المدوّنة

العودة الى القائمة

أضواء على مهرجان ساوث باي ساوث وست

11 مارس 2012

بقلم ستيفن دالتون

هذا الأسبوع، سيتجه حوالي 20 ألف موسيقي وسينمائي إلى أوستن، عاصمة ولاية تكساس، احتفالاً ببداية الربيع في الكارنفال السنوي الذي يستمر عشرة أيام “ساوث باي ساوث وست”. وكانت أوستن التي تدعو نفسها “عاصمة الموسيقى الحية في العالم“، قد استضافت المعرض التجاري الضخم الأول للروك والبوب عام 1987، وأطلقت مهرجانها السينمائي الأول المتفرّع من هذا المعرض عام 1994، بالاضافة إلى فعالية الاعلام التفاعلي في العام التالي.

كذلك تتباهى أوستن، التي تعتبر كواحة للبوهيميين الليبراليين المسترخين، والذين يؤيدون الديموقراطيين في الانتخابات، بصالات السينما العديدة التي تعرض الأفلام القديمة، كصالة ألامو وباراماونت، وهما أيضاً الصالتان الأساسيتان اللتان تستضيفان فعاليات مهرجان ساوث باي ساوث وست. ومن بين الأفلام العالمية التي تفتتح المهرجان هذا الشهر “كوخ الغابة“، وهو فيلم رعب كلاسيكي أعاد صياغته مؤلف مسلسل “بافي قاتلة مصاصي الدماء” جوس ويدن، وفيلم الكوميديا السوداء الأول من إخراج الممثل ماثيو ليلارد “فات كيدز رول ذا وورلد“، والفيلم المقتبس من المسلسل الذي لقي نجاحاً باهراً في الثمانينات “21 جامب ستريت“، ويمثل فيه بطله الذي ظهر في المسلسل الأصلي جوني دب.

وتتضمن الأفلام الوثائقية المشاركة في المهرجان سيرة حياة لاعب ايقاع الروك المخضرم جينجر بايكر ومغني الريغي الأسطوري بوب مارلي. كما يركز المهرجان على المواهب الجديدة وتلك النخبوية، أما برنامجه فليس مضغوطاً كما في المهرجانات الأخرى أمثال ساندانس، كان وتورونتو. لكنه يكتسب أهمية في الأوساط الثقافية السينمائية في أميركا، بفضل الدور الذي باتت تلعبه أوستن في الصناعة السينمائية، وذلك المزيج الخاص بها والذي يجمع ما بين السينما والموسيقى والمنابر الرقمية.

ويتميّز هذا المهرجان بحسن التنظيم، حيث يولي القادمين الجدد والقدامى أهميةً على حد سواء، ويستقبلهما بأسلوب ضيافة ولاية تكساس الرائع، كما تشرح الكاتبة الصحافية المتخصصة في السينما بجريدة أوستن كرونيكل مارجوري بومغارتنر. تقول: “هذا المزيج ما بين السينما والموسيقى فريد من نوعه. تتكون عنه أجواء من الاسترخاء والتي تصلح للقيام بالصفقات في الوقت ذاته. كما أن الطقس خلال شهر مارس في أوستن رائع ومغري بشكل لا يوصف”.

لقد أصبح المهرجان أشبه بنافذة للتسوق بالنسبة للسينما المحلية الناشطة، التي حولت هذه المدينة متوسطة الحجم إلى مجتمع يتجه نحو الصناعة السينمائية والتكنولوجيا السينمائية الرقمية عالية المستوى. وبفضل استوديوهات أوستن وقاعدة متنامية من المواهب المحلية، وهم بأغلبهم خريجي معهد السينما بجامعة تكساس، ازداد عدد الانتاجات السينمائية في أوستن عشرة أضعاف في العقد الأخير. “ميس كوجنياليتي“، “ترو غريت” و“شجرة الحياة“، هي ثلاثة أفلام من بين عشرات الأفلام الضخمة التي تم تصويرها هناك.

كما تدين أوستين بسمعتها السينمائية إلى النجوم السينمائيين الرواد أمثال روبرت رودريغز وريتشارد لينكلايتر، اللذان ولدا في تكساس وكانا كاتبين ومخرجين صورا معظم أفلامهما في هذه المدينة أو من حولها. من أفلام لينكلايتر الفيلم الكلاسيكي “سلايكر“، والكوميدي “مدرسة الروك“، والدراما المبدعة “ووكينغ لايف”. أما رودريغز فهو معروف بالصور الساحرة المنتجة عبر الكومبيوتر كما في فيلم “سن سيتي” و“سباي كيدز”. وبالطبع سيظهر لينكلايتر في المهرجان لحضور العرض الأول لفيلم الجريمة الكوميدي الذي صوره في أوستن “بيرني”.

وسيبقى كل من لينكلايتر ورودريغز علامة فارقة في اقتصاد أوستن – فلقد تمكن المهرجان من تحقيق أرباح فاقت 167 مليون دولار عام 2011. وهنا يقبع جمال هذا المهرجان السينمائي الصغير – إنه يبدو كحفل خارجي في الهواء الطلق، لكنه يحرك الاقتصاد بشكل كبير، على أسلوب مدينة تكساس.

blog comments powered by Disqus