المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: سوبر 8

16 يونيو 2011

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: سوبر 8
العام: 2011
إخراج: جاي. جاي. أبرامز
بطولة: أل فانينغ، أماندا ميكالكا، كايل تشاندلر
النوع: لغز، خيال علمي، تشويق

في صيف 1979، تشهد مجموعة من الأصدقاء حادثة تحطم قطار غامض، بينما كانوا يصورون فيلماً بواسطة كاميرا من نوع سوبر 8. غير أن ما يبدو أنه حادثة، يتبعه مجموعة من الأحداث الغريبة واختفاء بعض السكان. ويتنبأ مسؤول المنطقة بأن هناك أسباباً أكبر من تلك التي يكشف عنها الجيش، فيسعى إلى كشف الحقيقة. أما المحلّة التي كانت تنعم بالهدوء فيما مضى، فسوف تمر بأكثر الأحداث غرابة.

بإمكاني القول بأن إعلان الفيلم لا يكشف الكثير عن أحداثه، وهذا يثير إعجابي. فمن المعروف أن لفّ الفيلم بالغموض أمر إيجابي، إذ يزيد من حشريتنا، ويتركنا نكتشف القصة الحقيقية أثناء مشاهدتنا للفيلم نفسه.

إن فيلم ‘سوبر 8’ يبدو وكأنه تحية لأفلام الخيال العلمي الكلاسيكية التي نعرفها جميعنا، كما أن بدء الأحداث في صيف 1979 يعطيه هذا السحر الخالد. لم أستغرب حين علمت أن ستيفن سبيلبرغ أنتج الفيلم كما هو، دون أي شك، متأثراً ببعض أفضل أفلامه: ‘إي. تي‘، ‘كلوز إنكاونتر أوف ذا ثيرد كايند‘، وحتى ‘ذا غونيز’. كما يبدو أن الكثير من حماسة سبيلبرغ تم استثمارها في هذا الفيلم، غير أن الفضل بالطبع يعود إلى المخرج جاي. جاي أبرامز الذي اشتهر بمسلسل ‘لوست’.

إذاً إليكم القصة: تشارلز (رايلي غريفيث) يخرج فيلماً مع أصدقائه، حول قصة زومبي رومانسية (رومانسية الزومبي هي فكرة مضحكة جداً). ويقوم أصدقاءه – وأفراد فريق العمل- بإشراك ابن نائب المنطقة جو (جويل كورتني)، ويجعلونه مسؤولاً عن الماكياج والعارضين في الفيلم، في الفترة التي يعاني فيها من فقد أمه في حادث سير. وتنشأ بينه وبين أليس علاقة متميّزة (أل فانينغ)، الفتاة الأجمل في المدرسة وابنة أحد أشهر مثيري المشاكل في البلدة. غير أن أليس تكبر فريق التصوير في السن قليلاً، وتسحرهم ليس فقد بتمثيلها الرائع، لكن أيضاً بأسلوبها السلس والخفيف في التقرّب منهم لتكون جزءاً من فريق العمل، الأمر الذي يثير سعادة الذكور كثيراً. أما باقي أعضاء الفريق فيتألفون من مارتين (غابرييل باسو)، بريستون (زاك ميلز) وكاري (ريان لي). ويمكن القول إن كاري هو المنفذ الكوميدي للفيلم، وهو مهووس بالألعاب النارية والمتفجرات. إنه أيضاً في ريعان شبابه ومشتعل حماسة وتوهّج، ذو شخصية لا يمكنكم إلا أن تقعوا في غرامها.

ويقرّر الأصدقاء، بعد أن يشهدوا حادثة تحطم القطار، أن يحتفظوا بالسر لأسباب عديدة، منها واقع أن الجميع تركوا بيوتهم دون علم أهاليهم.

أما في الظاهر، تبدأ عملية تحقيق بعد هذا الحادثة الرهيبة. غير أن كل كلاب المدينة اختفت، كما أن العديد من الناس مفقودين، كما أن الأشياء تختفي بشكل فجائي من منازل السكان. ما هو السبب وراء ذلك؟

على نحو أعمق، يشعر نائب البلدة جاكسون (كايل تشاندلر) بالاحباط لفقده زوجته، وينهوس بعمله مبتعداً عن ابنه الحزين جو، ولا يعيره انتباهاً. أما أليس فلديها علاقة قلقة مع والدها صعب المراس والذي يبالغ في حمايتها. ثم نكتشف أن الأحداث التي تحيط بهذه القصص، سيكون لها أصداء قوية على العائلات التي تفتقد لأحد أفراد أهاليها.

أما العلاقة التي تجمع صناع الأفلام الصاعدون هي علاقة مميزة، لأنهم يعوضون بصداقتهم كل ما يفتقدون إليه من عدم القدرة على التعبير في منازلهم. بالنسبة لهم، هذا الفيلم هو عالم خاص ابتكروه، هرباً من الواقع. وهم يعرفون كيف يستغلون الظروف الخارجية – كحادثة تحطم القطار وانتشار الجيش في كل أركان البلدة – للحصول على مشاهد أقوى. إنه فريق رائع، فيه ممثلون أذكياء قادرين على التعبير عن البراءة والشغف.

إنه فيلم لا يمثّل فيه نجوم لامعون، وهذا برأيي ما يكسبه تميّزه. هؤلاء الشباب يذكرونك بنفسك وأكثر أحلامك جموحاً التي تنتظر لحظة تحققها. أعرف أنكم ترغبون أن أفصح عن المزيد، لكني لا أريد إفساد غموض الفيلم الذي يبقى دون حل بسبب قلة الأدلة الدابغة، حتى اللحظة الأخيرة، والتي هي، إلى درجة ما، متوقعة.

إنها قصة من السبعينات يملؤها الحنين، وقد تعجب أكثر الجيل الأكبر، لا سيما وأنها ستنعش ذاكرتهم بأسلوب الخيال العلمي الذي تعودوا عليه في طفولتهم، بينما سيكون ذلك تقليداً جديداً للجيل الجديد. وبعد تصويت جرى على موقع تويتر ليلة البارحة، قررنا الكتابة عن فيلم سوبر 8، لذا نحن بانتظار تعليقاتكم. لقد صدر في صالات الدوحة، فشاهدوه واستمتعوا به وأخبرونا عن رأيكم!

للترجمة العربية اضغط على

Super 8 - Trailer

إعلان فيلم سوبر 8

blog comments powered by Disqus