المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: الطفل والمهرّج

23 أبريل 2012

بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: الصبي والمهرّج
إخراج: آيدا غرون
النوع: وثائقي
مدة العرض: 53 دقيقة

هل تتذكرون هذا المقطع من فيلم “باتش آدامز” في غرفة مليئة بالأطفال المصابين بالسرطان، حيث يدخل مهرج السعادة والمرح في قلوب هؤلاء المرضى الصغار، محاولاً إلهاءهم- ولو لفترة بسيطة- عما يعذب أجسادهم الصغيرة.

video#1

في فيلم “الصبي والمهرّج“، يقوم أنغوس بالعمل ذاته. في الحقيقة، هذا كل ما يفعله في حياته، إنه مهرّج. إنه يعمل منذ تسع سنوات في إحدى أكبر مستشفيات الدانمارك، مع الأطفال الذي يعانون من آثار علاج السرطان المؤلمة. يقوم بزيارتهم مرتين في الأسبوع، ويعطي أفضل ما عنده لتحويل انتباههم عن كل الأبر والتحاليل التي يخضعون لها. وهم ينتظرونه للاستماع إلى نكاته ولعب الأونو أو الركض في أنحاء المستشفى في لعبة الشرطي المتخفي.

يركز فيلم “الصبي والمهرج” على الصداقة القوية ما بين أنغوس المهرج وأحد الأطفال واسمه توبياس، في السادسة من عمره، الذي لا يملك سوى أمل ضئيل في النجاة.

توبياس أصغر من أن يحتمل كل هذا الألم وهو يطلب أن يمسك أنغوس بيده خلال الاجراءات المؤلمة. يلبي أنغوس طلبه، فيبتسم توبياس قائلاً: “لكن لا تضغط عليها كثيراً كيلا تؤلمني”. هذه اللحظة هي ما ينشده توبياس.

يكبر الأطفال بسرعة. وتكمن الأهمية العلاجية للمهرج في تذكيرهم بأنهم لا زالوا أطفالاً. لا يخبئ عنهم أنغوس حقيقة وضعهم، لكنه يستخدمها ليخفف عنهم مرضهم. إن ارتدى طفل قناعاً فذلك لأنه يقوم بنوع من المهام السرية. إذا كانت هناك أنابيت تخرج من رؤوسهم فذلك لأن مخلوقات فضائية وضعتها هناك.

هذا الفيلم الانساني والعاطفي سيمزق قلوبكم، لكنه سيبث الأمل في قلوب الأطفال المرضى خارج أسوار المختبرات العلمية، وبواسطة طرق غير تقليدية. وبمساعدة هذا القدر الخفيف من الضحكات والمرح، تحسنت أوضاع الأطفال وبات العلاج يأتي بنتائج أفضل.

فاز هذا الوثائقي أمس بجائزة أفضل فيلم في فئة الطفل والعائلة للأفلام المتوسطة، والتي تقدمها قناة الجزيرة للأطفال، في حفل اختتام مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية. وكان أنغوس والمخرج آيدا حاضريْن لاستلام الجائزة.

video#2

blog comments powered by Disqus