المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: لودميلا تشفيكوفا

20 سبتمبر 2011

تحمل لودميلا تشفيكوفا شهادة ماجستير من جامعة أمستردام وكومينيوس في براتيسلافا، بالاضافة إلى ديبلوم أوروبي في إدارة المشاريع الثقافية. وهي تعمل مبرمجة لمهرجان روتردام السينمائي منذ العام 1997، مستكشفة العديد من المواهب والقائمة على اختيار الأفلام المشاركة من أوروبا الشرقية ومنطقة البلقان، وإيران، وتركيا واليونان والشرق الأوسط. نظمت لوديميلا ورعت العديد من النشاطات والبرامج والمعارض الثقافية في هولنده ودول أخرى، كما تعاونت مع متحف الفن الحديث في نيويورك حول برنامج معارض الموجة الفنية الجديدة التشيكوسلوفاكية. عملت لودميلا في السابق مستشارةً للعديد من المهرجانات الدولية (كارلوفي فاري، لوكارنو وساراييفو)، كما عملت مدة عاميْن مديرة فنية لبرامج مهرجان الفن السينمائي في موطنها سلوفاكيا. كما قدمت استشارات لمهرجان المشمشة الذهبية السينمائي في أرمينيا ومهرجان براتيسلافا السينمائي الدولي في سلوفاكيا. منذ العام 2008، تعمل قائمةً على اختيار الأفلام المشاركة في مهرجان أنونيمال الروماني السينمائي الدولي. لودميلا هي أيضاً عضو لجنة هوبرت بالس للتمويل، وتعمل على استكشاف المواهب الجديدة والأفلام التي تستحق التمويل لحساب صندوق التمويل هذا، وأيضاً سينمارت، وهما جزء من مهرجان روتردام السينمائي الدولي. بالاضافة إلى عملها كمستشارة ومنظمة، تكرّس وقتها للترجمة وأحياناً للكتابة. تملك لودميلا تجربة تحكيم واسعة في المهرجانات السينمائية الدولية، بالاضافة إلى خبرة في تقديم الاستشارات في العديد من المجالات السينمائية. في العام 2011، التحقت لودميلا بمؤسسة الدوحة للأفلام، وتسلّمت منصب المسؤولة عن برمجة الأفلام الدولية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: في عملك كمبرمجة، ما الذي تبحثين عنه في عملية اختيارك للأفلام؟
لودميلا: إن برمجة المهرجانات عملية معقّدة، لا تقتصر فقط على مشاهدة الأفلام والموافقة أو رفض الأفلام المتقدمة للمشاركة. يجب أخذ عوامل كثيرة في عملية الاختيار، منها سياسة المهرجان الدرامية، والجماهير المستهدفة وخلفياتها الثقافية، والرسالة التي يرغب المهرجان بإيصالها، محلياً ودولياً. إن عدد المهرجانات السينمائية في العالم في ازدياد مضطرد، لا سيما خلال العقد الأخير ، وكل مهرجان له طابع مختلف. بعضها يشترك في بعض خصائص البرمجة، والبعض الآخر قد يتشارك فيها كلها. بشكل عام، يحاول القيمون على المهرجانات تقديم أفضل نوعية سينمائية للجماهير ، في أماكن لا تحظى بتوزيع جيد للأفلام. لا أقصد هنا أفلام الترفيه التجارية العادية، بل أقصد السينما العالمية التي تكتب بطريقة أو بأخرى تاريخ السينما. لحسن الحظ، بالطبع، بعض هذه الأفلام يحظى بالتوزيع، لكن بات الأمر صعباً جداً بالنسبة للكثير من صناع الأفلام. توجد الكثير من النظريات التي تتناول ظاهرة زيادة عدد المهرجانات السينمائية في العالم. فالبعض يعتقد أن أهميتها تتلخص في تأمين “توزيع بديل” أو تشكيل منبر يعرض أفلاماً للناس. أما بالنسبة لآخرين، فالهدف من المهرجانات هو تنظيم برنامج مؤلف من أفلام قوية ولقاءات بين السينمائيين لتأمين سبل التعاون المشترك، حيث يتمكن صناع الأفلام من عرض أعمالهم، وفي الوقت ذاته، إبرام الاتفاقيات السينمائية، لتوزيع أعمالهم في مختلف الأسواق. ولهذا قلت إن اختيار الأفلام للمشاركة في المهرجانات خاضع بقوة لعوامل عدة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تختلف معايير اختيار الأفلام من مهرجان إلى آخر؟ وما الذي تبحث عنه مؤسسة الدوحة للأفلام؟
لودميلا: حين كنت طالبة في أمستردام، عملت في مسرح بيت الفن كريتيريون، حيث كانت عملية البرمجة مختلفة كلياً عن مهرجان روتردام السينمائي الدولي، حيث عملت مبرمجةً لمدة 15 عاماً. وإلى جانب البرمجة العادية، كانت هناك مساحة للبرمجة ذات الطابع الخاص، وهي أكثر ما يحبه المبرمج! إن انضمامي إلى مؤسسة الدوحة للأفلام والعمل في مهرجان الدوحة ترايبكا للمرة الأولى،هو تجربة وضعت أمامي الكثير من التحديات. لقد جلت في أنحاء المؤسسة والمدينة، وبحثت في الثقافة القطرية… على الرغم من أنه لم يكن أمامي متسع من الوقت هذا العام، أنا أحاول أن أفهم أذواق الجمهور المحلي. المديرة