المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: مرتفع للغاية وقريب جداً (2012)

12 فبراير 2012

بقلم برهان وزير، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: مرتفع للغاية وقريب جداً
إخراج: ستيفن دالدري
بطولة: توماس هورن، توم هانكس، ساندرا بولوك
العام:2012
مدة العرض: 129 دقيقة

في العقد الذي تلا أحداث 11 سبتمبر، ناضل صناع الأفلام الأميركيون لإنتاج أفلام درامية عن أحداث ذلك اليوم. وعولج هذا الموضوع بطرق مختلفة، تنوعت ما بين دعوة أوليفر ستون إلى تعزيز الشعور الوطني في فيلم “مركز التجارة العالمي“، إلى الأسلوب التسجيلي لفيلم “يونايتد 93”. وكما هي حال عدد من الأفلام حول حرب العراق، أثبتت جميعها فشل شعبيتها لدى الجمهور الأميركي. ولهذا من السهل استنتاج السبب وراء الذي يجعل مشاهد ذلك اليوم تلقي بأجواء سوداوية على نشرات الأخبار والاعلام الالكتروني. المشاهدون ليسوا بحاجة إلى تذكير.

تبدأ أحداث هذا الفيلم المقتبس من رواية لجوناثن سافران فور، بعد عام من وقوع أحداث 11 سبتمبر. أوسكار شيل (توماس هورن)، هو صبي وحيد في الحادية عشر من عمره، يمكن أن يكون مصاباً بمتلازمة أسبرجر (نوع من التوحد)، متشبّث بذكرى والده توماس (توم هانكس)، صانع جواهر، لقي حتفه في مركز التجارة العالمي. ويظهر هانكس بشكل مستفيض في مشاهد من الماضي طوال الفيلم، يتعلم منها الفتى الصغير دروساً في الحياة. ثم نعلم أنه وقبل وفاته، ترك توماس شيل ست رسائل على جهاز تسجيل المكالمات الهاتفية الخاص بالعائلة. وقد احتفظ أوسكار بالبريد الصوتي لوالدته ليندا (ساندرا بولوك) عبر استبدال الجهازين. وبينما كان يبحث في خزانة والده ذات يوم، يكسر أوسكار جرةً زرقاء ويكتشف ظرفاً مكتوب عليه “أسود“، يحتوي على مفتاح صغير. وبعد البحث في دفتر لأرقام الهواتف،، يقرر العثور على 472 شخصاً يدعون “بلاك” في منطقة نيويورك- ويعتقد أنه إذا تمكن من العثور على القفل الذي يُفتح بهذا المفتاح، سيعرف السبب الحقيقي وراء مقتل والده.

كان يمكن لموضوع هذا الفيلم أن يشكل دائرة خطر لو كان من تولى إخراجه شخص أقل خبرة. لكن ستيفن دالدري (وفي رصيده أفلام: “بيلي إيليوت“، “الساعات“، و“القارئ”)، هو مخرج أهل للثقة، عمل على نص من تأليف ايريك روث. وقد ركّز على مهمة أوسكار التي يتواصل فيها مع والده للمرة الأخيرة. ينطلق هذا الصبي الذي يستخدم الدف ببراعة، بحقيبة على ظهره، للتطفل على مجموعة واسعة من النيويوركيين. وعلى طريقه، يلتقي بالمتدينيْن وعاشقي الخيل آبي بلاك (فايولا دايفيس) ومن سيصبح طليقها وليام (جيفري رايت). معظم الذين يعثر عليهم يرحبون بالصبي على غير عادة، على الرغم من ظهوره فجأة دون سابق إنذار، طارقاً على آلة موسيقية، وهو يقول لهم، في مجموعة من الجمل التي ليس من المفترض أن يتفوه بها سوى الراشدون، كيف وجد مفتاحاً من الممكن أن يكشف له سر مقتل والده.

ليس أياً من ذلك مدعاةً للاعجاب بالطبع. وأجد أن الفيلم استغل حزن أوسكار، على الرغم من الأداء المؤثر للمثل هورن. فمع احترامي، كيف يمكننا أن نتعاطف مع صبي مبكر النضوج، يرى نفسه مركز الكون؟ وتأخذ مجريات الأحداث اتجاهاً غريباً آخر، حين ينظر أوسكار الذي يشعر باليأس من ضخامة المهمة التي تنتظره، إلى جدته (زووي كالدويل) ونزيلها (ماكس فون سايدو) باحثاً عن المساعدة. هذا الأخير قد يكون جد أوسكار، وهو يرفض الكلام ويتواصل مع الآخرين بواسطة راحتيه التي كتب عليهما كلمتا “نعم” و“كلا”. أما في الأحاديث الطويلة، فهو يتواصل بواسطة الكتابة على دفتر. عندها، قد يتمنى الجمهور لو أن توم هانكس قد أغدق على ابنه درساً أخيراً قبل أن يموت: أحياناً، يجب أن ننظر للأطفال لا أن نسمعهم.

للترجمة العربية اضغط على

Extremely Loud and Incredibly Close - Trailer

إعلان فيلم مرتفع للغاية وقريب جداً

blog comments powered by Disqus