المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: أحمد عبدالله

10 يونيو 2012

أحمد عبدالله هو مخرج مصري، بالاضافة إلى كونه ممنتجاً وكاتباً سينمائياً. ينتمي فيلمه الأول الذي أنتجه عام 2009 هليوبوليس, إلى موجة الأفلام المستقلة الأولى في البلد، ويروي قصة يوم واحد في حياة خمس شخصيات خيالية، كما اعتبر نقداً لاذعاً موجهاً للمجتمع المصري. ولقد جال في المهرجانات السينمائية بنجاح، فعرض مثلاً ضمن برنامج ديسكافيري في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.
وقد حقق له فيلم “مايكروفون” عام 2011، الذي تم إنتاجه على شكل الأفلام الوثائقية وهو فيلم خيالي يتحدث عن الفنانين الذين يعيشون تحت الأرض في الاسكندرية. تم تصوير هذا الفيلم بكاميرا كانون إي أو أس 7 دي، والتي صُممت لالتقاط الصور الجامدة. الأسبوع الماضي، أقدمت مؤسسة الدوحة للأفلام على دعم لعرض الفيلم في جامعة نورث وسترن في قطر. والتقينا مع المخرج.

مؤسسة الدوحة للأفلام“ لقد صورت مشاهد حقيقية لأشخاص عاديين. اخبرنا المزيد عن ذلك؟
عبدالله: اسم الفيلم فرشة وغطا، وهو فيلم روائي يستند إلى الفيديوهات التي تم
التقاطها للمساجين الذين فروا خلال الثورة.

بدأ كل شي بعد انقضاء شهر واحد على الثورة. كنا رفاق وأنا مسؤولين عن خيمة الاعلاميين. كان ذلك المكان الذي كنا نجمع فيه المواد التي تم تسجيلها على الهواتف النقالة أو بواسطة الكاميرات الرقمية السغيرة. كنا نجمعها في قاعدة بيانات واحدة، فتتكدس لتصبح مرجعاً لأي موقع الكتروني. وقد حصلت معظم القنوات الفضائية على مشاهدها التي بثتها من خيمتنا في ميدان التحرير. فقد كان الاعلام الذي يستخدمه الناس العاديون أكثر واقعيةً من الأخبار التي كانت تنقلها وكالات الأخبار.

وبعد أن اطلعت على قاعدة البيانات، نشأت الفكرة في رأسي. أعتقد أن الناس الذين يحملون هواتف محمولة أو كاميرات صغيرة، قادرين على رواية قصص قوية. هذا ما شجعني على العمل على فيلم يقوم على هذه المقاطع، والصعوبات التي واجهها السجناء بعد فرارهم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت أحد روّاد الرقمية في إنتاج الأفلام بالقاهرة، ألا تخشى ضياع اللغة السينمائية؟
عبدالله: بعض صناع الأفلام أمثال بيلا تار انتقلوا إلى الأسلوب الرقمي دون أن أتوقع حدوث ذلك بتاتاً. لكن بالنسبة للبعض، إنها مؤثرات يبحثون عنها، وإحساس يريدون تضمينه، لذا أصبحت الكاميرا الرقمية مناسبة لما يريدون تحقيقه.

في فيلم “مايكروفون” على سبيل المثال، صورنا بواسطة كاميرا 7 دي، وهو على الأرجح أول فيلم يتم تصويره بواسطة هذه الكاميرا في منتصف العام 2010. إلى جانب ذلك، لم نكن نعرف أننا كنا نصوّر. لم تكن لدينا خطة واضحة أو اتفاقيات معينة مع الممثلين. كنا بحاجة إلى كاميرا صغيرة، باستطاعتها التصوير في إضاءة ضعيفة، حيث كان بإمكاننا تغيير العدسات لتحقيق الرؤيا الجمالية والفنية التي كنت أصبو إليها. لا زلت أؤمن بفعالية الكاميرا الرقمية، أقله بالنسبة لي، فهي تناسب نوعية الأفلام التي أصنعها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف كان رد فعل الجمهور في القاهرة بعد مشاهدته فيلماً بأسلوب لم يألفوه مسبقاً؟
عبدالله: إنه ليس الفيلم الأول الذي يتم تصويره بكاميرا رقمية في القاهرة، فلقد استخدمها قبلي ابراهيم البطوط. الجمهور بشكل عام غير معتاد على الأفلام المستقلة، حيث يشبه أسلوب التمثيل فيها طريقة الأفلام الوثائقية لا الخيالية. كثيرون، ومن ضمنهم السينمائيون أنفسهم، لا يريدون أن يكونوا جزءاً من هذه الموجة الجديدة، لأنهم يريدون أن يكون كل شيء واضحاً أمامهم ومخططاً لهم قبل الذهاب إلى التصوير.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي حسنات وسيئات التصوير بواسطة الكاميرا الرقمية؟
عبدالله: بصراحة، لا ترد أية سيئة على بالي الآن. ما أفعله لا يولد سوى الحسنات. بإمكاني تصوير كمية كبيرة من المشاهد التي لا تكلف الكثير، ليس كالسينما العادية على الأقل. بإمكاننا الارتجال بشكل أكبر، ليس فقط في السيناريو، إنما في مواقع التصوير أيضاً، لا سيما أننا نلاحق الموسيقيين في الفيلم. لم يكن باستطاعتي الحصول على كاميرا سينمائية مع كامل معدات الاضاءة. في المونتاج، تختلف الاجراءات والكلفة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: بعد أن أصبحت هذه الأدوات متوفرة للجميع، ألا تقلق أن تهبط العملية السينمائية في نظر الناس؟
عبدالله: هذا ما نردده منذ وقت طويل، ابراهيم البطوط وأنا. كل من لديه هاتف جوال وجهاز كومبيوتر محمول بإمكانه أن يكون صانع أفلام. ويبقى السؤال: ما الذي سيصنعونه؟ فقد أصبحنا جميعنا الآن صناع أفلام.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي ترغب بقوله لصانعي الأفلام الصاعدين؟
عبدالله: لم أدرس يوماً السينما، إنما تعلمتها في الشارع، من خلال التجربة وارتكاب الأخطاء في غرفة المونتاج. لهذا السبب، أنصح الجميع بأن يخرجوا للتصوير. لا تقلقوا كيف سيبدو فيلمكم الأول. استمروا في التجريب والتعلم من كل ما تفعلونه، وشاهدوه مراراً وتكراراً. اخرجوا للتصوير، وانشروا ما تصورونه على موقع يوتيوب، وترقبوا تعليقات الناس على أعمالكم.

blog comments powered by Disqus