المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: عماد برناط

07 فبراير 2012

من النادر جداً أن نشاهد أفلاماً لمخرجين فلسطينيين، ولهذا السبب سُعدنا بمشاهدة الفيلم الوثائقي الأول للمخرج عماد برناط، “خمس كاميرات مكسورة” الذي حاز مؤخراً على جائزة الإخراج السينمائي العالمية في مهرجان ساندانس السينمائي. يؤرّخ الفيلم لسبعة أعوام من حياة عائلته المقاومة للاستيطان التوسعي الإسرائيلي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل بإمكانك أن تشرح لنا الظروف التي رافقت إنجاز فيلمك “خمس كاميرات مكسورة“؟
برناط: يروي الفيلم قصة السنوات السبع الأخيرة من حياتي. بدأت بتوثيق مشاهداتي للتظاهرات التي كانت تخرج في بدلتي بيلين، إلى جانب تصوير عائلتي وحياتي اليومية. ولد ابني الرابع بالتزامن مع دخول الجنود إلى بلدتي، وكنت أتابع حينها تأثير هذا الأمر على عائلتي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لماذا قررت تأريخ حياتك اليومية في فيلم وثائقي؟
برناط: أولى الخطوات التي قمت بها بعد أن اتخذت قراري بتصوير وتوثيق ما يحدث في بلدتي، كانت التقاط الكاميرا والبدء بتصوير مشاهد لاستخدامها في أكثر من مكان، من أجل نشرها على الإنترنت أو عرضها في المحاكم الإسرائيلية. كنت مصمماً على استخدام هذه المشاهد من أجل حماية عائلتي وأصدقائي. بعد مرور سنوات عدة، أصبح لدي ساعات من المواد المصوّرة، عندها قررت استخدامها في فيلم يروي وجهة نظري الخاصة. أعرف العديد من صناع الأفلام الذين تناولوا قضية فلسطين من الخارج، إسرائيليين أو من دول العالم، لكنني آمنت بقصتي وأردت كشف الستار عنها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل كانت لديك تجربة إخراجية قبل “خمس كاميرات مكسورة“؟
برناط: إنه فيلمي الوثائقي الأول، لكن إذا عدنا إلى سنوات مضت، قمت بإخراج فيلم قصير بعنوان “بيلين ضد الحرب“، وكان موجهاً إلى سكان بلدتي وزوارها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: خلال الأعوام السبعة الماضية، حطمت خمس كاميرات، أخبرنا عن صعوبة صيانة أو استبدال مثل هذه الكاميرات في فلسطين؟
برناط: لقد خسرت أكثر من خمس كاميرات خلال الأعوام السابقة، بعضها خضع للتصليح مرتين، وبعضها كان غير قابل للتصليح، والبعض الآخر كان ثمنه غالياً بالطبع. لكنني كنت مصراً على استكمال عملية التصوير. كنت أستحصل على كاميرات بأية طريقة، وقد ساعدتني على ذلك بعض المنظمات الدولية التي كانت تزور البلدة لتقديم المساعدات. ابتعت بعض الكاميرات من مالي الخاصة على الرغم من صعوبة الأمر، فأنا عاطل عن العمل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما مدى صعوبة العثور على خبرات محلية لمساعدتك في عملية المونتاج؟
برناط: كان الأمر صعباً جداً. فقد استغرقتنا عملية تحويل المشاهد إلى مشاهد رقمية زهاء سنتين. أنجزنا النسخة الأولى في فلسطين، قبل الانتقال إلى فرنسا من أجل إنجاز المزيد من أعمال المونتاج هناك لمدة شهرين.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو تقييمك للوضع الحالي لصناعة الأفلام في فلسطين؟
برناط: هناك عدد كبير من صناع الأفلام في فلسطين. لكن المواضيع متكررة تتمحور حول الاحتلال والجدار، لذا لا يعود هناك فرق بين الفيلم ونشرة الأخبار. حين يتم إنتاج فيلم، من وجهة نظري، يصبح أسهل على غير المعنيين مباشرة بالقضية الفلسطينية أن يفهموا طبيعة الوضع. إنه ليس مجرد فيلم عن الاحتلال أو الحرب أو الجنود. نحن بحاجة إلى أفكار جديدة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تقع بلدتك بالقرب من رام الله في الضفة الغربية، هل تذكر وجود صالات سينما هناك خلال فترة طفولتك؟
برناط: كانت هناك صالتان في المدينة، كنت أذهب إليها باستمرار. لم يكن أحد يمتلك أجهزة تلفزيون في ذلك الوقت. كنا نضطر للذهاب إلى السينما من أجل مشاهدة الأفلام. كانت متعة الذهاب إلى السينما في صغري توازي متعة الإجازة المدرسية. كانت تجذبني أفلام حرب فيتنام والأفلام الروائية العربية. أمّا اليوم فأصبحت السينما موجودة في كل بيت. لذلك لست مضطراً للذهاب إلى السينما هذه الأيام.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل بإمكانك أن تذكر لنا بعض الأفلام الحديثة المفضلة لديك؟
برناط: أحب مشاهدة الأفلام الأميركية كفيلم “لا وطن للمسنين“، وأعجبني كذلك فيلم “كتاب إيلاي” ، كما أحب مشاهدة أفلام بروس ويليس.

blog comments powered by Disqus