التنفيذية أماندا بالمر تعمل في المهرجان منذ بدايته، وثقافة البلد مألوفة بالنسبة لها، لذا فقد ساعدتني كثيراً في هذه الرحلة. لا يجب أن ننسى أن هذه هي فقط بداية الرحلة، وآمل أن يستسيغ الجمهور مهرجان الدوحة ترايبكا ونتمكن من فهم بعضنا البعض أكثر كل عام. كما أنه من الهام أن نفهم أن مهرجان الدوحة ترايبكا تابع لمؤسسة الدوحة للأفلام، ويستمد استراتيجيته وسياسته الدرامية منها. وإلى جانب عرض وتقديم الأفلام العربية الجديدة (شاركت مؤسس الدوحة للأفلام في دعم الكثير منها)، نحاول أيضاً عرض الأفلام العالمية الجديدة في الدوحة. وبذلك يكون لدينا مزيج رائع من السينما والانتاجات الضخمة، والأفلام العائلية والرياضية، و إبداعات فنية، وأفلام وثائقية إبداعية- العديد منها يتناول قضايا البشر المعاصرين. لذلك نسعى لأن يتضمن المهرجان مزيجاً من السحر، والترفيه والتعليم، وأمور أخرى كثيرة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي يميّز مجموعة الأفلام المختارة لهذا العام عن المهرجانين السابقيْن؟
لودميلا: ليس باستطاعتي الاجابة، لأنني كنت في العام الماضي مجرّد ضيفة في المهرجان، ولم أكن مشاركة في عملية البرمجة. لكن أبرز ما يميّز السنة الثانية لولادة مؤسسة الدوحة للأفلام، هي عملية تمويل الأفلام والتعليم ومهرجان الدوحة ترايبكا. كل هذه تؤلف هدف المؤسسة الذي يشمل دعم وتطوير الصناعة السينمائية في المنطقة، وإحضار الأفلام الهامة إلى الدوحة. كما ذكرت سابقاً: إن السعي لتحقيق هذا الهدف، عملية مستمرة لا تتوقف، وأنا سعيدة وفخورة بكوني جزءاً منها. إني أتطلع لتطور المهرجان وعملية البرمجة والمؤسسة خلال العامين أو الثلاثة القادمة.
مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تختارين أفلام المهرجان؟ هل تستعينين بأفلام المهرجانات الأخرى؟
لودميلا: نعم، يسافر المبرمجون ومستشارونا إلى المهرجانات الأخرى، يشاهدون الأفلام ويتحدثون إلى صناع الأفلام، والمنتجون ومندوبو المبيعات. كما إننا نتبع طريقة أخرى في عملية البحث: نقرأ المجلات السينمائية والفنية المتخصصة، ونبحث عبر الإنترنت وكذلك القراءات الأدبية. من المهم جداً ألاّ نتوقف عن تثقيف الذات. إن ما نقوم به هو عملية طويلة الأمد، لأنه منذ نشأة صناعة الأفلام، والتكنولوجيا وفنون السينما وجمالياتها في تطور مستمر.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تقدمت أفلام جيدة كثيرة للمشاركة في المهرجان، لكن الاختيارات محدودة جداً، كيف تحددين أولويات الاختيار؟
لودميلا: يبدو الأمر صعب جداً في بعض الأوقات، لكن هناك عوامل عديدة يتم الاختيار على أساسها. يجب ألا ننسى أن مدة المهرجان قصيرة نسبياً (4 أيام) يعرض خلالها عدد ضئيل من الأفلام (قرابة 40 فيلماً). إن عملية اختيار الأفلام المشاركة هي عملية محيّرة جداً، خاصةً وأننا ننجز هذه العملية في وقت قياسي آخذين بعين الاعتبار كافة الظروف المحيطة سالفة الذكر. كما أننا نناقش مع فريقنا في الدوحة اهتمامات الجمهور، فيجب ألا ننسى أنه من أولويات المنظمين والمخرجين الحصول على جماهير شغوفة بالسينما. كما أنني أتابع برامج المؤسسة على مدار السنة، وأعتقد أن هذا الأمر يغني برنامج المهرجان، ويوسع آفاق جماهيرنا في الدوحة في الوقت عينه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي أتى بك إلى قطر؟
لودميلا: الفضول وحب التحدي! أرغب في نقل خبرتي على مدى 15 عاماً إلى هذا المكان. كما أنني أتطلع للتعرف على ثقافة قطر ودول المنطقة ككل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل يوجد نوع خاص أو أسلوب خاص لأفلام هذا العام؟
لودميلا: هذا العام ستكون مسابقة الأفلام العربية حماسية جداً، بعد أن قسمناها إلى فئة أفلام روائية وأخرى وثائقية. وآمل أن يستمتع الجمهور بها ويقدّرها. أمّا بالنسبة لفئة الأفلام العالمية، فهناك العديد من الأفلام المثيرة لمخرجين معروفين، فضلاً عن مواهب صاعدة من مختلف أصقاع الأرض، أنواع أفلام مختلفة ومزيج غني سوف يقدم إلى مشاهدينا فكرة عمّا يجري اليوم على الساحة السينمائية العالمية. وبالحديث عن الموضوعات، يمكنني أن أفصح عن بعضها، كقضايا العالم المعاصر، المرأة خلف الكاميرا، المرأة في عين الحدث، الهجرة، الرياضة، العائلة وسير الحياة، بالإضافة إلى العديد من الموضوعات الأخرى…

