المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: باسل خليل

13 سبتمبر 2011

ولد باسل خليل ونشأ في الناصرة من والد فلسطيني وأم إنكليزية- إيرلندية. حاز باسل عام 2006 على شهادة ماجستير في الإنناج السينمائي وكتابة السيناريو من الأكاديمية السينمائية الاسكتلندية في أدنبره، وبدأ مشواره بإنجاز فيلم وثائقي طويل بعنوان ‘تكرار الثأر‘، ليقوم بعدها بإنتاج وإخراج عدد من الأفلام القصيرة.

يقيم باسل حالياً في لندن حيث شارك في كتابة مسلسل تلفزيوني لقناة الجزيرة للأطفال. كما مع أسماء كبيرة في المجال، أمثال ريكي جيرفيس و“جيمي أوليفر”:http://en.wikipedia.org/wiki/Jamie_Oliver. شارك أول فيلم روائي كتبه باسل ‘ويك أندر في غزة’ في ورشة تورينو للأفلام وورشة راوي لكتابة السيناريو بالاشتراك مع معهد سانداس السينمائي.

فيلم ‘انتقام البينغ بونغ’:

مؤسسة الدوحة للأفلام: تهانيناعلى التمويل الذي حصلت عليه من مؤسسة الدوحة للأفلام لفيلمك ‘ويك أند في غزة’. أيمكنك أن تحدثنا أكثر عنه؟
باسل: هو فيلم كوميدي تجرى أحداثه في غزة، وليس باستطاعتي الافصاح عن المزيد، لكنه باختصار يروي قصة خضوع إسرائيل لحصار صارم نتيجة تفشي فيروس خطير، فيما غزة هي المكان الآمن الوحيد بفعل الحصار المفروض عليها. ويلقي الفيلم الضوء على قصة شاب فلسطيني قام بتهريب عدد من الإسرائيليين لقاء المال، إلاّ أنه وجد نفسه عالقاً معهم في قبو منزله من دون أدنى فكرة عن كيفية التخلص منهم. إن المشروع لا يزال في مرحلة التمويل، وأتمنى أن يبدأ التصوير في خريف/شتاء العام 2012.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لديك مزيج من الخبرات التلفزيونية بين أوروبا والشرق الأوسط، ونصفك أوروبي أيضاً، أين تجد نفسك أكثر؟
باسل: كنت دوماً أشعر بأنني “الآخر” في المكانيْن. بالنسبة لي وطني هو العنوان الذي يُرسل إليه كشف حسابي المصرفي، أنا كالبدو لا أشعر بأنني أنتمي إلى بقعة معينة من بقاع الأرض. يطلقون علينا تسمية أبناء جيل المهاجرين الثالث، أي كل من ترعرع في الخارج، أو أبناء الزيجات متعددة الجنسيات. من الصعب عليّ شرح الأمر، لكني أشعر أنه بإمكاني العيش والتأقلم أينما وُجدت. وأعتبر أن هذا الأمر يشكّل ميزة بالنسبة إلي كوني صانع أفلام لا يحدّ نفسه في مكان واحد. وبما أنني ترعرعت في منطقة نزاع، أصبحت أرى الأمور من منظور أوسع، ما انعكس على أسلوب كتابتي للسيناريو.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ماذا تخبرنا عن تجربتك الإخراجية لفيلم ‘ريبلاي ريفانج’ (تكرار الثأر) ؟
باسل: كنت متخرجاً لتوي من الجامعة، وكنت راغباً في القيام بشي غريب وممتع. يومها كان فيلم بولينغ لأجل كولومبين فيلماً ضارباً وحاول الكثيرون تقليد أسلوب مخرجه مايكل مور، وبمن فيهم أنا. إلاّ أن فيلمي تناول الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من خلال نظرة أعين الشباب الذين يريدون الاستمرار بالحياة، والابتعاد قدر المستطاع عن الغرق في دوامة الانتقام. إن ميزانية الفيلم كانت ضئيلة للغاية ولم تتعدّ الخمسة آلاف دولار أميركي، وأنا فخور جداً بقيمة هذه الكلفة، كما بالرسالة التي تمكنت من نقلها على الرغم من ضآلة المبلغ. تمت إعادة إنتاج الفيلم لحساب قناة الجزيرة الإنكليزية بمناسبة إطلاقها، ولكن بعد فوز حركة حماس في انتخابات عام 2006 وبسبب الاشتباكات الداخلية مع حركة فتح، قررت قناة الجزيرة الإنكليزية سحبه، خشية أن يشكّل استفزازاً ما أو أن يخلق حساسيات معينة. أصابني هذا الأمر بخيبة أمل، لكن أعتقد أنه كان قراراً صائباً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تجربتك العملية الأولى كانت مع المخرج إيليا سليمان في فيلمه ‘يد إلهية‘الحائز على جائزة مهرجان كان السينمائي، كمساعد مخرج، كيف تصف هذه التجربة؟
باسل: بالفعل، كانت هي التجربة السينمائية العملية الأولى، انضممت إلى فريق العمل كمساعد في موقع التصوير. كنت أول الواصلين وآخر المغادرين. وقد اقتصرت مهمتي الأولى على إيقاف مرور السيارات ليتمكن فريق العمل من التصوير، وبالتالي كنت أتلقى عبارات الإهانة التي يطلقها سائقو السيارات الغاضبون الذين لا يأبهون لما كنا نقوم به، وهم في طريقهم إلى منازلهم لتناول وجبة الغداء.
خلال فترة التصوير، كنت أحلّ مكان كل من يتغيب عن العمل بحجة المرض، وتمكنت من جمع الخبرات من كافة الأقسام. وفي نهاية فترة التصوير التي دامت ثلاثة أشهر، أصبحت أقوم بعمل مساعد مخرج ثان، كنت أشبه بإسفنجة، أراقب وأستوعب أدق التفاصيل.

