الصحافة

العودة الى القائمة

خبيرة قمرة كلير دينيس لصنّاع الأفلام الواعدين المشاركين في قمرة: ركزّوا على الصدق ونبض المشاعر وابحثوا عن أهم ما يمكنكم التعبير عنه من خلال أفلامكم

14 مارس 2021

Download PDF

208 kB

تحميل البي دي أف

  • المخرجة والكاتبة الفرنسية الكبيرة كلير دينيس، إحدى أبرز صناع الأفلام في أوروبا، تتحدث عن شعور الصدمة الذي مرّت به في طفولتها بعد اصطدامها بالتفرقة العنصرية والفكر الاستعماري وتسلط الضوء على أسلوبها الإخراجي الذي يرتكز على القلب في المقام الأول

الدوحة، قطر – 14 مارس 2021: في ندوة سينمائية حضرها جمهور واسع من مختلف أنحاء العالم، قدّمت خبيرة قمرة كلير دينيس، والتي تُعتبر من أبرز صناع الأفلام في العالم، نصيحةً هامة لصناع الأفلام الواعدين من واقع تجربتها في صياغة الأعمال السينمائية التي لامست قلوب الجماهير حول العالم وسلّطت الضوء على قضايا حيوية، حيث خاطبتهم قائلةً: “ركزوا على الصدق ونبض المشاعر وابحثوا عن أهم ما يمكنكم التعبير عنه من خلال أفلامكم”.

عُقدت الندوة عبر الإنترنت ضمن فعاليات اليوم الأول من قمرة 2021، الملتقى السنوي الذي تعقده مؤسسة الدوحة للأفلام لاحتضان المواهب السينمائية العربية، وأدارها ريتشارد بنيا، مدير البرامج بجمعية الفيلم في مركز لينكولن ومدير مهرجان نيويورك السينمائي في الفترة من 1988 وحتى 2012. وعلى مدار الندوة، تعرّف الجمهور على مشوار كلير دينيس الحافل، كما تحدثت دينيس عن أسلوبها الإخراجي الذي اتّبعته بدءاً من أول أفلامها “شوكولا” (1988) والذي نافس على جائزة السعفة الذهبية في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.

بعد استعراضه لمقتطفات من أفلامها، أطلق بنيا النقاش مع دينيس، متناولاً أبرز المحطات وأهم الأعمال على مدار مشوارها السينمائي، والتي تشمل فيلمها الأول الذي يُعد سيرة شبه ذاتية تتناول الفكر الاستعماري الفرنسي في القارة الأفريقية وما يرتبط به من أزمات وصراعات عرقية ومشاعر مختلطة بالانتماء. وعن هذا الفيلم، قالت دينيس: “لا شك أن العمل الأول في مشوار أي مخرج هو الأصعب، وقد أردت أن يعبّر فيلمي عن موضوعات مهمة لا تتعلّق بي أو بحياتي الشخصية بل بمكانٍ نشأت فيه ولازالت ذكرياته تعيش معي. لم يكن من السهل إطلاقاً أن أجد التمويل الذي يمكّنني من إنجاز فيلمي الأول وتصويره في الكاميرون، لكنني بحثت طويلاً عمَن يمكنه أن يتحمس لدعم التجربة وقد استغرق ذلك وقتاً طويلاً”.

وعن الإصرار الذي يجب أن يتحلى به صانع الأفلام للبحث والتعمّق في مشروعه السينمائي، نصحت دينيس صنّاع الأفلام بالتعمق في كل مشهد من مشاهد أفلامهم واستغلال فترة نضوب الأفكار أثناء مرحلة الكتابة للبحث عن مدخل شعوري يمكنه أن يوصل فكرة العمل، مشيرةً إلى أنه في الكثير من الأحيان، قد يضم العمل السينمائي أفضل نص وفريق تمثيلي يمكن استقطابه، إلا أنه لا يخرج إلى النور بالشكل الأمثل، فحتى لو كانت مشاهده جميلة، فإن ذلك لا يضمن أنه قد أصبح عملاً متكامل الأركان، وعلى صناع الأفلام أن يبحثوا عن نبض المشاعر التي يمكنها إثرائه.

وعن نمطها الإخراجي، أكدت دينيس سعيها الدائم للبحث عن أهم الرسائل التي يجب إبرازها من خلال أفلامها. وأضافت: “لازلت أذكر إحدى جولات البحث عن مواقع التصوير لأحد أعمالي، وعلى الرغم من مروري بالعديد من التضاريس الخلّابة والأماكن الطبيعية الساحرة التي بدت مثالية لأي عمل سينمائي، شعرت في البداية بأن الحظ قد حالفني لكن صوتاً ما بداخلي حدّثني بأن هذا ليس المكان الأنسب للفيلم، فعندما أغلقت عينايّ، وجدتني أتخيّل مكاناً مختلفاً، وهذا ما أردت أن أحققه في فيلمي الأول”.

