المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: غرين لانترن (الفانوس الأخضر)

23 يونيو 2011

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: غرين لانترن (الفانوس الأخضر)
العام:2011
إخراج: مارتن كامبل
بطولة: ريان راينولدز، بلايك لايفلي، بيتر سارسغارد
النوع: أكشن، جريمة، خيال علمي

هال جوردن (رايان راينولدز) هو خبير طيران سعادته الوحيدة هي في الطيران. كما أن الطيران بالنسبة له، هو الشيء الوحيد الذي يفلح فيه. غير أن قلة ثقته بنفسه لا تمنع أن يتم ‘اختياره’ ضمن مجموعة الفانوس الأخضر، وهي أخوية لنشر السلام والعدل مؤلفة من مختلف الأعراق الذين يلبسون خاتماً يمنحهم قوى خارقة. ويستمد الخاتم قواه من الارادة التي يتحلّى بها حامله، غير أنه هو من يختار هذا الشخص – تماماً كما اختار هال، الآدمي الأول بين أفراد المجموعة. أما مهمتهم فتتلخص في محاربة بارالاكس (بصوت كلانسي براون)، الذي يستمد قوته من مخاوف كل الأجناس، والمصمّم على تدمير قوة الإرادة في الكون، والذي يضع كوكب الأرض في خطر داهم. وتعتمد هذه المعركة بشدة على مجموعة الفانوس الأخضر الذي يحمل على عاتقه مهمة إعادة التوازن إلى الكون.

الفيلم مقتبس عن مجلة الكارتون ‘الفانوس الأخضر‘، التي يظهر فيها هال جوردن على أنه الشخصية الرئيسية. في القصة، يعثر جوردان على مركبة فضائية متحطمة وعلى متنها آبين سور (تيمويرا موريسون) وهو من أفضل محاربي الفانوس الأخضر، وهو يحتضر. ويموت آبين سور تاركاً هال مع فانوس، وكلمات أخيرة هو عهد يقطعه عليه، وخاتم اختاره ليكون حامله. حين يسمع هال بالعهد، يتعرّف على عالم متوازٍ غامض حيث قوى الخير تقودها الارادة، كما أن حدود قوة الخاتم هي خياله. ثم يلتقي بقائد المجموعة سينسترو (مارك سترونغ)، غير المسرور بانضمام كائن بشري متخلّف إلى مجموعة الفانوس الأخضر، فيصعّب الأمور كثيراً على هال. يقرّر هال أن يستقيل ويعود إلى الأرض، لكن يبدو أن لا الخاتم لا يخطئ أبداً، وهو قد وجد شيئاً قيّماً في شخصيته.

ويدرك هال أهمية هذا الدور حين يحاول العالم هيكتور هاموند (بيتر سارسغارد) قتل أبيه. فلقد أجرى هيكتور تشريحاً سرياً لجثة آبين سور وتعرّض لعدوى بارالاكس التي كانت مخبأة داخل الجثة. بعدها يصبح هيكتور حامل العدوى رمزاً للشر، وقد تسلّح بمخاوفه وارتبط بالعدو الأكثر تهديداً للكون، بارالاكس. كما أن هيكتور هو غريم هال، لا سيما حين يتعلق الأمر بالفوز بقلب كارول فارس (بلايك لايفلي)، التي تقع بوضوح في غرام حب طفولتها هال.

ومن الشوائب، يولد الترفيه. فالفيلم يفتقد للعديد من العناصر، بالاضافة إلى حبكته الناقصة، والشخصيات الكثيرة التي نتمكن من فهمها في وقت متأخر جداً من الفيلم. لقد أحببت أن أتعرف أكثر على الأبطال، كما شعرت بالتعاطف مع هيكتور لأنه لم يبدو لي أنه يستحق أن يرتبط به كل هذا الحقد والضغينة. من المدهش كيف ينظر للخوف على أنه قوى مدمرة والارادة على أنها محرّك سحري، وهو موضوع كان يجب التركيز عليه، وتصويره بطريقة أكثر عمقاً.

وتجدر الاشارة إلى أن المشهد الأول في الفضاء أدى إلى مقدمة رائعة مع مؤثرات بصرية ساحرة، وتابع نحو كوكب الأرض مع يرافقه مشهد تمهيدي رائع لشخصيتنا الرئيسية. يحتوي الفيلم أيضاً على الكثير من حس الفكاهة العفوي والسخرية الذاتية، مما يضفي مصداقية على شخصية البطل، غير أن بعض الجمل البطولية في غير مكانها، تجعله يبدو غريباً أحياناً.

وبغض النظر عن كل شيء، الفيلم ممتع ومسلي؛ فقد استمتعت به شخصياً. لو كان هناك جزء آخر مقرّر لهذا الفيلم، فهناك فرصة للقصة أن تنمو لتكون فيلماً رائعاً، وأتمنى أن يعمدوا إلى بناء العناصر كلها بطريقة أمتن. من يدري، قد نحصل على تجربة ‘دارك نايت’ أخرى.

للترجمة العربية اضغط على

Green Lantern - Trailer

إعلان فيلم غرين لانترن (الفانوس الأخضر)

blog comments powered by Disqus