المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: بيروت بوينس إيريس بيروت

22 أبريل 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: بيروت بوينس إيريس بيروت
إخراج: هيرنان بيلون
بطولة: غرايس سبينيلي
مدة العرض: 72 دقيقة

حين بلغت سن الخامسة عشرة وكانت تشاهد التلفزيون وسألت عن آذان الصلاة، اكتشفت الأرجنتينية غرازييلا أصولها العربية، واللبنانية والاسلامية.

بعد سنوات عدة، قررت أن تعود إلى لبنان للبحث عن أقاربها، وأجدادها وهذه الأرض التي تجهلها ولكنها تنتمي إليها.

فتقوم بجمع الرسائل والصور وتترجمها من العربية كي تفهم المزيد عن جدها.

هذه الوثائق هي كل ما تملك، واسم محمد موسى وبلدة كفركلا في جنوب لبنان.

تحاول البحث عن وثائق الهجرة التي تعود إلى القرن الماضي دون أية جدوى، فمعظم الوثائق الأصلية استخدمت للف السجائر. الحل الوحيد هو أن تعود إلى بيروت وتتابع البحث من هناك.

قبل أن تموت جدتها، تكشف بأن محمد ترك الأرجنتين للاستقرار مرة أخرى في لبنان، مخلفاً وراءه عائلته. وبسبب غضب أولاده جراء رحيله، قطعوا كل علاقاتهم معه وهو لم يعد مرة أخرى. آخر ما سمعوا عنه أنه تزوج مرة أخرى وربما أنجب المزيد من الأولاد في لبنان.

هذا الفيلم هو رحلة من الأرجنتين إلى لبنان وزيارة غرازييلا الأولى. كل ما تطلبه منها جدتها هو زيارة قبر جدها وتوصل له تحياتها إن تمكنت من العثور عليه.

وتطلب غرازييلا المساعدة من بعض الأصدقاء فيرافقها في رحلتها اللبناني أنطوان كدليل ومترجم، وهما لا يعلمان ماذا ينتظرهما في هذا البلد الغريب.

هذا الفيلم هو كدرس في التاريخ والسياسة، وشيء لا يمكنك الهرب منه في لبنان، لا سيما حين تزور الجنوب الذي لا يزال منطقة غير مستقرة. وبما أنها أجنبية، فهي بحاجة إلى اذن خاص للدخول إلى كفركلا لأسباب أمنية، وهي بلدة دائماً ما تكون في مرمى النيران في الحروب اللبنانية-الاسرائيلية.

في هذه الرحلة، تتعرف على عائلتها؛ ليس هناك حاجة للاطلاع على الوثائق الرسمية، فليست هكذا تسير الأمور في القرى. ليس عليك سوى إعطائهم الاسم وسيدلك أهل القرية. فالجميع يعرفون بعضهم البعض وسيساعدونك بروح مضيافة راسخة فيهم. هناك، تتعلم غرازييلا تقاليدهم والأسباب التي دفعت جدها للعودة؛ لقد أراد أن يموت في قريته وأن يدفن على الطريقة الاسلامية.

تعود غرازييلا إلى عائلتها حاملةً معها الصور والرسائل فيألفونها بسرعة. وفي لبنان تعثر على الأجزاء المفقودة التي تنشدها، بعد أن أتت حاملةً معها الأجزاء المفقودة في الأرجنتين لإكمال دورة رحلة محمد.

هذه الرحلة تقحم الجمهور الذي يشاهد الفيلم وتجد نفسك مشدوداً لمعرفة نتائجها. إنها رحلة عاطفية وممتعة، والفيلم يبدو وكأنه جسر يصل ما بين ثقافتين تبعدان ملايين الكيلومترات عن بعضهما البعض.

وهذا ليس بجديد على اللبنانيين، فقد عمدت أعداد كبيرة منهم للهجرة إلى الأرجنتين. عاد البعض، وانفصل آخرون كغرازييلا عن جذورهم.

video#1

blog comments powered by Disqus