المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: أرون كوفمان

28 مايو 2012

أسس أرون كوفمان شركة بارباريان فيلمز، وهي جزء من شركة ترابل مايكر استوديوز لروبرت رودريغيز وكويك درو بروداكشنز. حضرت مؤسسة الدوحة للأفلام الندوة التي نظمها مهرجان ساوث باي ساوث وست: تمويل الأفلام المستقلة، والتي أدارها أرون كوفمان… لحسن حظنا تمكنا من الحديث معه بعد انتهاء الندوة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: بما أنك تركّز انتباهك على صانعي الأفلام الصاعدين، ما الذي يجعلك ترغب بالمخاطرة والتعامل مع الجدد في عالم السينما؟
كوفمان: نحن نبحث دائماً عمن يفاجئنا. مؤخراً جاء جوش ترانك إلى أوستين حيث عرض فيلمه الجديد: “كرونيكل”. لقد كان من الممتع أن نرى شخصاً مقداماً، ذو رؤية واضحة، وبراعة في الأسلوب. هذا هو ما ننشده ونفرح حين نمهّد السبيل أمام كل هذا الابداع.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تبحث عنه في النص؟ ما هو العنصر الذي يشد انتباهك، حتى لو لم يكن صاحبه مشهوراً؟
كوفمان: نحن نصنع الأفلام ذات الرؤية الواضحة. إننا نبحث عن المشاريع الاستثنائية؛ نريد أن تكون أعمالنا أصلية، وليس نسخةً عن نسخة عن نسخة ما. إننا مهووسون بالعثور على كل ما هو جديد ومسلّ في الوقت ذاته. إننا نشبه المراهقين الذين يبلغون 14 عاماً، ويذهبون إلى السينما ويتحمسون لتمضية أوقات ممتعة. في الجوهر، هذا ما يجعل تجربة الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم، تجربةً رائعة ومثيرة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تحدثتَ عن زيادة لميزانيات الأفلام، لكن هل ذلك يأتي دائماً بنتائج إيجابية؟
كوفمان: هذا التعليق يتعلق برغبتنا في توسيع مدى الموارد المخصصة للأفلام كي ترتقي بنوعيتها، وتبدو أنها كلّفت أكثر من المبلغ الحقيقي. قد يستغرب الناس لحقيقة أن الأموال المنفقة على فيلم لا تؤهله بالضرورة لاستحقاق العرض على الشاشة الكبيرة. إذا ضيعنا وقتنا في موقع تصوير ما، أو أنفقنا أموالاً طائلة على تصوير فيلم ما، أو دوبلير لا يتم استخدامهم جميعاً بالشكل الصحيح، فهذا يعني أننا صرفنا أموالاً في الحقيقة ولكننا لم نغنِ الفيلم نفسه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: حين تحدثت عن إفساح المجال لوصول أسهل لمعدات التصوير، بالاضافة إلى إمكانيات عرض الأفلام بطرق غير تقليدية، هل تظن أن الانتباه الجديد الذي تلقاه منطقة الشرق الوسط قد يزيد أعداد الجماهير المهتمة بالمشاريع القادمة من تلك المنطقة؟
كوفمان: أتطلع إلى رؤية المزيد من الأفلام الروائية من الشرق الأوسط. يعجبني “أكي كوريزماكي“http://en.wikipedia.org/wiki/Aki_Kaurism%C3%A4ki و وونغ كار واي و لارس فون ترييه . أسلوب كل واحد منهم يختلف عما اعتدنا رؤيته في أميركا. السوق يتقبل دائماً المواهب الجديدة، لا سيما مواهب الجيل الذي يأتي بعد أن يتم هضم كل الأفلام الموجودة على الساحة. لقد برزت موجة السينما الفرنسية الجديدة، بعد أن كان هناك جيل من الشباب الذي هضم جيداً السينما السوداء التي أخرجتها هوليوود. لذا من المثير للاهتمام رؤية ما لدى الجيل الجديد من المواهب الشابة التي تنتمي إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد أن يهضموا الأفلام الأجنبية من وجهة نظرهم وثقافتهم الخاصة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي الصعوبات التي تواجه صناع الأفلام العرب في السوق العالمي؟
كوفمان: من الصعب دائماً على المنطقة الجديدة في هذا المجال أن تصدّر أفلامها إلى العالم. العلاج الوحيد لتلك المشكلة هو بصناعة أفلام مذهلة. ما إذا كان “بيرسيبوليس” أو “متاهة بان“، إذا كان الفيلم جيداً، سيحظى ببعض الاهتمام على الأقل. ومع الوقت، سيعتاد المشاهدون على مشاهدة أفلام من الشرق الأوسط بالطريقة ذاتها التي ازداد فيها انفتاحهم على أفلام أوروبا الغربية مثل إسبانيا، والأفلام الآسيوية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: بما أن أسواقاً جديدة تظهر بفضل سهولة الحصول على التكنولوجيا الحديثة، كيف ترى تغيّر المشهد السينمائي؟ هل يجب على السينما وصناع الأفلام أن يتطورا من أجل الاستمرار بالوصول إلى الجماهير؟
كوفمان: لطالما شعرت أن الصناعة السينمائية قد تستفيد من تعدد الأساليب السينمائية، تماماً كما استفادت الصناعة الموسيقية من تعدد الأساليب الموسيقية، وأذكر على سبيل المثال حركة كاليفورنيا سيرفر الموسيقية في الستينات وسياتل غرانج في التسعينات. نتيجة ذلك، تحتد المنافسة الودية التي تدفع بالفنانين إلى إنتاج الأعمال الرائعة. وبما أن التكنولوجيا مكنتنا من صناعة أفلام وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين، قد ينتج عن ذلك أساليب سينمائية جديدة، ومنها أفلام معالجة بطرق غير اعتيادية. في أميركا باستطاعتنا رؤية حركة نشأت في كليفلاند والمناطق الريفية في المنقطة الغربية، كما نرى بعض الأساليب الجديدة التي تتطور في جميع أنحاء العالم. آمل أن تعني الزيادة في أعداد الفنانين الصاعدين، زيادة أيضاً في عدد الأفلام الرائعة التي يمكننا مشاهدتها.

blog comments powered by Disqus