المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: خيول الجنة

19 مايو 2012

بقلم شمير أليباي، قسم الويب، مؤسسة الدوحة للأفلام

النصف الأول من الفيلم لا يحتوي على أية إشارة إلى وضع الدين والسياسة على عكس النصف الثاني منه. ففي القسم الأول، تدور القصة حول رعاية حميد لأخيه ياشين وعلاقته بعائلته بشكل عام. يسجن حميد لمدة عامين بسبب إقدامه على رشق شرطي بالحجارة. بغض النظر عن هذه التهمة تحديداً، فعلياً حميد شخص ارتكب الكثير من الجرائم، وفي غيابه، يضطر ياشين لحماية نفسه وحماية رب الأسرة الذي يجاهد لملء الفراغ الذي خلفه وراءه حميد.

حين يعود حميد إلى البيت، تظهر عليه إمارات الصحوة، بعد أن دبّ فيه شعوره الايماني. يتوقف عن المتاجرة بالمخدرات وشرب الكحول والتصرفات الخرقاء. بات يتصرف بحكمة وديبلوماسية وهدوء. صار الآن يحث أخاه وأصدقاءه للذهاب إلى المسجد، لكنه سرعان ما يكتشف أن إمام المسجد قد حضّر مشروعاً لهم. لا يزال يتولى مهمة حمايه أخيه ياشين، لكنه بعد تعقله، يشعر بالقلق تجاه احتمال أن يكون قاد أخاه نحو أن يضل طريقه، وعرض حياته للخطر. لكن ياشين كبر، وعلا صوته وبات عنيداً، ولم يعد يتقبّل تلقي التعليمات من حميد.

تجدر الاشارة إلى أن هذا الفيلم مصوّر بشكل رائع، أما السيناريو فيتبنى فكرة “عدم الاطالة أفضل”. بشكل عام الحوار قليل، ما عدا المشاهد المصورة داخل المسجد. إنه من نوع الأفلام الذي قد يولّد لديكم الكثير من الأسئلة، وربما بعضاً من الشعور بالذنب.

في أحد المشاهد التي لا زلت غير أكيد من مشاعري تجاهها، رأينا برجيْ التجارة العالمية في نيويورك بعض تعرضهما لاعتداءات 11 سبتمبر. فلقد استهلكت هذه المشاهد كثيراً، ولا أعرف إن كان استخدامها مجدداً أمراً ضرورياً، بالاضافة إلى أنها تأجج الكثير من المشاعر مما قد يشتت الانتباه عن الفيلم. هل كنا بحاجة لمشاهدة الانفجار من جديد؟ أعتقد أن طرقاً أخرى كانت متوفرة للاشارة إلى اعتداءات 11 سبتمبر دون إعادة بث المشاهد الأصلية.

يعمل الفيلم على أنسنة الارهابيين، بقدر ما المخرج يوضح جلياً أنه ضد العنف، حيث نرى الضحايا البريئة الذين يتناولون طعامهم ويرقصون حين يحصل الاعتداء الارهابي على المطعم. لكن في سياق الفيلم، نرى أن ظروف الفقر المدقع التي أدت إلى هشاشة تفكير الشباب الذين يتجهون إلى اعتناق التطرف والعنف. ويشير الفيلم إلى أننا جميعنا مسؤولون. هذا يذكرني بالمقولة: لا يمكن للأغنياء أن يزيدوا ثراءً، طالما الفقراء يزدادون فقراً.

أنصح بشدة بمشاهدة هذا الفيلم وأعتقد أنه سيلقى إعجاباً كبيراً في صالات السينما. احرصوا على مشاهدته.

blog comments powered by Disqus