المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: ريا مدين المعروفة أيضاً برنا علم الدين

13 ديسمبر 2011

آخر مشاريعها، دور في فيلم “سكس أند ذا سيتي 2“، ودور في المسلسل الدرامي التلفزيوني “ذا يونغ أند ذا رستلس“، بالأضافة إلى ظهورها في “سي أس آي: ميامي، ريزولي وآيل“، بالاضافة إلى برنامج “تاتش” الجديد على شاشة فوكس، من بطولة كيفر ساذرلاند.

قدّمت البرنامج العربي الشهير “ميشن فاشن” وظهرت في الفيلم اللبناني الأول الذي سجّل نجاحاً كبيراً على شباك التذاكر. لعبت أيضاً دور البطولة في المسرحية الشهيرة لنضال أشقر “تصطفل ميريل ستريب” التي عرضت في كل من باريس وبيروت.

ريا مدين، واسمها الأصلي رنا علم الدين، هي السفيرة الثقافية للمركز المشرقي في لوس أنجلوس، ويتلخص دورها في المساعدة على زياردة التوعية، ودحض الصور النمطية، وسد الثغرات ما بين أميركا والشرق الأوسط، من خلال الفن ومجال الترفيه.

يتم حالياً النظر في النص الذي كتبته “نساء البرقع” للمشاركة في ورشة كتّاب السيناريو التي ينظمها معهد ساندانس السينمائي.

عاشت مدين في ثماني دول مختلفة، وتجيد تحدث خمس لغات بطلاقة.

تفخر بكونها فنانة عربية وإنسانة في هذا العالم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: نحن متأكدون من أن العديد من الممثلات الصاعدات في الشرق الأوسط تتحرقن شوقاً لمعرفة كيف وصلتي للعب أدوار في هوليوود؟ كيف بدأ كل شيء.
ريا: كنت أعيش في لبنان وأعمل مقدمة، ومراسلة وكاتبة في قناة أوربت، لكني لم أكن أشعر بالرضى. كنت أحلم بالانتقال إلى هوليوود وأدخل في مجال التمثيل، لكني شعرت أن هذا الحلم بعيد المنال وطموح جداً، وعليّ أن أتقبل واقع أنه لن يتحقق. ثم شجعني خطيبي حينها، إيلي كرم، وهو حالياً زوجي، على أن أتبع أهوائي. قال لي أن أحزم حقائبي، وأنه سيحجز لي تذكرة سفر، ويدعمني بكل طريقة ممكنة، حتى لو عنى ذلك أنه سيشتاق لي كثيراً، حين نكون على مسافة قارات. انتقلت إلى لوس أنجلوس وبذلت جهداً كبيراً في العمل. هوليوود هي عبارة عن نظام، وإن لم تكن لديك فيها علاقات، فيجب أن تبدأ بشكل متواضع كالجميع. حضرت حصصاً دراسية، وتمرّنت، وخضعت لتجارب أداء في مشاريع صغيرة، ثم تمكنت من الحصول على بطاقة عضويتي في نقابة الممثلين، ثم بات لدي مديراً ووكيل. بدأت بتطوير مهنتي وعلاقاتي. لكن الأهم، بدأت في اكتشاف من أكون، وبأني لا أؤمن بالاستسلام.

مؤسسة الدوحة للأفلام: تبدو رحلة متعبة لكن شيّقة. هل واجهتك أية صعوبات في الحصول على الأدوار، كممثلة عربية-أميركية، وكيف تمكنت من تخطّي صورتك النمطية؟
ريا: أولاً انتقلت إلى لوس أنجلوس عام 2002، وهذا يعني أن تفجيرات 11 سبتمبر كانت لا تزال حديثة العهد. لذا كان تسود الكثير من قلة المعرفة، وبالتالي الخوف من “الآخر”. الأدوار الوحيدة التي كان يلعبها العرب في هوليوود كانت أدوار الارهابيين، أو النساء المضطهدات المتحجبات. قرّرت أن أجرّب وأختبر: غيّرت اسمي الحقيقي رنا علم الدين إلى اسمي الفني ريا مدين. وحين رأى مدراء الكاستينغ، والمخرجون والمنتجون أن اسمي غريب، لكنه ليس حصراً على دين معيّن، تمكنت من الحصول على أدوار عديدة، منها دور امرأة فرنسية-إيطالية، أو أدوار نساء عربيات، حتى أني لعبت دور أميركية أصلية في سي أس آي: ميامي. ومع ذلك، لا أدعو الممثلين العرب الصاعدين إلى تغير أسمائهم على الاطلاق. يحزنني أنني اضطررت لتغيير اسمي، لكني أشعر أني اتخذت القرار الصحيح، بسبب الاطار الاجتماعي والسياسي الذي وُضعت فيه.

