فران طاهر هو ممثل أميركي من أصل باكستاني، عُرف بأدائه لأدوار كابتن روبو في “ستار ترك” ورزا في “آيرون مان”. في العام القادم، حين سيبلغ الخمسين من عمره، من المنتظَر أن يلعب دور البطولة في فيلم ضخم حول مخلوقات الجن، اسمه بكل بساطة جن.

تحدثنا معه فأخبرنا بأن عائلته هي مصدر إلهامه، وكيف تحسّنت معاملة هوليوود للسينمائيين المسلمين، ولماذا حان وقت التطرق إلى موضوع الجن.

مؤسسة الدوحة للأفلام: مارس أهلك الكتابة والاخراج والتمثيل. هل عاد عليك ذلك وعلى مهنتك بالمنفعة؟
طاهر: إن عمل أهلي في المجال الفني أفادني كثيراً. لطالما كانت الأحاديث التي تدور حول طاولة الغداء، تتعلق بالفن. كنا نناقش وننتقد ونتجادل أحياناً حول المسرحيات والأفلام والكتب. كنا نتحدث كثيراً عن مواطن ضعفها وقوتها، وعناصر المفاجأة، وكيفية مجاراة كل ذلك دون إضعاف الحبكة. كانت تلك دروس لا تُقدَّر بثمن.

مؤسسة الدوحة للأفلام: احتفلنا مؤخراً بـ أسبوعا الميثلوجيا. ولقد مثّلتَ في أفلام “آيرون مان” و“ستار ترك” والآن “جن”…
طاهر: لطالما كنت مهتماً بالأساطير. فهي تظهر مدى ثراء مخيّلة الانسان منذ بداية البشرية. أحب أفلام الأساطير مهما كان موضوعها، سواء ألف ليلة وليلة أو الأساطير اليونانية. لكني من ناحية أخرى، أشعر بأن المسلمين قادرون على مزيد من الابتكار في عالم الفن، من أجل الترويج لهذا الجانب الرائع في ثقافتنا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل يدخل “الجن” في إطار أفلام الأساطير؟
طاهر: أحد أهداف الفيلم هو دحض الصورة الهوليوودية للجن الأزرق المحبوس في قارورة. ويعيد الفيلم معالجة الموضوع بالطريقة التي نفهمها نحن الذين نتحدّر من الشرق… عُرض علي الدور وفكّرت بأنه كان يكون موضوعاً شيقاً وجديداً أخوض فيه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: متى موعد صدوره؟
طاهر: نتأمل أن يكون خلال السنة القادمة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو الجزء الأصعب من عملية اقتحام هوليوود؟
طاهر: إنه مجال صعب جداً. يجب أن تتسلّح بأقصى حد من الامكانيات. يجب أن نتأمّل جيداً في النواحي التي يمكن أن تُوظَّف فيها موهبتنا، ونسعى في هذا الطريق. لا يجب أن تثبط عزيمتنا كل العقبات التي تواجهنا، لذلك وجب التركيز على الجائزة التي تنتظرنا في نهاية هذا الطريق. ليس هناك أي لحظة معيّنة تختصر مشوارك الفني، إنما الرحلة بأكملها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أخبرنا كيف تغيّرت الظروف منذ بدأت رحلتك في عالم السينما؟
طاهر: حصلت على دوري التلفزيوني الأول في سن الـ19 في باكستان. كنت أزورها في العطلة الصيفية وحصل ذلك. أما بالنسبة للسينما العالمية، فالظروف تتغير بالتدريج. هناك عدد متزايد من العاملين من منطقتنا في كل المجالات السينمائية العالمية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: “يجب أن نبتعد عن الآخرين الذين يؤطروننا في إطار معيّن وأن نبدأ بالبحث عن أطر خاصة بشخصياتنا“، هذا ما قلته عام 2010. هل هناك أي تقدم في هذا المجال؟
طاهر: حصل بعض التطور. الحبكات والقصص باتت مختلفة. صارت تدور حوارات بين الممثلين والمخرجين والكتّاب والمنتجين حول إعطاء صورة أفضل وأكثر احتراماً للمسلمين.

أنهيت للتو من التمثيل في فيلم اسمه “ذا توم” (القبر) إلى جانب ستالوني وشوارزنيغر. ألعب دور شخصية مسلمة أساسية في الفيلم. حصل الكثير من النقاش حول كيفية ابتكار شخصية بهذه الدقة والفكاهة. ترقبوا هذا الفيلم!

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي الأشياء الثلاثة التي تترقبها في حياتك؟
طاهر: السلام، السلام، السلام. على الصعيد الشخصي والاجتماعي والسياسي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي نصيحتك لكل من يحاول اقتحام هذا المجال؟
طاهر: لا تتخل أبداً عن أحلامك. لا تعرض موهبتك أو قِيمك للخطر والتسويات. حصن نفسك بقدر ما تستطيع من الأدوات كي تبعد كل المعتقدات السلبية حولك وتحذب الايجابية منها. أعتقد أن هذه نصائح كافية جداً لخوض غمار هذا المجال بنجاح!