الصحافة

العودة الى القائمة

صناع الأفلام في مهرجان أجيال السينمائي العاشر يسلطون الضوء على قدرة السينما على التأثير الاجتماعي

07 أكتوبر 2022 — المهرجان السينمائي

Download PDF

228 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 7 اكتوبر 2022: عبّر صانعا الأفلام أليكس ساردا وعلي أصغري عن رؤيتهما المشتركة حول أهمية السرد القصصي على الرغم من الرقابة والتحديات التي تواجهه الأعمال السينمائية، مؤكدين على قوة تأثيرها الاجتماعي من خلال تمكين الجمهور من اكتساب فهم أعمق للتعقيدات المجتمعية باعتبارها خطوة أولى لإيجاد الحلول الإيجابية.

وجاء كلام أليكس ساردا مخرج فيلم “حفريات“ (أسيانيا، قطر، الأردن / 2022) وعلي أصغري مخرج فيلم “حتى الغد“ (إيران، فرنسا، قطر / 2022) خلال مشاركتهما في إيجاز صحفي ضمن مهرجان أجيال السينمائي العاشر، حيث قدما رؤيتهما حول صناعة فيلميهما، لافتين إلى الأوضاع الصعبة في عملية صناعة الأفلام ومدى تأثيرها عليهما على الصعيدين الشخصي والإبداعي.

وقال أليكس ساردا: “الفيلم ترك أثره عليّ شخصياً لأعكس قيمي الخاصة كصانع أفلام”. والفيلم الوثائقي يدور حول أبو ضيا المواطن المطارد من عمّان ويعيش في قرية صغيرة، حيث قام المخرج مع طاقم عمل بسيط مؤلف من 5 أشخاص بالتخييم في موقع البعثة الأثرية الذي يعمل فيه أبو ضيا.

يحاول أبو ضيا بإصرار كبير تحسين ظروف العمل في الموقع من خلال قيادة إضرابات ومواجهات مع فريق البعثة الأسباني الذي يشرف على التنقيب. وفي هذا الإطار يقول المخرج ساردا: “محاولتي كانت طرح أسئلة وإطلاق حوار، ودفع كل طرف ليفهم الأخر ويقوم بتغيير الأمور. لكن كان مهماً لي طرح وجهات النظر المختلفة بدلاً عن التركيز على فكرة واحدة”.

وأشار أليكس إلى أن موضوع الفيلم الرئيسي يتمحور حول نظرة المجتمع إلى الإنسان بعد فترة السجن. “إنها قصة يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وتظهر كيف يتعامل المجتمع مع الفرص الثانية للناس. ويوثق الفيلم كذلك لقصة والد مع ابنه ويظهر مفاهيم جيلين مختلفين”.

بدوره قال علي أصغري أن فيلمه “حتى الغد“ يتتبع التحولات التي تطرأ في المجتمع. “الجيل الجديد لا يريد ترك الأمور تستمر كما هي. أنه يريد أن يكون حراً. وبطلة فيلمي، أم شابة تخبئ عن والديها مولودتها الجديدة، تحاول التغلب على العادات والتقاليد. في جميع الأفلام، نظرت إلى قصص النساء اللواتي يواجهن خيارات صعبة للغاية”.

ولفت أصغري أن فيلمه بمثابة تحية لقوة النساء في إيران. “لدي ست شقيقات وأنا الأخ الأصغر. لقد رأيت بنفسي مدى المعاناة التي عشنها لإدارة ومواجهة الحالات التي مررن بها. إن طرح موضوع حول النساء صعب للغاية. حصلنا على جميع التصاريح اللازمة لتصوير الفيلم، وفي الوضع الراهن، لست متأكداً إذا كنا قادرين على عرضه في صالات السينما في البلاد. أحاول تأمين حقوق عرضه على منصات الإنترنت المدفوعة حتى يتمكن الناس من مشاهدته”.

وأشار أصغري أنّ فيلمه حصل على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام، وأشاد بمهرجان أجيال السينمائي لإدراكه العميق بالقضايا المعقدة التي يتناولها الفيلم. “أشارك في أجيال على مدار السنوات العشرة الماضية، وكان من المثير بأن أكون متواجداً فيه مع الشباب والصغار. بعد عرض فيلمي، طرح الحكام أسئلة فضولية ومهمة. إنهم يفهمون قضية الفيلم، كما طرحوا استفسارات تقنية حول تدرج اللون والإضاءة. في هذا العمر، لم يكن لدي أي فكرة عن السينما. ولم تحصل أفلامي على هذا القدر من الاهتمام في مهرجانات أخرى، حيث أتواصل مع جمهور أكبر سناً”.

وأضاف أصغري أن فيلمه يحاكي قضايا النساء في مختلف أرجاء العالم. “إن التفاعل مع العروض كان جيداً للغاية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث يربطها الناس بحالتهم بطريقة بديهية. المنطقة تحتاج إلى الوقت لجسر الهوة بين الجنسين، وهذه القصص تسلط الضوء على قضايا العالم الحقيقية في مجتمع يشهد تغيرات سريعة”.

وأكد صانعا الأفلام بأنه من المهم منح مساحة للجمهور لفهم الفيلم ورسم الاستنتاجات. وفي هذا السياق قال أصغري: “الأفلام ذات النهايات المفتوحة تلهم المشاهد للتفكير بعمق والمساهمة في وضع حلول إيجابية”.

من جانبه أشار المخرج أليكس إلى أن الجيل الجديد من مبتكري المحتوى يواجهون مستقبلاً مضطرباً بسبب التحديات العديدة التي يشهدها العالم. “لسنا مطمئنين حول طريقة سير الأمور في المستقبل، وبالنسبة لنا، إنه من المهم طرح أسئلة مشروعة على الجمهور وإثارة نقاش خلف الكواليس. إذا كانت كل الأفلام ذات نهايات مغلقة، لن يبقى عندها شيء للجمهور للتفكير به والإجابة عنه”.

وحثّ المخرجان صناع الأفلام الناشئين على التركيز فقط على صناعة أفلامهم التي يتطلعون إليها، بغض النظر عن الصعوبات التي تواجههم. وقدما لهم نصيحة مفادها الاستماع إلى عقلهم وقلبهم وصناعة الأفلام التي يريدون، ومواصلة المسيرة.

يعرض مهرجان أجيال السينمائي على مدار ثمانية أيام برنامجاً من الأفلام المميزة من حول العالم بمشاركة أكثر من 613 حكم من 50 بلداً. يشارك الحكام أيضاً في جلسات أجيال الحوارية ولقاءات أجيال وكذلك في مناقشات حول السينما ونقد للأفلام التي يشاهدونها.

تحظى الدورة العاشرة من مهرجان أجيال السينمائي 2022 بدعم العديد من الشركاء والرعاة هم “الحي الثقافي كتارا” بصفة الشريك الثقافي، والشركاء المساهمين كلّ من “الدرويش القابضة“، مزود الإلكترونيات الرسمي “فناك” و “سوني” “ وفيفتي ون إيست“، “كيومنكيشن” شريك التواصل الاجتماعي، وأصدقاء المهرجان “ألكالايف” راعي المياه الرسمي، “جيفوني” و “متاحف قطر” و “فيرتيوسيتي”.