أنتج المخرج والكاتب المغربي فوزي بن سعيدي فيلمه الروائي الأول “ألف شهر“، وعرض في مهرجان كان عام 2003. أما فيلمه الأخير “موت للبيع“، فيعرض في مهرجان برلين السينمائي هذا الأسبوع.

مؤسسة الدوحة للأفلام: فيلمك الأخير يبدأ بمشهد سرقة محل مجوهرات. لماذا؟
بن سعيدي: ولِمَ لا؟ حين كنت أصوّر هذه المشاهد، كنت أفكر بإخراج أعظم مشاهد السطو في التاريخ. ففي العديد من الأفلام الغربية ، يتم إخراج مشاهد السطو بأساليب وإمكانيات بصرية عالية. وقد كنت أصبو للأمر عينه. يجب أن يرقى المخرجون العرب إلى مستوى العظيمين هتشكوك وتارانتينو.

مؤسسة الدوحة للأفلام: وجهة نظر مثيرة للاهتمام – ففي العديد من الحالات، يكتفي المخرجون العرب بصناعة أفلام موجهة للجماهير العربية. هل تظن أن ذلك يضر بهم؟
بن سعيدي: نعم بشكل كبير. أعتقد أن الاخراج العربي يجب أن يرقى إلى المستوى العالمي. لم يعد بإمكاننا صناعة أفلام موجهة فقط لجماهيرنا. يجب أن نصعد إلى الساحة العالمية – وننافس بذلك زملاءنا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: “موت للبيع” يتمتع بأسلوب مميز – كيف تمكنت من تحقيق هذا المستوى؟
بن سعيدي: أردت أن أصنع فيلماً مثيراً. لا أعتقد أننا نصنع الكثير من الأفلام المثيرة في العالم العربي. أحياناً نعتمد كثيراً على الكوميديا لإخبار قصصنا. حان وقت استكشاف أنواع سينمائية جديدة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هناك ثماني سنوات تفصل ما بين فيلمك الأول والأخير “موت للبيع”. هل يعكس ذلك مشكلة في التمويل؟
بن سعيدي: قضيت وقتاً طويلاً أعمل على النص وحبك التفاصيل. لا أعتقد أنه يجب علينا توخي السرعة في صناعة الأفلام. إنها عملية بطيئة؛ على الكتاب قضاء وقت في التفكير للخروج بما يريدون قوله. أردت الخروج بفيلم يعبّر عن الوضع الاقتصادي في بلدي – لكن في الوقت ذاته، يقدم للمشاهد بصيص أمل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تذكر لنا بعض الصعوبات التي يواجهها صناع الأفلام في المغرب؟
بن سعيدي: لقد ضربت الأزمة الاقتصادية المغرب بعنف كما في دول أخرى. لكني أشعر بالفخر كوني صانع أفلام مغربي في هذا الوقت. لدينا حكومة تدعمنا ومواهب سينمائية جمة. لدينا جيل جديد من صناع الأفلام ظهر في أواسط التسعينات، ويقوم بصناعة أفلام رائعة. والنتيجة أن المغرب تنتج ما بين 19-20 فيلماً سنوياً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لم تتأثر المغرب بالربيع العربي كما حصل مع جيرانها. هل تظن أن ذلك سيؤثر على السينما في السنوات القليلة القادمة؟
بن سعيدي: من المبكر التنبؤ. إنها مرحلة صعبة نمر بها، وسيكون لها تأثير علينا جميعاً بشكل من الأشكال. أعتقد أن موضوع الاقتصاد الاجتماعي سيطغى في السنوات القليلة القادمة – لأنه من الصعب على الناس الحصول على وظائف. وسيظهر ذلك دون شك في الأفلام التي نراها. لكني أعتقد أن شعوراً بالشك يساور الناس. يجب أن نأخذ وقتنا لاكتشاف كيف يمكن أن يفيدنا كل هذا التغيير.