المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: كريم صفي الدين

20 ديسمبر 2011

أول وظيفة تسلمها كريم صفي الدين كانت في ميراماكس فيلمز في نيويورك، حيث عمل في قسم المبيعات الدولية. أما ما عاد به إلى موطنه لبنان بعد عامين، فكان مشروعاً رائعاً للمتعهد الشاب، الذي درس القانون والادارة وأدارة الأعمال السينمائية، في شهادتين حاز عليهما. يمتلك سبع سنوات من الخبرة في مجال الترفيه والاعلام، وقد عاد إلى بيروت لتدشين cinemoz.com، وهو موقع خدمة فيديو حسب الطلب (VoD) مخصص للعالم العربي.

هذا الموقع يعرض ويروّج للأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة التي تنتجها المنطقة، في أي زمان ومكان، مجاناً.

صفي الدين، اللبناني-الفرنسي الجنسية، هو رئيس الشركة ومسؤول قسم مشتريات المحتوى فيها.

وقد قطع شوطاً طويلاً منذ أسس عمله الأول، وهو برنامج للفيديوهات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، خلال فترة دراسته القانون في جامعة السوربون. ومن المحتمل جداً أن يكون العام 2012 عام نجاحه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت المؤسس والمدير التنفيذي لسينيموز. وهو موقع لقبه الاعلام بـ “هولو الشرق الأوسط”. ما هي سينيموز؟
كريم: سينيموز هي خدمة إلكترونية للفيديو حسب الطلب.
دشّنا الموقع في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2011 بنسخته التجريبية الثانية (بيتا)، وهو يعرض كل ما يتعلق بمجال الترفيه في العالم العربي، حيث بإمكان الجمهور مشاهدة أفلام ومسلسلات عالية الجودة، في أي وقت وأي مكان، مجاناً، مع إمكانية التفاعل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: اسم الموقع جميل، ما هو مفهومه، وما الذي تقدمه للمنطقة؟
كريم: الفكرة هي أن يتمكن الجمهور في العالم العربي من العثور والاستمتاع بأفلامهم ومسلسلاتهم العربية المفضلة. لذلك ابتكرنا هذه التجربة الالكترونية، حيث يتمكن متصفحو الانترنت من الاستمتاع بالأفلام الرائعة التي يحبونها، بحسب قوة وسرعة الانترنت الذي يشترك فيه كل واحد منهم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تختلف فيه هذه الخدمة عن هولو، ومن هو الجمهور الذي تستهدفه؟
كريم: سينيموز تستهدف الجمهور العربي، وتتيح المحتوى العربي فقط. وذلك لا يشمل فقط عملية أرشفة واسعة، إنما أيضاً بناء الموقع بأكمله وتجربة متصفحيه باللغة العربية، من أجل الناطقين باللغة العربية. وهذا يجعل منها تجربة مميزة وفريدة، متخصصة بثقافة هذه المنطقة، والتي يمكن للعرب أن يتآلفوا معها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لا بد أن المحتوى الذي تختار منه كبير جداً. كيف تختار أفلامك؟
كريم: حتى الآن كانت تجربة معرضة للكثير من الظروف المتغيرة. فنحن نقوم بطلب المواد عبر صفقات مع الشبكات الكبرى، ويحصل ذلك عبر اتفاقيات مباشرة مع المخرجين. إن العملية أشبه بالبحث عن وتحديد موقع الجواهر والأفلام الرائعة التي بات من الصعب العثور عليها، وتلك كانت مهمة صعبة. لكن، مرة أخرى، هذا جزء من المستوى النوعي الذي ننشده في الخدمة التي نقدمها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من البديهي استنتاج كم سيكون هذا الموقع ممتعاً للمستخدمين. ما الذي يمكن أن يستفيده منه صناع الأفلام؟
كريم: بالنسبة لصناع الأفلام، سينيموز تعد قناة توزيع جديدة، تحمل في طياتها إمكانية توفير العوائد المالية ومزيد من الانتشار. فبعد أن تحصل الموافقة على عرض المواد، يتوفر الفيلم أو المسلسل مباشرة على الموقع، وعملية العثور على هذه المواد سهلة. ويتلقى أصحاب ملكيتها نسبة من عائدات الاعلانات التي تعرض على موقع سينيموز، ضمن الأفلام.

