المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: "أرض الدم والعسل" (2011)

13 فبراير 2012

بقلم جايمس روسن، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: أرض الدم والعسل
إخراج: أنجيلينا جولي
بطولة: غوران كوستيك، زانا ماريانوفيتش
مدة العرض: 127 دقيقة

في أول تجربة لها خلف الكاميرا، كتبت أنجلينا جولي وأخرجت عملاً جريئاً ومؤلماً، يتناول تجربة امرأة بوسنية وعشيقها الصربي إبان نزاعات دول البلقان المدمرة في التسعينات.

قبل أيام من اندلاع الحرب، يلتقي دانيال (غوران كوستيك) وأيلا (زانا ماريونوفيتش) في حانة في سراييفو. ما إن تصدح الموسيقى الهادئة حتى يحتضن دانيال أيلا بين ذراعيه، ويصبح ما حولهما سراباً. فجأة، يدوي انفجار هائل تتحطّم على أثره الحانة، وتغطي أنقاضه جميع الحاضرين. إنه التفجير الأول بين سلسلة تفجيرات ستتوالى لاحقاً محطمةً حياتهما، وبلدهما.

يلتقي الحبيبان للمرة الثانية في مخيم للسجناء حيث يعمل دانيال كضابط صربي، يشرف على التعذيب والاعتداء الجسدي على مجموعة من النساء البوسنيات. يسعى دانيال جاهداً لحماية أيلا من ممارسات زملائه الضباط، فيوظفها لديه كـرسامة خاصة، وتستمر علاقتهما في الخفاء. وفي حين يخوض دانيال صراع الإخلاص لقضيته الوطنية والفظائع التي ترتكب باسمها، تجد أيلا نفسها مضطرة لاستغلال علاقتها مع دانيال لخدمة المقاومة البوسنية.

لا شكّ في أن المتطلبات اللوجستية والسينمائية لإنجاز فيلم كـ“أرض الدم والعسل” هي مهمة ضخمة بالنسبة لأي مخرج، فما بالكم بمن يخوض تجربته الكتابية والاخراجية الأولى. وعلى الرغم من ميزانيته المنخفضة، و“الجدل السياسي”:http://www.digitalspy.co.uk/movies/news/a355985/angelina-jolies-in-the-land-of-blood-and-honey-draws-ban-protests.html اللذان هدّدا مصير خروجه إلى النور، إلاّ أن الفيلم صُور مرتين، المرة الأولى باللغة الأصلية، والثانية باللغة الإنجليزية. تميّز فيلم جولي بالرغم من التحديات التي واجهته بأسلوب حكيم وشجاع وواقعي، بالاضافة إلى إخراج محموم، يتناسب وطبيعة العالم الفوضوي الذي نراه على الشاشة. “أرض الدم والعسل” طبع ظهور موهبة إخراج حقيقية في أنجلينا جولي.

غير أن نجاح الفيلم سيكون أيضاً فشله تجارياً. عادةً ما يلجأ صناع الأفلام إلى خرق ظلام الأحداث ببصيص أمل خلال تصويرهم التجارب الانسانية في أزمنة الحرب، وتحديداً الإبادات الجماعية، كما حدث في الأفلام التالية: “لائحة شندلر” و“فندق روانده“، أو إظهار إرادة الحماية بشغف عارم في فيلم “الحياة جميلة”. لكن جولي اختارت طريقاً آخر، وعرّضت شخصياتها لرعب الارهاب الذي حدث فعلاً، ولم تترك أملاً كثيراً في الخلاص. فحصول أيلا على الحماية لفترة من الوقت، عزّز فرص تعرضها للقتل المنظّم والاعتداء الجنسي اللذين كان يجري في بلدها.

وبينما قد يستحق كل ذلك الثناء، لكنه يجعل من مشاهدة الفيلم تجربةً مزعجة، مروعة ومرعبة. هل هذا هو نوع الأفلام التي ينبغي تقديمها للاضاءة على أحداث أحلك لحظات البشرية؟ هذا ما سيقرّره المشاهد بنفسه.

للترجمة العربية اضغط على

In The Land Of Blood & Honey - Trailer

إعلان فيلم "أرض الدم والعسل"

blog comments powered by Disqus