقة أن الصوت لا يعتبر حسياً“، وهو ما يقودنا إلى الخصائص الجوهرية لسينما الثلاثية الأبعاد.
تظهر هذه المفاهيم جلياً في فيلم مارتل الطويل الأول “لا سيناغا” (الأرجنتين، فرنسا، أسبانيا، اليابان / الأسبانية 2001) الذي صور بأسلوب عصري وواقعي جديد. يستعر الفيلم برهبة كبيرة مستخدماً أصواتا طبيعية مؤثرة تنذر بالخطر ليجسد الرعب الذي تشعر به العائلة. عرض الفيلم في قمرة 2017 ضمن عروض خبراء قمرة السينمائيين.
وتحدثت مارتل عن أفكارها الغيبية حول الواقع وحثت صناع الأفلام الشباب على توسيع آفاقهم وتخطي الحدود لإيجاد “الفوالق” لتوسيع مدارك الحقيقة. ولتحدي الأفكار المعلبة عن الواقع “ليس المهم أن تضع الكاميرا وتسلط الضوء، المهم إيجاد الطرق لرؤية ما هو أبعد من الواقع المحدد والمعلب”.
وتوجهت مارتل لصناع الافلام “استفيدوا من مزايا مهمة لأن الناس يشاركون أسرارهم وأحلامهم معنا لتصويرها في الفيلم. إنه دورنا كسينمائيين في نقل الأفكار الجددة ومشاركتها مع العالم”.