العودة الى القائمة

• رشيد بوشارب، المرشح لجوائز أوسكار ثلاث مرات، ومخرج فيلم “إخواننا” يطرح مفاهيم جديدة عن المواطنة العالمية.

الدوحة، قطر، 2 اكتوبر 2022: ناقش الحكام في فئة بدر، وهي الفئة العمرية الأكبر في مهرجان أجيال السينمائي في دورته العاشرة والخاصة 2022، العوامل التي تؤثر في المواطنة العالمية والصراعات الثقافية التي يشهدها العالم، وأبدوا قلقهم من التمييز العرقي الذي بدأ يأخذ منحى طبيعياً في عالمنا اليوم.

وخلال مناقشات الحكام في فئة بدر، من عمر 18 إلى 25 عاماً، بعد مشاهدة الفيلم المحفز على التفكير “ إخواننا “ (فرنسا / 2022) للمخرج رشيد بوشارب المرشح لجائزة أوسكار، تم التركيز على الواقع السلبي للتمييز العرقي الذي واجهه العديد من الشباب. وعبّر الحكام الشباب عن خيبة أملهم من الوضع الراهن وأبدوا نظرة تفاؤلية حول المستقبل الذي يجب أن يُبنى على قيم الاحترام المشترك.

ركزت المناقشات على القضية التي يعالجها الفيلم وهي الأحداث الدرامية في باريس التي وقعت في ديسمبر 1986 عندما خرج آلاف الطلاب إلى الشوارع للاحتجاج على الإصلاحات القاسية في التعليم العالي. ولفت الحكام الشباب إلى أن الفيلم يتطرق إلى الصراعات اليومية التي يعاني منها الشباب من مختلف الخلفيات الثقافية حيث يهدفون لتحقيق الاندماج الثقافي.

وشبّه الحكّام ما جرى في الفيلم إلى ما يواجهه الشباب على أرض الواقع، خصوصاً العرب منهم، حيث يسعون إلى التأقلم مع أوطانهم الجديدة، ليدركوا حينها بأن الأنظمة المجتمعية المحطمة السائدة تميل إلى تطبيع فكرة كراهية الأجانب، التي يقبلها الكثيرون بصمت، كونها طريقتهم الوحيدة للنجاة والعيش. وأبدى الحكام قلقهم من أنّ الضغوط الاجتماعية السائدة تمنع الناس من القيام بالأمر الصحيح، من ضمنهم أولئك الذين يسعون إلى التغيير. وأضافوا أن الأمر المهم الآن هو سماع الحكومات في العالم لأصواتهم وحاجات الشباب ومعالجتها.

في اليوم الثاني من المهرجان، تفاعل الإعلاميون مع مخرجي أربعة أفلام قصيرة تعالج كل منها موضوعاً ذات صدى عالمي. زويل أشباشر، مخرج فيلم “لعب عادل“ (سويسرا، فرنسا / 2022) أوضح بأنه حاول من خلال السخرية إظهار مدى تشجيع الضغوط والمنافسة بين مختلف طبقات المجتمع، سواء عبر حصد أكبر عدد من الإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي أو التقدير المهني أو بدافع اليأس.

أندريا جاتوبولس، مخرج فيلم “عام جديد سعيد، يا جيم“ (إيطاليا / 2022) عبر عن سعادته بعرض فيلمه القصير لحكّام أجيال الصغار لأنه صنع الفيلم آخذا بعين الاعتبار هذا الجمهوره. وقال: “أتطلع بشغف لأرى كيف يستجيب المراهقون للفيلم الذي يدور حول ألعاب الفيديو وتداعياتها القوية. اليوم، يدرك الأهالي مدى المشاكل المتعلقة بألعاب الفيديو، لكن العديد منهم لا يعرفون مدة تأثيرها السلبي الكبير. ألعاب الفيديو نفسها ليست مضرة، لكن من المهم لصناع السياسات بأن يضعوا القوانين لذلك، لأن الإدمان على ألعاب الفيديو يمكن أن يكون له تداعيات مدمرة”.

كما شاهد حكام أجيال أيضاً فيلماً مميزا وخاصاً بعنوان “ناصر والتذكرة“ (قطر / 2022) من إخراج طوني الغزال الذي ولد ونشأ في الدوحة، وناقشوا معه أحداث الفيلم. تدور أحداث الفيلم في الفترة ما قبل 50 عاماً عندما لعب اللاعب البرازيلي الشهير مباراة في الدوحة. يدور الفيلم حول الفتى ناصر ابن التسعة أعوام الذي يسعى للحصول على تذكرة لمشاهدة المباراة. وجاء الفيلم كثمرة ورشة عمل أقامتها مؤسسة الدوحة للأفلام والاتحاد القطري لكرة القدم.

وقال الغزال: “إنه لأمر رائع حقاً أن يًعرض الفيلم لحكام أجيال الصغار، خصوصاً من عمر 9 أعوام، الذين سيرتبطون بشخصية ناصر، بطل الفيلم الصغير. إنه بمثابة تذكير دائم ماذا يمكن للّعبة الجميلة، كرة القدم، أن تصنعه. إذا استطاعت كرة القدم أن تجمع الدول المتخاصمة للعب معاً على ملعب واحد، فلديها بالتأكيد القوة والتأثيرة لتوحيد الشعوب من الدول المختلفة”.

وشارك نيراجان راج بيتوال مخرج فيلم “اللحن الأبدي“ (نيبال / 2021) تجاربه خلال العمل مع ممثلين مبتدئين، الذين منحوا الفيلم القوة والتأثير. يعالج الفيلم فكرة عالمية هي المعاناة لتقبل الخسارة.

يعرض مهرجان أجيال السينمائي على مدار ثمانية أيام برنامجاً من الأفلام المميزة من حول العالم بمشاركة أكثر من 600 حكم من 50 بلداً. يشارك الحكام أيضاً في جلسات أجيال الحوارية ولقاءات أجيال وكذلك في مناقشات حول السينما ونقد للأفلام التي يشاهدونها.