الآن، لحسن الحظ، هناك درجة أكبر من الوعي، والحشرية لمعرفة المزيد عن العرب في هوليوود، ولا أظن أن تغيير الاسم ضروري بعد الآن. وبفضل شكلي الخارجي، وقدرتي على تكلم الأسبانية، لعبت الكثير من الأدوار اللاتينية. رنا تعني ضفدع بالأسبانية، لذا بإمكانك التخيّل ماذا كان يعني أن أشارك في تجربة أداء وأنا أعلم ذلك. أما بالنسبة لكسر الصورة النمطية، أنا أيضاً أعمل سفيرة ثقافية لمؤسسة رائعة في لوس أنجلوس اسمها المركز المشرقي الثقافي، الذي يحمل على عاتقه دحض الصور النمطية حول الشرق الأوسط في أميركا من خلال الفن والترفيه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تصفين تجربة التمثيل في “سكس أند ذا سيتي 2“؟
ريا: كانت تجربة ساحرة ببساطة. كنت من أشد المعجبين بالمسلسل. شاهدت كل حلقات المواسم، وكنت أحفظ الكثير من الحوارات عن ظهر قلب. إنه ظاهرة ثقافة البوب ذو مكانة عالية تتجاوز المتعارف عليه. لقد اخترق الحدود، وفتح العقول، ومكّن الرجال والنساء على حد سواء. أمضيت ثلاثة أسابيع في المغرب مع البنات والفريق، وقد كان فترة رائعة. كنّ رائعات، لا سيما سارة جسيكا وكيم. أس جاي هي أكثرهن تواضعاً، وألطف فتاة على الكرة الأرضية، وكيم هي تجسيد الأناقة والذوق الرفيع. المخرج والمنتج أيضاً رجلان لطيفان، ومن أكثر المبدعين الذين التقيت بهم في حياتي، وأشدهم كرماً. أعلم أن فيلم SATC2 أثار جدلاً كبيراً، وأن الكثير من العرب وجدوه مهيناً. حين عرض علي دور أنيشا، قرأت دوري فقط. ولم يكن النص السينمائي الكامل متوفراً للحفاظ على السرية. ورأيت أن الدور فيه الكثير من الفكاهة، وأظهر فخر النساء بإرثهن العربي وانفتاحهن أيضاً على الثقافة الغربية؛ أنيقات، محبات للفكاهة، تتحلين بالكثير من الأنوثة. كان تصويره ممتعاً جداً.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تشعرين بأن الممثلين من الشرق الأوسط لديهم فرصة أكبر للظهور على ساحة السينما العالمية؟ أين هو المكان الأفضل للبدء؟
ريا: الممثلون الشرق أوسطيون لديهم بصمتهم. السنوات العشر القادمة ستكون ممتازة للمثلين وصناع الأفلام من الشرق الأوسط. نحن نسير على درب قمة إبداعنا، وإنسانيتنا والتعبير الفني والثقة بفرادتنا. تدعمنا في هذه المسيرة مهرجانات سينمائية حديثة في المنطقة، كما =يقوم بعض المستثمرون العالميون بطرق باب رواد الفن والمؤسسات الفنية في منطقتنا.