وقد أكدت دينيس أنها استلهمت بعض أفلامها من حياتها وتجاربها الشخصية، ومنها فيلم “35 رشفة رم” (2009) والذي تناول العلاقة بين أب وابنته في مجتمع مختلط من المهاجرين. وعنه قالت دينيس: “كنت سعيدةً للغاية بسرد قصةً شخصية تعني لي الكثير، ولم يكن موضوع الأزمات العرقيّة غريباً بالنسبة لي، فقد نشأت في مجتمع يشكّل السود جزءاً لا يتجزأ منه، وقد رغبت في تصوير ما ألمسه وأراه يومياً من حولي، كالحيّ الذي أعيش فيه والأشخاص الذين أصادفهم في حياتي اليومية”.

وعن تجربتها أثناء الطفولة، أشارت دينيس إلى أنها صُدمت من حجم المعاناة اليومية للناس في أفريقيا. وعنها قالت: “اعتدنا على تصوير القارة الأفريقية على أنها مكان يعيش فيه البيض كأسياد، وأذكر أنني عندما كنت طفلة، كنت أشعر بحزن كبير عندما أرى الآخرين وهم يقدّمون لي وجبات الطعام، كما لاحظت أننا لم نكن بحاجة لتنظيف المنزل على عكس ما كنا نقوم به في فرنسا. وجدت نفسي أعيش في طبقة اجتماعية مختلفة فقط لأن بشرتي بيضاء، وهو استعلاء زائف وفوقيّة عرقيّة لا تنم سوى عن الجهل. لم أنشأ على الإيمان بهذه السيطرة العرقية ولازلت أراها من دواعي الشعور بالخزي والعار في مجتمعنا اليوم”.

ولعل أبرز ما يميز أعمال دينيس هو البصمة الإنسانية التي تثبت حضورها بقوة حتى في أعمال الخيال العلمي التي قدّمتها. وعن ذلك قالت دينيس: “في شبابي، كنت أقرأ العديد من قصص الخيال العلمي، فقد كانت دائماً ما تذكرني بسرّ هشاشتنا كبشر ولغز الوقت الذي يغلف حياتنا، فهل هو عذاب نعانيه يومياً أم مجرد وحدة قياس لمصير كلّ منا؟ لم أكن يوماً مهتمة بالخيال علمي كنمط سينمائي مُعتاد، ولا تستهويني تلك الأفلام الخيالية التي تتناول حروباً أو غزوات”.

وعن فيلمها المقبل الذي يحمل اسم “نجوم الظهيرة” من بطولة روبرت باتينسون ومارغريت كويلي، قالت دينيس: “أتمنى تصويره خلال خريف 2021 مع انتهاء توزيع اللقاحات”. وعن روبرت باتينسون قالت: “قابلته بشكل مفاجىء فقد كان هو من أراد مقابلتي وقد تملكّني الخجل والدهشة لكنني أدركت أن الأقدار قد جمعتنا لكي نتعاون معاً، فقد شعرت وكأنني أعرفه بالفعل وأُعجبت بصراحته وعطائه الإبداعي وغموضه الذي يفتح آفاقاً فنية مميزة”.

يذكر أن قائمة خبراء قمرة تضم أيضاً كل من: المصوّر السينمائي المُرشح لجائزتيّ الأوسكار والبافتا فيدون باباميتشيل والمخرج العالمي والذي شاركت أفلامه في العديد من دورات مهرجان كان السينمائي جيمس غراي والمخرجة والكاتبة السينمائية الحائزة على جائزة الأسد الفضي جيسيكا هاوسنر ومصمّم الصوت الحائز على جائزة الأوسكار مارك مانجيني ومن المقرر أن يشاركوا خبراتهم وتجاربهم مع الحضور خلال ندواتهم السينمائية على مدار هذا الأسبوع.

يمكن للجمهور المشاركة في فعاليات قمرة عبر الإنترنت من خلال شراء بطاقة قمرة التي تتيح لهم فرصة حضور عروض أفلام قمرة وجلساته الحوارية. ويمكن للمواطنين والمقيمين في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمنح أولوية قبول الطلبات لمن قدّمها أولاً. يصل سعر بطاقة قمرة إلى 500 ريال قطري، بينما يمكن للطلاب وحاملي بطاقتك إلى الثقافة من هيئة متاحف قطر شراء بطاقة قمرة بسعر مخفض يبلغ 350 ريال قطري.