مؤسسة الدوحة للأفلام:ماذا تعني لك السينما؟
باسل: السينما هي قصة، ينفق الناس مالاً لمشاهدتها. هي المهنة الأفضل على الإطلاق، حيث أتقاضى راتباً لإضحاك الناس أو إبكاءهم، وإسعادهم أو إتعاسهم، أو تحريك مشاعرهم وجعلهم ينسون متاعب الحياة لتسعين دقيقة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي الصعوبات الأساسية التي تواجهك في هذه المهنة؟
باسل: إن عدم استقراري في مكان واحد هو أمر صعب بعض الشيء، لكن ليس من ناحية سلبية. في السابق عملت بجهد كبير حتى أتمكن من العثور على مكاني. إنه مجال تنافسي بامتياز مع القليل من القصص الناجحة. وبهدف الوصول إلى النجاح كان لا بدّ من مواجهة صعوبات جمّة كنفاذ الأفكار والمماطلة في الوقت الذي كان يجدر بي الانكباب على الكتابة(جميع الكتاب يفهمون قصدي)، فضلاً عن ظروف العمل بميزانية ضعيفة والسعي لإتمام بعض الأعمال المستقلة لأتمكن من كسب معيشتي، وأحاول تحقيق أحلامي. آمل أن أحصد نتائج جيدة في المستقبل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أين ترى نفسك بعد عشر سنوات من الآن؟
باسل: أودّ أن أكون معروفاً بأفلامي الانتقائية لكن المسلية. لا أمانع أن أصبح مثل جود أباتاو ، منتج، كاتب ومخرج أفلام وبرامج تلفزيونية غيّر وجه الكوميديا في هوليوود، وأصبح اسماً لامعاً في مجال صناعة الأفلام. هل هذا كثير عليّ؟

مؤسسة الدوحة للأفلام: من هو المخرج أو ما هو الفيلم الذي ألهم خيالك؟ ولماذا؟
باسل: فيلم ‘جوني ستيشينو’ للمخرج روبيرتو بنيني و فيلم توقعات عظيمة للمخرج دايفيد لين. هذان الفيلمان الخالدان مختلفان جداً ويعالجان في الوقت عينه مواضيع حساسة وأساسية، لا يشعر معهما المشاهد وكأن هناك من يعظه. كنت أستمتع حقاً بالفيلم وأخرج مبتهجاً بمشاهدته. من بين الأفلام الأخرى التي أثرت فيّ، فيلم ‘مدينة الإله‘، ‘التعاطف مع سيدة الانتقام‘، ‘امبراطورية الشمس‘، ‘جري منتصف الليل‘، ‘سلام دوغ مليونير’ أو (مليونير العشوائيات)، ‘دكتور ستراينج لوف‘، “في بروجز“، وبالطبع ‘إي تي’. جميع هذه الأفلام عالجت بحسّ ترفيهي مواضيعاً جديّة بأساليب فريدة، وهو نهج اتبعته في أفلامي الخاصة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي رسالتك للمبتدئين في مجال صناعة الأفلام؟
باسل:

  1. فلتكن أحلامهم كبيرة، ولكن عليهم أن يدركوا بأن الوصول إلى ما يصبون إليه لا يتحقق بين ليلة وضحاها؟. فلينظروا إلى عظماء السينما، أغلبهم بدأ يعرف في مرحلة متقدمة من العمر.
  2. هناك العديد من الاختصاصات في هذا المجال عدا مجال الإخراج، فليختاروا ما هو الأنسب لهم وليتحضروا للكفاح في سبليه.
  3. عليهم التحلّي بالجلد وقوة تحمّل عالية. عدم التقبّل هو جزء من اللعبة. وكل كلمة “لا” تقربهم أكثر من كلمة “نعم”.
  4. توقّع الاسوأ، وعندما تحصل الأمور الجيدة، سيشعرون بحال أفضل.

blog comments powered by Disqus