أما المكان الأفضل للبدء، فللأسف، ليس هناك وصفة جاهزة. فكلنا نختلف عن بعضنا البعض، وعلى كل واحد منا أن يجد نفسه وطريقه الخاص. نصف المعركة التي نخوضها في هذا المجال تكمن في معرفة حقيقتنا، وما نريده فعلياً. في حالتي أنا، تركت بيروت عام 2002 حين لم يكن هناك أساس لأية سينما لبنانية، وانتقلت إلى هوليووود وبدأت العمل هناك. الآن أقضي وقتاً أطول في الشرق الأوسط لأني متعطشة للمشاركة في القصص الحقيقية، والقضايا وأصوات العالم الذي أنتمي إليه. لدي أمور أود قولها، لا أستطيع قولها في هوليوود. مفتاح النجاح في هولييود أو الشرق الأوسط، هو أن نحدد ماذا نريد، والبدء بمشاريعنا الخاصة، بدلاً من انتظار الآخرين لمنحنا فرصة عمل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: مثلت أيضاً في فيلم “البوسطة” اللبناني وقدمت برنامجاً تلفزيونياً. هل لديك مشاريع أخرى ناطقة بالعربية؟
ريا: “البوسطة” كان أول فيلم روائي عربي أمثل فيه، وحين قدمت برنامج “ميشن فاشون“، كان علي أن أقرأ بالعربية، مباشرة وأمام الملايين من المشاهدين، علماً أني لم أدرس اللغة العربية في حياتي. مشاريعي الناطقة بالعربية هو فيلم عنوان “نساء البرقع“، وهو فيلمم من تأليفي وسأمثل فيه أيضاً. إنه يروي قصة بطلة أكشن عربية. الآن أقسم وقتي ما بين لوس أنجلوس والشرق الأوسط، وأقابل كتّاب موهوبين وصناع أفلام، وأتطلع للعمل في أفلام هادفة، تعبّر عني كامرأة وفنانة عربية. أنا منفتحة جداً على العمل باللغة العربية، وأدعم السينما العربية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تتدبرين حياتك ما بين دورك كصانعة أفلام، وممثلة وأم؟
ريا: الأمر صعب، لكنه أيضاً فرصة لي كي أكتشف الأمور التي تعني لي حقاً في الحياة وأركّز عليها. لقد حالفني الحظ كثيراً، لأني حظيت بالكثير من المساعدة والدعم. حتى بلغ ابني ستة أشهر، تمكنت من التمثيل في برنامج جديد، وكتابة نص سينمائي، والمساهمة في القضايا التي تعني لي كثيراً، كمهرجان “صوت المرأة الآن“، لصانعات الأفلام المسلمات. لكني دائماً أواجه حقيقة أن كل شيء لا يجب أن يدور حولي فقط، وأن الأهم هو صالح ابني وانسجام عائلتنا الصغيرة، بدلاً من رغباتي النرجسية. إن الأمر يشبه الرقص، وأحاول دوماً الموازنة والاستمتاع بدورة الحياة والتغيرات التي تطرأ.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تطورت السينما العربية في السنوات الأخيرة الماضية؟
ريا: لقد أحرزت السينما العربية نقلة نوعية، وأرها تدخل في عصر نهضتها. عدد صناع الأفلام العرب الذين باتوا يعبرون بكل جرأة عما في داخلهم بطريقة إبداعية، دون خوف من حكم الناس أو الرقابة، في زيادة. هناك الكثير من جمال الصورة، والأمور الشاعرية، بالاضافة إلى القضايا الهامة. أتوقع المزيد من كل ذلك، وأنا متحمسة لأن نشارك جميعنا في هذه العملية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: حضرت مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي هذا العام. ما الذي علق بذهنك؟
ريا: أحببت فيلم “الشوق” لخالد الحجر، الذي اكتشفت فيه الممثلة العربية الجديدة المفضلة لدي: سوسن بدر. استمتعت بلقاء بعض الأصدقاء القدامى، والتعرف على أشخاص جدد، والاحساس بنبض السينما العربية اليوم. كنت فخورة بالمهرجان لأنه كان على قدر الصورة التي تروج عنه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي رسالتك للمثلين الشباب الصاعدين في المنطقة؟
ريا: اعرفوا أنفسكم… يجب أن تحاولوا تحقيق حلم التمثيل للأسباب الصحيحة، وليس رغبةً بالشهرة والثروة. حاولوا تطوير أنفسكم كأشخاص على جميع المستويات: المستوى الروحاني والشاعري، والثقافي والعلمي. هذا سيجعل منكم ممثلين أفضل. تخلصوا من الخوف، الذي لا ينبع سوى من عقولكم، ويكون عدوكم الأسوأ إذا لم تتحرروا منه.

مؤسسة الدوحة للأفلام: من أين تستمدين إلهامك؟
ريا: أستمد إلهامي حين أكون في حالة نشوة واضحة. يمكن أن تكون نشوة جراء الكتابة، أو الرقص، والتأمل، أو الصلاة، أو التمثيل. الموسيقى أيضاً تلهمني. الكفاح الفلسطيني السلمي من أجل العدالة والكرامة، يلهمني. النظر إلى وجه ابنتي، والتفكير: من أنت ومن أين أتيت؟ يهلمني. فنانو الشارع الذين يتسللون ليلاً للرسم على الجدران، دون البحث عن أي ضوء يسلط عليهم، يلهمونني.

blog comments powered by Disqus