الصحافة

العودة الى القائمة

خبير قمرة فيدون باباميشيل للمشاركين في قمرة: فن التصوير السينمائي لا يكمن في اللقطات الجميلة أو حركات الكاميرا بل في سرد القصة

16 مارس 2021

Download PDF

405 kB

تحميل البي دي أف


  • الندوة السينمائية للمصور العالمي المُرشح للأوسكار فيدون باباميشيل تدعو إلى التركيز على الأداء والشخصيات في المقام الأول
  • الدوحة، قطر – 16 مارس 2021: في ندوة سينمائية استثنائية، اصطحب خبير قمرة المصوّر العالمي المُرشح للأوسكار فيدون باباميشيل الجمهور في رحلة شائقة استعرض فيها أبرز محطات مشواره الفني وأعماله السينمائية اللافتة، مؤكداً أن فن التصوير السينمائي لا يكمن في اللقطات الجميلة أو حركات الكاميرا، بل في سرد القصة وتسليط الضوء على أداء الممثلين.

    تزامنت الندوة مع الإعلان عن خبر ترشيحه لجائزة الأوسكار لمرة جديدة لأفضل تصوير سينمائي عن عمله في فيلم “محاكمة سبعة شيكاغو” من إخراج آرون سوركين والذي أشاد به باباميشيل وتحديداً بكتاباته المتفرّدة وعن ذلك قال: “صاغ سوركين هذا العمل كمسرحية تدور أحداثها في قاعة محكمة يتخللها مشاهد قصيرة من خارج المحكمة، وقد كان التحدي الأبرز لي في هذا العمل هو تصوير أجواء المرافعات في دار القضاء التي تعتبر مسرحاً للأحداث بصورة مُحكمة”.

    عُقدت الندوة عبر الإنترنت ضمن فعاليات قمرة 2021، الملتقى السنوي الذي تعقده مؤسسة الدوحة للأفلام لاحتضان المواهب السينمائية العربية، وأدارها ريتشارد بنيا، مدير البرامج بجمعية الفيلم في مركز لينكولن ومدير مهرجان نيويورك السينمائي في الفترة من 1988 وحتى 2012. وعلى مدار الندوة، تعرّف الجمهور عن قرب عن كواليس عمل باباميشيل في هوليوود، إذ تعاون مع باقة من أهم وأبرز صناع الأفلام وساهم في إنجاز أعمال تحوّلت إلى كلاسيكيات في تاريخ السينما.

    وعن انتقاله من التصوير الفوتوغرافي إلى التصوير السينمائي، قال باباميشيل: “أعتبر فيلم “امتهان” (1963) لجون لوك جودارد من أهم الأعمال التي شكّلت قراري باقتحام العالم السينمائي، فقد ترك هذا الفيلم انطباعاً قوياً عليّ بسبب أسلوبه غير التقليدي وتكوينه البصري الأخاذ“، مضيفاً أن والده كان رساماً ومدير ديكور، ولهذا شعر بنوع من الترابط بين ما شاهده في العمل وتجاربه الشخصية.

    وأضاف باباميشيل: “لعل أبرز ما تركه هذا الفيلم في نفسي هو إقناعي بأن باستطاعتي استغلال شغفي البصري في سرد قصةٍ ما على الشاشة بعكس فن التصوير الفوتوغرافي والذي أراه مجالاً فردياً لا يتيح فرصة للتعاون مع فريق كبير لصياغة قصة متكاملة، فقد كنت اعتمد فيه على نفسي فقط لتصوير اللحظات المختلفة، وبمجرد التقاط الصورة، تُمحى اللحظة ولا أمضي وقتاً في تأملها أو التفكير فيها”. ومن هذا المنطلق، فقد أتاحت له السينما منصةً أكبر وأوسع لسرد القصص من خلال صياغتها بصرياً.

    وقد أكد باباميشيل أنه اكتسب مهاراته بنفسه، كما استفاد بشكل خاص من مدرسة روجر كورمان الفنية، وهو مخرج صاحب مسيرة فنية حافلة منحته لقب “بابا السينما الشعبية“، وقد أدى ذلك إلى تعاونه مع كات شيا في عدة أفلام منها: “رقصة الملعون” و“تجرّد للقنال 2: فتيات الحيوية” واللذيّن تم تصويرهما في ثلاثة مواقع تصوير احتفظ بها كورمان لتصوير مجموعة من الأفلام. وعن هذه التجربة قال باباميشيل: “كان الأمر أشبه بالالتحاق بمعهد سينمائي ولكن على أرض الواقع، فقد كان أمامنا 15 يوماً فقط لتصوير كل فيلم، وقد اكتسبت الكثير من الخبرات بالتجربة العملية، إذ يفرض علينا كورمان أية قيود بشأن ما يمكننا تقديمه على صعيد الأسلوب البصري”.

