المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما : سلافة حجازي

17 يناير 2012

سلافة حجازي هي كاتبة، منتجة، ومخرجة مسلسلات رسوم متحركة للأطفال. تلقت دروسها في مركز أدهم اسماعيل للفنون الجميلة، وفي المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، حيث تخصّصت في الأدب المسرحي. ضمّت أعمال حجازي، أنواعاً مختلفة من الأعمال، كالرسوم المتحركة، الدراما المسرحية، عروض الدمى، أفلاماً وثائقية، فضلاً عن الأعمال المطبوعة والإنتاجات المرئية والمسموعة وتنفيذ حملات دعائية مختلفة. أنشأت مع بداية العام 2010 شركة إنتاج خاصة “بلو دار“، إلى جانب عدد من الفنانيين المتخصصين في مجالات الكتابة، والبحوث، والتعليم والرسوم المتحركة. نالت حجازي أكثر من 11 جائزة عن أعمالها المختلفة. كما نالت في وقت سابق من الشهر الحالي، ست جوائز عن فيلمها “طيور الياسمين” في المهرجان الدولي لسينما الطفل والعائلة في بنغالور.

للترجمة العربية اضغط على

The Jasmin Birds Demo

إعلان فيلم طيور الياسمين

مؤسسة الدوحة للأفلام: لماذا اخترت مهنة إخراج أفلام الرسوم المتحركة؟
سلافة حجازي: نشأت في عائلة تقدّر الفن عالياً، والدي هو عبد النبي حجازي، روائي وكاتب تلفزيوني، وأشقائي يعملون في مجال الدراما والإنتاج. ومن خلال معايشة تجربتهم، رغبت منذ صغري في أن أصبح مخرجة، كما كنت أهوى الفن التشكيلي والنحت، لذا مزجت بين هذين الفنين من خلال العمل في مجال الرسوم المتحركة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: نشعر بأن أعمالك مطعّمة بلمسة شرقية، كيف تمكنتِ من تحقيق ذلك؟
سلافة حجازي: أحد أهم أهدافي، كان ابتكار هوية فنية خاصة تمثّل الطفل العربي، خاصةً وأننا نفتقر إلى الإنتاجات العربية التي يتابعها أطفالنا. ومن المهم جداً على هذا الصعيد إيجاد رابط بين الطفل العربي وثقافته بهدف تنمية الحسّ الوطني لديه. ولتحقيق هذا الهدف حاولت من خلال أعمالي إبراز الفنون الشعبية، كالفنون التشكيلية والأغاني التراثية والشعر من كافة أقطار العالم العربي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أعمالك موجهة بالمقام الأول للأطفال، ما هي بحسب رأيك المعايير المتّبعة في عملية إنتاج أعمال الأطفال؟
سلافة حجازي: إن الأمر متعلق باحتياجات كل طفل وفق مرحلته العمرية. في الأعمال الموجهة إلى الأطفال الصغار عادةً ما نعتمد على التكرار، ونتجنّب استخدام الألوان ونوتة الموسيقى المعقدة. نركز على بساطة العرض وأسلوب الأداء البطيء والمجزّأ ليتمكن الطفل من استيعاب المضمون بسهولة، خاصةً وأنه يفتقر في هذه المرحلة العمرية إلى قدرة التركيز لمدة طويلة. أما في الأعمال الموجهة للعائلة، فأعتقد أنه من الضروري أن تتمتع هذه الأعمال بمضمون درامي مشوّق، يأسر المشاهد بأسلوب سردي بسيط، لكن يجب التنبّه إلى عدم تضمين الفيلم أي نوع من أنواع المحاذير الأخلاقية كتلك المتعلقة بالجنس أوالجريمة، إنما اللجوء إلى أسلوب غير مباشر لإيصال الرسالة الأخلاقية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: يواجه صانعو الأفلام الموجهة للأطفال تحد كبير، كيف يمكن لكِ أن تتأكدي من مدى انجذاب الأطفال إلى هذه الأفلام؟
سلافة حجازي: قمت بالعديد من الأعمال التربوية الموجهة للأطفال، وأعتقد أن الأعمال التي تكتفي بالجانب التعليمي وتغفل الجانب التشويقي الممتع لا تصل إلى مرادها. لم تكن أساليب التدريس المتّبعة في صغري تجذب انتباهي، كانت مملة وجافة يغلب عليها الطابع النظري أكثر من العملي، وهذا ما دفعني إلى البحث عن أساليب مختلفة. وأنا دائماً أبحث عن تضمين المعلومة نوعاً من الخيال والكوميديا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تقيمين البرامج الموجهة إلى الأطفال في المنطقة؟
سلافة حجازي: إن أنجح تجربة في المنطقة كانت النسخة العربية من “سيسام ستريت” (افتح يا سمسم)، الذي استطاع أن يقدم مناخاً تعليمياً لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة بطريقة مشوقة ومرحة، وبات مرجعاً للمناهج التربوية في العالم العربي. لكن للأسف، نفتقر إلى مثل هذه النوعية من البرامج في المنطقة، لأن العاملين في مجال الدراما لا يضعون الأمر من ضمن أولوياتهم، علماً بأن أكثر من 60% من المجتمع العربي مؤلف من أطفال ويافعين، ومن المهم جداً الاهتمام بهذه الشريحة من خلال تقديم برامج قيّمة تسهم في تطورهم الاجتماعي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ماذا عن البالغين؟ هل تفكرين بإنتاج أعمال خاصة بهم؟
سلافة حجازي: إن الرسوم المتحركة هي لغة جميلة جداً، يثريها الخيال الذي يساهم في ترجمة الأفكار الإبداعية بأساليب وطرق لا حدود لها، لدي الكثير من الأفكار التي أرغب في ترجمتها عبر هذه الوسيلة، وأنا أقوم حالياً بالتحضير لفيلم رسوم متحركة قصير، موجّه للكبار يتناول مفهوم الحرية، ويعكس الحالة التي نعيشها حالياً، ولدي الكثير لأقوله على هذا الصعيد.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ماذا تخبرينا عن فيلمك الوثائقي القصير “ذي ميموري بوكس” (صندوق الذكريات)؟
سلافة حجازي: إنه عبارة عن ملخّص لورشة عمل لرسوم متحركة ضمّت في صفوفها أربعين طفلاً وطفلة من اللاجئين في سورية، شكلت دعوتي الأطفال ليختاروا ذكرى من صندوق ذكرياتهم فرصة لإخراج ما بداخلهم والتعبير عنه عبر الرسوم المتحركة، بعد أن تعلّموا الأسس البدائية لهذه الصناعة. وحصلنا نتيجة لهذه الجهود، على أربعين فيلماً قصيراً، كانت تجربة لا تقدر بثمن، أردت أن أوثقها في فيلم تتبع خطوات الأطفال الإنتاجية، وعمل على تغطية مختلف جوانب حياتهم اليومية.

