المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: مايكروفون

17 سبتمبر 2012

الفيلم: مايكروفون
العام: 2010
إخراج: أحمد عبدالله
بطولة: خالد أبو النجا ، منة شلبي و يسرى اللوزي
مدة العرض: 120 دقيقة
النوع: دراما، موسيقي

بقلم ريم صالح، قسم الويب، مؤسسة الدوحة للأفلام

بعد سنوات من العيش في أميركا، يعود خالد (خالد أبو النجا) إلى موطنه في الاسكندرية بمصر، ليصلح حياته المجزّأة ويوثق علاقته بوالده وحبيبته السابقة هدير (منة شلبي). في الوقت ذاته يحدث له أن يكتشف حياة الفنانين المطمورين في مدينته.

يركز الفيلم على حياة ومعاناة رسّامي الغرافيتي، وممارسي رياضة لوح التزلج، والفرق الموسيقية المستقلة وطلاب السينما. وتظهر لنا قصصهم من خلال الجولات التي يقوم بها خالد، الذي يشعر بدوره بالدهشة أمام كل التغييرات التي حصلت في غيابه. ويؤدي به ذلك إلى وضع مشاكله الشخصية جانباً، واهتمامه بدعم كل من هم بحاجة لمنابر لائقة يعبرون من خلالها عن أنفسهم. وحين يفشل كل شيء من حوله، يعيد الفنانون إحياء أمله، فيصبح إسماع صوتهم همه الأول.

استخدم المخرج أحمد عبدالله فنانين حقيقيين، أثّرت به قصصهم، في الفيلم. وعمد من خلال المزج ما بين النوعين السينمائيين- الدراما والتوثيق- إلى تعريف الجمهور على أعمالهم، كما أسبغ على الفيلم طابعاً حقيقياً، بما كان لدى هؤلاء الفنانين ليقولوه. ويمكن القول إن الأداء الرائع للفنان خالد أبو النجا إلى جانب الممثلين الذين خاضوا تجربتهم الأولى في الفيلم، جعلت من الصعب علينا التمييز ما بين الأحداث الحقيقية والتمثيل- فلقد نجح في رسم شخصية مواطن يشعر بالغربة في بلده. معه نكتشف ما تقدمه لنا الاسكندرية خارج إطار كتيّبات السوّاح.

ويرسم فيلم “مايكروفون“، الفيلم الروائي الثاني للمخرج أحمد عبدالله، صورة للاسكندرية، مثيرة جداً للاهتمام. وبما أنه مصوّر بالتكنولوجيا الرقمية، فهو أحد الأفلام الروائية الأولى التي انتقلت من شكل السينما المصرية التي طبقها ابراهيم البطوط. فأفلام عبدالله خالية من الحوار أو من حبكة واضحة، لذا فهي أفلام تجريبية تستخدم فيها الأدوات التقنية التي تجعل من الانتاج متدني الكلفة. وكما قال، فإن كاميرا “كانون إي أو أس 7 دي” التي استخدمها في التصوير، كانت أداةً لا يمكن استبدالها ببكرة فيلم. وأضاف: “إلى جانب هذا، لم نكن نعرف ماذا نصوّر. لم يكن لدينا مخطط أو اتفاقيات واضحة مع الفنانين. كنا بحاجة لكاميرا صغيرة، حساسة أمام الضوء الضعيف، نستطيع أن نغير لها عدساتها لتلبية احتياجاتي الفنية والجمالية. أني أؤمن بالكاميرا الرقمية، على الأقل هي تناسب نوعية الأفلام التي أصنعها.

لا تزال المعركة مع الخط السينمائي التجاري، طويلة ومرهقة أمام صناع السينما البديلة في مصر. يجد المنتجون في التكنولوجيا الرقمية صفقة خطرة. فأغلب الجمهور ليس معتاداً على ما هو أكثر من مجرد سينما ترفيهية. غير أن أفلاماً كفيلم “مايكروفون” تلفت نظر العالم، وتقوم بتمهيد الطريق أمام صناع الأفلام الصاعدين، كي يلجؤوا لاستخدام السينما الرقمية. وعلق عبدالله قائلاً “بإمكاني أن أصور كمية كبيرة من المشاهد، دون كلفة، أقل من كلفة السينما العادية”. وأضاف “بإمكاننا الارتجال أكثر، فيما يخص النص ومواقع التصوير بينما كنا نتابع الموسيقيين. لم أكن لأمتلك كاميرا سينمائية مع كل معدات الاضاءة التي تحتاجها. المونتاج يختلف أيضاً من حيث الشكل والكلفة.

عرض فيلم “مايكروفون” في مهرجان تورونتو السينمائي للمرة الأولى عام 2010، وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهري السينمائي الدولي، وتانيت دور عن أفضل فيلم في مهرجان قرطاج السينمائي، إضافةً إلى جائزة المهر عن أفضل مونتاج في مهرجان دبي السينمائي الدولي وجائزة غولدين توليب لأفضل فيلم في مهرجان اسطنبول السينمائي. إذا كنت مسافراً في هذه الفترة، يعرض هذا الفيلم على متن الخطوط الجوية القطرية.

blog comments powered by Disqus