    وعن أهم المحطات في مشواره الفني، اعتبر باباميشيل فيلم “جولات رائعة” – والذي ينتمي لنوعية الأفلام الرياضية الكوميدية ولعب بطولته جون كاندي الذي استمتع باباميشيل كثيراً بالتعاون معه – من العلامات في مشواره خاصةً أنه فيلم رياضي تقليدي سرعان ما تحوّل إلى أحد أهم كلاسيكيات السينما التي تعلق بها الجمهور، كما تحدّث عن مشاركته في فيلم “3:10 إلى يوما” الذي ينتمي لقالب أفلام الغرب الأمريكي والحركة وأخرجه جيمس مانجولد ولعب بطولته راسل كرو وكريستيان بيل. وأكد باباميشيل أن الفيلم شكل له تحدياً كبيراً، خاصةً المشاهد الحركية التي تطلبت تجهيزات كبيرة وإجراءات تنفيذ سريعة في نفس الوقت وهو ما أرهقه جسدياً لكنه أكسبه الكثير من الخبرة، كما كشف عن عدم إجراء أية تمرينات للممثلين قبل التصوير لضمان عفوية الأداء، خاصةً أن مخرج العمل جيمس مانجولد – الذي يعتبر باباميشيل نفسه محظوظاً بالعمل معه – من عشاق العمل بصورة حرة لا تتقيّد بشكل حرفي بالنص وإتاحة الفرصة للممثلين للأداء بصورة طبيعية عوضاً عن القوالب المُعدة سلفاً.

    وعلى مدار الندوة، قدّم باباميشيل نصائحه لصناع الأفلام الواعدين، إذ شجعهم على التعامل مع الممثلين الموهوبين عن قرب ومراقبة ومتابعة أدائهم والتجاوب معه بشكل بصري، خاصةً في مشاهد الحركة التي تتطلب تعزيز تفاعل الجمهور مع بطل القصة، مؤكداً أن العمل السينمائي قائم أولاً وأخيراً على الشخصيات التي تظهر على الشاشة وليس على نوع أو نمط الفيلم، وهو درس مهم تعلمه باباميشيل من عمله مع جيمس مانجولد وأليكساندر باين.

    ولم يغفل باباميشيل الحديث عن فيلم آخر يعتبر من العلامات في مشواره الفني وهو “سر على الخط” الذي يروي قصة حياة جوني كراش ولعب بطولته واكين فينيكس وريز وثرسبون وأخرجه مانجولد واستمد منه باباميشيل القدرة على التعامل بشكل حر مع أداء الممثلين من حوله.

    وعن فيلميّ “طرق جانبية” و“نبراسكا” لألكسندر باين، تحدث باباميشيل قائلاً: “كان فيلم طرق جانبية هو المرة الأولى التي نستخدم فيها كاميرتين لرصد أداء الممثلين المتحاورين وهو أسلوب لم يعهده باين من قبل إذ لم يكن معتاداً على استخدام أكثر من كاميرا للتصوير، أما نبراسكا – الذي تم تصويره بالأبيض والأسود – فقد تم تصويره بكاميرا واحدة. وعن نفسي كمصور سينمائي، فإنني أحب أن أراقب أداء الممثل وأستجيب له في التقاط أفضل اللقطات المُتناسبة معها، وقد اكتشفت على مدار مشواري أن القصة هي قلب ونبض أي عمل سينمائي وأن اللحظة التي أعي فيها وجود الكاميرا أو أركز على حركتها والإضاءة، فإن خيوط القصة قد تتسرّب من يدي”.

    وأضاف باباميشيل عن فيلم “نبراسكا”: “كان هذا الأسلوب الفني – الخاص بالتركيز على أداء الممثلين – مناسباً لأجواء هذا العمل التي تركز على الوحدة والعزلة، وكما يقولون، فإن الأبيض والأسود هو القالب الأنسب لبلورة أداء الممثل، إذ يساعدك على التركيز على الشخصية بدون أي تشتيت قد تسببه الألوان”.

    يمكن للجمهور المشاركة في فعاليات قمرة عبر الإنترنت من خلال شراء بطاقة قمرة التي تتيح لهم فرصة حضور عروض أفلام قمرة وجلساته الحوارية. ويمكن للمواطنين والمقيمين في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمنح أولوية قبول الطلبات لمن قدّمها أولاً. يصل سعر بطاقة قمرة إلى 500 ريال قطري، بينما يمكن للطلاب وحاملي بطاقتك إلى الثقافة من هيئة متاحف قطر شراء بطاقة قمرة بسعر مخفض يبلغ 350 ريال قطري.