مؤسسة الدوحة للأفلام: إن مجال صناعة أفلام الرسوم المتحركة في المنطقة لا يزال في أولى مراحله، ما هي أهم التحديات التي واجهتكِ؟
سلافة حجازي: لا يوجد جامعات متخصصة بهذا الفن في سوريا، لذا اعتمدنا على التعلّم الذاتي والاطّلاع على التجارب العالمية واستقدام الخبرات بمساعدة القطاع الخاص في سوريا. وقد ساهمت شركتا “نجم” و“تايغر برودكشن” بتوفير فرصاً مهمة لتدريب الشباب على هذه الصناعة، واستطعنا أن نشكل معاً تجمعاً فنياً فعالاً، لكن لم يكن لهذه الصناعة أن تتطور لولا الدعم الحكومي الذي تلقته.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي مشاريعك المستقبلية؟
سلافة حجازي: أقوم حالياً بالتحضير لفيلم قصير، كما أنني أعمل على مسلسل رسوم متحركة تربوي موجهة للأطفال بتقنية “ثلاثي الأبعاد”.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو فيلمك المفضل على مستوى أفلام الرسوم المتحركة؟
سلافة حجازي: الفيلم الفرنسي “ذا تريبلت أوف بيلفيل” (ثلاثي بلفييل)، للمخرج سيلفان شوميه.

للترجمة العربية اضغط على

Triplets of Belleville - Trailer

إعلان فيلم تريبلتس أوف بيلفيل

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تقيمين تجربة مسلسل الرسوم المتحركة الإماراتي “فريج” Freej؟
سلافة حجازي: أثمّن قدرة المسلسل على مخاطبة المجتمع المحلي، خصوصاً في دولة الإمارات، لأنه استطاع أن يروّج لشخصيات كرتونية محلية على مستوى واسع، وأن يخلق هوية معيّنة مرتبطة بالحلقات التلفزيونية ومفهوم الترويج التجاري لها.

blog comments powered by Disqus