المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: جاك شاهين

03 يوليو 2012

جاك شاهين شخصية معروفة جداً في مجال تشكيل صورة العرب والمسلمين في الثقافة الشعبية الأميركية، وقد وثّق أكثر من 1200 فيلم. إنه شخصية أميركية في الـ 77 من عمره، ألف العديد من الكتب، أشهرها “ريل باد أرابز: كيف تحط هوليوود من قيمة الناس”. عمل جاك أيضاً كمستشار في مجال السينما والتلفزيون.

ضمن فعالية أسبوعا الميثولوجيا, التي ننظمها، تحدثنا إليه عن كيفية نشوء وانتشار الصور النمطية. كما استغلينا الفرصة لنسأله عما لديه من نصائح لصناع الأفلام في المنطقة وغيرها.

Images of Arabs from Hollywood films, courtesy of reelbadarabs.com

مؤسسة الدوحة للأفلام: لقد رسمت صورة قاتمة عن مكان اسمه الأرض العربية منذ 6 أعوام في وثائقي مقتبس عن كتابك “ريل باد أرابر”. قلت:

نحن نعرف الأساطير، الأساطير الهوليوودية بخصوص صورة العرب. لقد ورثنا الصورة العربية من الأروبيين أساساً. منذ قديم الزمان، ربما كان ذلك قبل 150 أو 200 عاماً، كان البريطانيون والفرنسيون الذين يسافرون إلى الشرق الأوسط والذين لم يسافروا إلى الشرق الأوسط كانوا يستحضرون صور العرب في شكل “الآخر الشرقي”. وقد نجح الرسامون والرحّالة الكتاب في فبركة هذه الصور… فقد ورثناها عنهم. تقبلنا هذه الصور، وجملناها، وها نحن.

“في بالنا، هناك صورة خيالية لما نسميه “الأرض العربية“، وكأنها ذلك المكان الأسطوري”.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هذه الصورة هي كالتالي: هناك موسيقى تنذر بالسوء في الخلفية، راقصات شرقيات يرقصن، رجال أصحاب سلطة يحطون من قدر النساء، وأشرار يقومون بأشنع الأفعال لإرهاب ضحاياهم في “الأرض العربية“، كما شرحت. هل هذا لا يزال يعتبر صحيحاً؟
شاهين: هذا الأمر صحيح اليوم كما كان منذ ما مضى. الصورة لا تزال هي ذاتها. دائماً ما تبدأ مع الصحراء. أما الأحداث فربما تغيرت. فبدل الجمال، بات لدينا الدبابات – اختلف نوع السلاح. وبالنسبة للشخصيات لا تزال هي نفسها، غير أنه وبدلاً من البدو الذين يتصرفون كالمتوحشين، صار لدينا أشرار لا يمارسون سوى الشر.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل بدأت هذه الصورة مع قصص الأساطير؟
شاهين: لا بد وأن الأساطير، لا سيما “الليالي العربية“، كان لها يد في ذلك… لكن في السنوات الخمسين الأخيرة، صارت صورة النزعة الانتقامية أقوى.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي أبرز القصص المقتبسة التي عانت من التشويه والتحريف والتصوير السلبي؟ شاهين: قصة علاء الدين هي أبرز مثل كلاسيكي. إذا نظرنا إلى النسخ المختلفة لأغنية الصحرا في الأعوام (1929، 1942، 1953)، أصبح صورة العرب أنهم باتوا أكثر نزوعاً إلى الانتقام. أما إذا نظرنا إلى النسخة الأولى لسارق بغداد نرى أنها كانت رائعة. النسخة التالية هي تقريباً في نفس المستوى. إذا شاهدنا فيلم “الملك ريتشارد والصليبيين” بطولة ركس هاريسون الذي يلعب دور صلاح الدين، ثم نشاهد فيلم “مملكة الجنة” (حيث يلعب غسان مسعود دور صلاح الدين)، سنفضل مشاهدة فيلم “الملك ريتشارد والصليبيين” – فهو فيلم أفضل، وفيلم رائع، لكننا لا نرى ذلك فحسب.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لكن الأفلام عادةً ما تبتعد عن قصة الأسطورة الأساسية. ما هي المشكلة مع الأساطير الشرقية تحديداً؟
شاهين: صناع الأفلام في هوليوود يجملون الأسطورة كي تعجب الجماهير الغربية، فيضخمون أفعال الأشرار فيها. ثم يجعلون الأبطال غربيين بقدر المستطاع. منذ بضع سنوات، أصدرت شكرة دريم وركس فيلم سيندباد ولم تضمنه أية إشارة إلى أنه كان عربياً. كان بإمكانه أن يكون أي أحد.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما السبب في ذلك؟ هل هي استراتيجية سياسية؟
شاهين: السياسة والمال.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ألا يبدو أن العرب يستمتعون أيضاً بهذه الصور؟ فيلم علاء الدين لم يلق نجاحاً فقط في أميركا…
شاهين: لقد اعتادوا على صورتهم النمطية. حين يكون الفيلم ممتعاً، نقول: “كم هو رائع”. ينص جزء من عملي، وهو أمر ليس باليسير، أن أعلم العرب والمسلمين على رؤية هذه الصورة. هناك أغلبية لا تستطيع أن ترى أو أن تفهم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هناك الكثير من الممثلين من أصول عربية يحاولون الوصول إلى هوليوود. ما هي نصيحتك لكل من لا يدركون جيداً كيف يمكن لأدوارهم أن تروّج أكثر للصور النمطية؟
شاهين: اقبلوا الدور ولكن حاولوا أن تستغلوا تأثيركم في موقع التصوير، للتقليل من حدة بعض الحوارات النمطية. الممثل مضطر إلى قبول الدور. إن لم يقبله، سيقوم به أحد غيره.

أنا على علاقة وثيقة بـ أحمد أحمد ولقد ناقشنا هذا الأمر مع ممثلين أميركيين من أصول عربية. نحن متفقين حول هذه القضية تحديداً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هناك اهتمام متصاعد بالمحافظة على القصص الخرافية الخليجة والعربية. ما هي نصيحتك لصناع الأفلام الحريصين على حماية تاريخهم؟
شاهين: يجب أن تتعاملوا مع كتاب سينمائيين جيدين… فكل الأمور تبدأ مع النص السينمائي الذي يحدد نجاح أو فشل الفيلم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف أصبحت كاتباً جيداً؟
شاهين: تعلمت من كتّاب آخرين ومن أفلام أخرى، واستمريت بالكتابة وإعادة الكتابة. أعيد الكتابة مراراً وتكراراً – تلك هي حياتي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: عمري 18 عاماً وأعيش في الدوحة، وأتوق كي أصبح صانع أفلام. ما الذي تنصحني به؟
شاهين: يجب أن تعمل وتعاني من كثرة العمل. الأمر الجيد الوحيد للمعاناة في الدوحة هو الطعام الجيد.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي ترغب بأن تراه يتحقق بعد 10 سنوات؟
شاهين: أحب أن أرى الأميركيين من أصول عربية يقصدون السينما دون أن يقلقوا بشأن ما سيرونه من تشويه لصورتهم.

blog comments powered by Disqus