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي ألهمك لاختيار مهنة تنظيم المهرجانات؟
لودميلا: إن السينما هي عشقي الأبدي! في بلدي الأم تشيكسلوفاكيا، سنحت لي الفرصة أن أتربى على موجة جديدة من الأفلام الخالدة في الستينات، وكنت أيضاً من عشاق السينما البولندية. لاحقاً عملت في ستوديو السينما السلوفاكية كوليبا ، وبعد الانتهاء من دراساتي اللغوية بجامعة كومينيوس في براتيسلافا، انتقلت لدراسة النظريات السينمائية في جامعة أمستردام. أعتقد أن مهنة البرمجة تتضمن عشقي للسينما، للثقافة، والناس، واللغات، والسفر وغيرها…

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي رسالتك لجيل صانعي الأفلام الجدد؟
لودميلا: جميعنا يعلم مدى صعوبة الحصول على التمويل لأفلام المخرجين الناشئين، لكن أحلامنا تستحق العناء! أثناء عملي في مهرجان روتردام الدولي، كنت مشاركة أيضاً في “صندوق هوبرت بالس لتمويل الأفلام“، الذي كان يساعد في توجيه المخرجين الشباب أثناء عملية صناعة أفلامهم الجديدة، وذلك من خلال تبادل الأفكار وإعطاء الفرصة لهم لعرض أفلامهم خلال المهرجان. وهذا ما أطمح إلى تحقيقه في مؤسسة الدوحة للأفلام، لكي أشهد على تطور السينما الجديدة في منطقة الخليج والمنطقة العربية ككل. وأعتقد بأن الوقت مناسب جداً، فالربيع العربي سيولد بالطبع طاقات سينمائية جديدة!!

blog comments powered by Disqus