بالاضافة إلى ذلك، ابتكرت سينيموز طريقة فريدة من نوعها لتوفير فرصة التفاعل للجمهور، كي يتمكن كل متصفح من مشاركة تجربته مع الأصدقاء. فقد عمدنا إلى إدماج فايسبوك في الموقع، وابتكار طرق جديدة للمشاركة (كالقدرة على مشاركة مشهد من الفيلم الذي تشاهدونه، مع الأصدقاء) . نظام هذه الخدمة مصمم خصيصاً كي يتم انتشار المحتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: الجمهور العربي معتاد على نوع معين من الأفلام، كيف تخطط للترويج للأفلام المستقلة؟
كريم: من المعروف أن عدداً قليلاً من الأفلام الضخمة هي التي تحصد عدد المشاهدات الأكبر، في صالات السينما، أو أقراص الدي في دي، أو على الانترنت. وعلى الرغم من هذا الواقع، تم تأكيد أن عدداً آخر لا بأس به من الناس، يبحث عن أفلام نخبوية أو أقل شهرة. سينيموز مصممة خصيصاً من أجل عرض أفلام رائجة، وأخرى مستقلة من الممتع اكتشافها، ومشاهدتها ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. سنعمل بطريقة تحقق التوازن ما بين الانتاجات الصغيرة وتلك الضخمة، حيث سنتيح للنوعين المستوى ذاته من الترويج.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي الصعوبات التي تواجهكم؟
كريم: الصعوبة الأساسية هي الثقافة المحلية والاقليمية. وكمثال على ذلك، من الصعب أن نجد ونحافظ معنا على المواهب ذات المؤهلات العالية، لا سيما في لبنان، حيث نسبة هجرة الأدمغة عالية جداً، وحيث الأشخاص فقدوا شهيتهم على الدخول في مغامرات، كما في سيليكون فالي. لكن، بمساعدة شركات كـ “سيكينس“، ومع الوقت، من الممكن جداً بناء فريق عمل ذو مستوى عالمي.

أما الصعوبة الأخرى، هي في إقناع المساهمين السينمائيين، بأن الاقبال على مشاهدة المحتويات الالكترونية عالية الجودة كبير، وأن ما نجح في الغرب، يمكن أن ينجح في هذه المنطقة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل هذه الفكرة هي ما دفعك للرجوع إلى الشرق االأوسط؟
كريم: بعد أن عملت في الصناعة السينمائية بأميركا، وبعد أن رأيت النجاح الكبير الذي أحرزته مواقع خدمة الفيديو حسب الطلب كموقع هولو، شعرت برغبة كبيرة بخوض مغامرة العودة إلى الديار وتأسيس شركة تقدم خدماتها لهذه المنطقة. وقد كان طبيخ والدي هو الذي شجعني للعودة النهائية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تهانينا على تدشين الموقع في مهرجان دبي السينمائي 2011. كيف ترى تطور سينيموز في المستقبل؟
كريم: أراه ضخماً وسريعاً! نحن نعلق آمالاً كبيرة على سينيموز، ونركّز على توسيع مكتبتنا السينمائية، وتوفير أفضل تجربة للمتصفحين. نخوض مفاوضات مع مستثمرين وشركاء محتملين، بينما نتحضر لجولة جديدة للبحث عن تمويل يسمح لنا ببلوغ أهدافنا الطموحة، والتي ليست أقل من تغييروجه الصناعة السينمائية برمتها.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما أكثر ما يلهمك؟ وما الذي تود قوله لقرائنا؟
كريم: أن تكون متعهداً هو أمر صعب، والتعب فيه يفوق المنظر الساحر الذي يبدو عليه من الخارج. أن تبدأ شركة في هذه المنطقة من العالم أمر أصعب. لكن، لا شيء أجمل من لذة الشعور الذي ينتج عن بناء شيء من الصفر، يحبه الناس ويحدث فرقاً في حياتهم. لطالما ظننت أن مجال التعهد مرتبط بالانتاج السينمائي: الفكرة التي تتحول نصاً، ثم العثور على فريق العمل كالمخرج، والممثلين وفريق التصوير، فنكون سعداء بعد جمعهم سوياً وبدء العمل، وبهذا يتلخص عمل المنتج أساساً. لم أستطع فعل كل ذلك بدون موسيقى. أنا مؤمن فعلياً بأن اختيار موسيقى تصويرية ترافقك يوماً بيوم، يمكن أن تساعدك في تخطي كل الظروف. أنصح الجميع بهنري مانشيني.

blog comments powered by Disqus